ترك برس
تستمر وسائل إعلام رئيسية بنشر تقارير تضلل الرأي العام العالمي، وتزيّف الحقائق فيما يتعلق بالتركيبة السكانية للشمال السوري، في إطار جهودها الرامية إلى دعم الأنشطة والأطراف الانفصالية بهذه المنطقة الواقعة على الحدود الجنوبية لتركيا.
في هذا الصدد، وبتاريخ 15 فبراير/ شباط 2019، نشرت قناة (BBC) عبر حسابها بموقع "يوتيوب" تقريرًا بعنوان "هل تنفجر حروب سوريا المؤجلة بعد الانسحاب الأمريكي؟"، جاء في توصيفه أن مدينة منبج "ذات خليط كردي – عربي".
الباحث السياسي الدكتور باسل الحاج جاسم، قال في حديث لـ"ترك برس"، إنه لا يمكن النظر إلى ما قامت به قناة (BBC) في عملية أقل ما يمكن وصفها بالتضليل وتزييف الحقائق، عندما اعتبرت منبج المدينة العربية في شمال الجمهورية العربية السورية، بأنها "ذات خليط كردي عربي".
وتخضع منبج لسيطرة ميليشيات "وحدات حماية الشعب" (YPG)، الامتداد السوري لـ"حزب العمال الكردستاني" (PKK)، والتي تحظى رغم تحركاتها الانفصالية بالمنطقة، بدعم كبير من الولايات المتحدة ودول أوروبية تحت ذريعة محاربة تنظيم الدولة "داعش".
والواضح أن القناة أرادت التمهيد واستباق أي عمل عسكري تركي يعيد زمام الأمور في منبج لأهلها العرب الذين يشكلون أكثر من 94 بالمئة من سكان البلدة الواقعة غرب الفرات، ويقطنها أيضا التركمان والشركس والأكراد، أو حتى أيضا تعزيز مطالب الامتداد السوري لـ"حزب العمال الكردستاني" (PKK) المصنف إرهابيًا على قوائم الناتو ودول أخرى، في إطار مفاوضاتهم مع دمشق.
وتابع الباحث أن عدم الإشارة إلى أن مدينة منبج عربية التاريخ والديموغرافيا، يعيد إلى الأذهان قيام العديد من وسائل الإعلام في أكثر من مناسبة باللعب على هذا الوتر لتبرير السيطرة غير العربية على البلدات والمدن داخل أراضي الجمهورية العربية السورية، تماما مثلما يحدث عندما يتم الحديث عن أن الأقلية الكردية هي القومية الثانية في سورية.
وهذا طبعا قد يكون كلام حق ولكن يراد به باطل، فلا أحد يكمل ويشير إلى أن نسبة تلك القومية الثانية لا تتجاوز ستة بالمئة، وسبق وذكر المبعوث الدولي السابق إلى سورية ستيفان دي مستورا بأن نسبة الأكراد في سورية لا تتجاوز خمسة بالمئة .
ولفت الحاج جاسم إلى أن غياب دولة مركزية قوية اليوم في سورية بالاضافة لحسابات كثيرة تريد العديد من الأطراف تصفيتها مع تركيا، هو ما يقف وراء حملات سياسية أو إعلامية كهذه.
وفي المحصلة يدفع ملايين العرب السوريين في شمال وشمال شرق سورية ثمن حملات كهذه، حين تتجاهل وسائل الإعلام تلك، مأساة مئات الآلاف من العرب المهجرين في مخيمات اللجوء والنزوح بسبب ممارسات الأحزاب الانفصالية ذات الطابع القومي، وقد اعتبرت منظمة العفو الدولية ما تعرض له العرب شمال وشرق سورية بجرائم حرب.
وقبل أيام، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إنه لا يمكن تحقيق وحدة التراب السوري دون تطهير منطقة "منبج" وشرق الفرات من "YPG"، وتسليم هذه المناطق إلى أصحابها الحقيقيين.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!