أفق أولوطاش – صحيفة أكشام – ترجمة وتحرير ترك برس
تواصل تركيا التعامل بحس المسؤولية في علاقاتها مع الولايات المتحدة. نرى منذ مدة طويلة أن واشنطن تفضل الخطوات أحادية الجانب على التفاوض، حتى في القضايا التي لا يشوبها أي شك في أنها على باطل.
هناك تفلت من كل القواعد ناجم عن القوة الاقتصادية والسياسية من جهة، ومواقف متباينة في واشنطن يواجهها العالم، من جهة أخرى.
للأسف، هذه المواقف المتباينة ليست ناجمة عن ثراء فكري. ينجم عن الأجندات السياسية المتضاربة في معظم الأحيان تبلور حسابات قصيرة الأمد.
أصبحت القدرة على التفكير الاستراتيجي طويل الأمد عملة نادرة في واشنطن. أبرز الأمثلة على ذلك هو المقاربة التي تتبناها بعض الأوساط في واشنطن إزاء العلاقات مع تركيا.
بعد كل مباحثات جيدة بين البلدين، نرى أن جهة أخرى في واشنطن تسعى لتبديد الأجواء الإيجابية.
تدعم الولايات المتحدة تنظيم "ي ب ك" في سوريا. ولا يتحرج ضباط قيادة القوات المركزية الأمريكية من التقاط الصور مع أعضاء التنظيم.
وعوضًا عن الاستماع لانتقادات تركيا في هذا الخصوص، يفضلون اللجوء إلى تكتيكات سطحية وقصيرة الأمد.
وعلى غرار ذلك، بينما يتوجب على واشنطن دعم تركيا بصفتها "حليفة" بخصوص مكافحة تنظيم "غولن"، تفضل زيادة الضغوط السياسية على أنقرة.
حتى في مسألة الانتخابات المحلية، تتحدث واشنطن بلهجة متعالية، على الرغم من أنها لم تتمكن بعد من حل فوضى انتخاباتها الرئاسية 2016.
وعلاوة على كل ذلك، تسعى واشنطن من خلال التهديد بفرض عقوبات على تركيا جراء شرائها منظومة إس-400، للتغطية على خطئها في عدم تقديم عرض ملموس ومقبول بخصوص بيع منظومة باتريوت لأنقرة.
وعلى نفس المنوال، تجازف الإدارة الأمريكية بإلحاق الضرر بالقدرة الدفاعية المشتركة للناتو من خلال ربط مشروع إف-35، الذي تقدم تركيا له إسهامات كبيرة، بصفقة إس-400.
هناك الكثير من الفاعلين على الساحة الدولية يتساءلون عما تفهمه الولايات المتحدة من التحالف. من نظرتها إلى العلاقات مع الناتو ومؤسسات الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، ومواقفها وتصريحاته غير التقليدية تجاهها يظهر أن مفهوم واشنطن عن التحالف يختلف عن الآخرين.
كانت الولايات المتحدة بابًا طرقته تركيا على مدى سنوات من أجل تلبية احتياجها إلى منظومة دفاع جوي لا جدل في الحاجة إليها.
قواعد التحالف كانت تستوجب من الولايات المتحدة تلبية هذه الحاجة المشروعة عبر تقديم عرض جيد. وحصول تركيا على المنظومة كان سيساهم بشكل كبير في الدفاع المشترك.
وبعد سنوات لم تصل فيها أنقرة لمبتغاها، يتوجب تقبل مبادرة تركيا لتلبية حاجتها المتزايدة عن طريق شراء منظومة إس-400. خصوصًا أن تركيا تتصرف بشكل ينسجم مع علاقات التحالف فيما يتعلق بالحيلولة دون إضرار هذه المنظومة، التي ستُنشر بشكل مستقل، بالدفاع المشترك لحلف الناتو.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس