ترك برس
حذّر كاتب ومحلل سياسي تركي من وجود تنسيق ضد بلاده بين ميليشيات ما يسمى "قوات سوريا الديمقراطية"، التابعة لتنظيم "حزب العمال الكردستاني" (PKK) المحظور، وقوات إماراتية وسعودية ومصرية بدعم من الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا وفرنسا.
جاء ذلك في حديث لموقع الجزيرة نت الذي سلّط الضوء في تقرير له إلى بدء "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) المدعومة من الولايات المتحدة هجوما على تنظيم الدولة (داعش) في الجيب الأخير للتنظيم شرقي نهر الفرات بسوريا.
وقال الموقع إن خطوة "قسد" فسرها مراقبون بـ"الهروب نحو الأمام من المواجهة مع تركيا بذريعة انخراطها في مقاتلة تنظيم الدولة".
وقال الكاتب التركي يوسف كاتب أوغلو إنه لم يحدث تفاهم بين أميركا وتركيا حول المعركة التي تشنها "قوات سوريا الديمقراطية" في البادية السورية، وإذا لم يتم التوافق مع واشنطن فسيشن الجيش التركي هجوما لتطهير كل منطقة شرق الفرات من "التنظيمات الإرهابية".
وأضاف الكاتب المقرب من الحكومة "أميركا تمتلك 21 قاعدة عسكرية بتلك المنطقة، وبالتالي تحركات الوحدات (YPG) وتنظيم الدولة معروفة لدى الاستخبارات الأميركية..
وأساسا أميركا هي التي أوجدتهما لتبرير إنشاء منطقة كردية تحت ذريعة أن الوحدات الكردية هي من أخرجت تنظيم الدولة من المنطقة، وهذا السيناريو لن تسمح تركيا بتحقيقه".
وتساءل: لماذا واشنطن مستمرة في دعم وتسليح "قوات سوريا الديمقراطية" بعد أن قالت إن تنظيم الدولة انتهى وإنها ستسحب قواتها؟ أليست تركيا وأميركا كأكبر قوتين في جيش الناتو قادرتين على القضاء على تنظيم الدولة؟
وأضاف كاتب أوغلو أن هناك تنسيقا بين "قوات سوريا الديمقراطية" وقوات إماراتية وسعودية ومصرية بدعم أميركي بريطاني فرنسي بهدف خلط الأوراق في المنطقة وشن حروب بالوكالة على تركيا، وزرع فتنة كردية عربية تصب في مصلحة الدول الغربية التي تتربص بالمنطقة.
ومنذ 11 سبتمبر/ أيلول الماضي، وتنظيم "YPG / PKK" يحاول إخراج تنظيم "داعش" من محافظة دير الزور، بدعم أمريكي وفرنسي.
ولم يبق في قبضة "داعش" إلا بلدة الباغوز بريف دير الزور الشرقي في الوقت الراهن، في حين تبسط قوات النظام سيطرتها على المناطق الغربية لنهر الفرات في المحافظة المذكورة.
وقبل يومين، نقلت وكالة الأناضول الرسمية عن مصادر محلية في المنطقة إن إرهابيي "YPG / PKK" يساومون في الوقت الراهن، إرهابيي "داعش" في بلدة الباغوز التي يحاصرها "YPG" بمحافظة دير الزور.
وأضافت المصادر أن "YPG / PKK" أعطى ضمانات لعناصر "داعش" الإرهابية، بنقلهم مع أسرهم إلى محافظة إدلب، شريطة تسليم أنفسهم وإطلاق سراح أسرى "YPG".
واستدركت أن التنظيمين الإرهابيين اختلفا على خروج عناصر "داعش" من البلدة؛ إثر طلب بعض عناصر التنظيم الأخير نقلهم إلى العراق.
من جهته، قال الباحث السوري الكردي بمركز عمران للدراسات في إسطنبول بدر ملا رشيد إن تركيا تحاول عبر إعلامها الرسمي تجنب ذكر "قوات سوريا الديمقراطية" بهدف عدم تشتيت التركيز الإعلامي المُسلط على "وحدات حماية الشعب" التي تعد المكون الأساسي لتلك القوات، وبهدف إبقاء الباب مواربا للحل مع الولايات المتحدة حول إدارة المنطقة عسكرياً في البند الخاص بالقوات المحلية.
وأضاف ملا رشيد أن التفاهم الأميركي مع وحدات حماية الشعب تم تبنيه عقب معركة عين العرب (كوباني) نهاية عام 2014، وحتى الآن فإن معظم العمليات العسكرية تحدث بتخطيط أميركي.
ولفت ملا رشيد إلى وجود تفاهمات بين تركيا وأميركا لمكافحة تنظيم الدولة كونه يشكل تهديداً للأمن العالمي "لذا شاهدنا في العديد من المناسبات تدخل الولايات المتحدة والتحالف الدولي لتخفيف التوتر على الحدود السورية التركية".
ويرى الباحث الكردي أن "قوات سوريا الديمقراطية" ستستمر في عملياتها ضد تنظيم الدولة كي تمارس عبره جانباً آخر من الضغوط على واشنطن والمجتمع الدولي، تستفيد منه لاحقا في مواجهة تركيا شرق الفرات.
وأوضح أن استمرار "قوات سوريا الديمقراطية" في العمليات العسكرية ضد تنظيم الدولة يُكسبها مزيداً من أوراق القوة للتفاوض مع النظام السوري، كون إنهاء تنظيم الدولة بالمنطقة يعني تثبيت سلطتها إلى حين قيام تركيا بعملية عسكرية.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!