غونري جيوا أوغلو – صحيفة ملليت – ترجمة وتحرير ترك برس
منظومة إس-400 الصاروخية أضحت "مشكلة تركية أمريكية"، تزداد خطورة أكثر فأكثر..
سأحاول توضيح المسألة تقنيًّا دون الدخول في تعقيدات..
منظومة باتريوت الأمريكية هي الحلقة الأخيرة في شبكة "interconnect" الخاصة بالناتو.
رادارات الناتو في تركيا وأوروبا هي شبكة "استشعار" مبرمجة من أجل الطائرات والصواريخ "الصديقة" و"العدوة".
عند ورود معلومات عن "عدو" يتم إبلاغ مركز القيادة المخول باتخاذ القرار في الناتو، قبل إطلاق صواريخ منظومة باتريوت. عملية الإطلاق هي المرحلة الأخيرة.
بمعنى أن باتريوت مدرجة في شبكة شاملة للاستخبارات واتخاذ القرارات في الناتو.
في حين أن إس-400 ليست عنصرًا في هذه الشبكة المشتركة. رادارات المنظومة مدمجة فيها ومستقلة.
في حال نشرها في تركيا، العضو في الناتو، ستشكل قوة منفصلة عن نظام الناتو. وبذلك تخرج المسألة من كونها "مشكلة تركية أمريكية" لتتحول إلى "جدل حول عضوية تركيا في الناتو".
بالنسبة لمسألة شراء اليونان أيضًا منظومة إس-200 الصاروخية الروسية، هذه المنظومة أقدم وأقل تطورًا، ومع ذلك لم تنشرها على أراضيها. فهي متروكة في مستودع عسكري بجزيرة كريت.
هكذا تنظر الولايات المتحدة إلى المسألة. وبخصوص عدم منح تركيا مقاتلات إف-35 تربط واشنطن الأمر بالأخطار المحتملة لصواريخ إس-400، التي لا تنتمي للناتو.
يتوجب على تركيا أن توجد صيغة تزيل تحفظات الولايات المتحدة والناتو، التي ذكرتها آنفًا، وتجعل إس-400 خيارًا وورقة ضغط بيد أنقرة في مواجهة الولايات المتحدة.
ولهذا اقترحت تركيا على الولايات المتحدة تشكيل لجنة مشتركة لإيجاد تدابير بحيث لا تشكل إس-400 تهديدًا أو خطرًا على أنظمة الناتو.
هذه مقاربة حسن نية قدمتها تركيا في إطار إدراكها مسؤوليتها كعضو في الناتو، لكنها قد لا تنجح.
لكن ماذا إذا علقت الولايات المتحدة تسليم مقاتلات إف-35 لتركيا التي تشارك في تصنيع المقاتلات؟
روسيا هي البلد الوحيد القادر على مقارعة صناعة الأسلحة الأمريكية.
على سبيل المثال، تمتلك روسيا مقاتلات سو-57، القادرة على منافسة إف-35. وبحسب المعلومات الواردة من روسيا فإن موسكو ألمحت إلى إمكانية بيعها تركيا جميع الأسلحة المتطورة، بما فيها سو-57.
بطبيعة الحال لا تستطيع تركيا شراء هذه الأسلحة بالدولار، لأن الولايات المتحدة تتحكم بالدفعات المسددة بالدولار.
لكن بحسب بعض الأنباء، ألمحت روسيا إلى إمكانية بيع أسلحة لتركيا مقابل بضائع، وبالتالي ستصدر تركيا البضائع التي تحتاجها تركيا وتستورد في المقابل مقاتلات سو-57 والأسلحة المتطورة. بل إن التصنيع المشترك مطروح أيضًا.
هذه أوراق ضغط بيد تركيا، لكن التحول نحو روسيا يعني الطلاق مع الناتو أو الابتعاد عنه على أقل تقدير، ويتبعه لاحقًا عقوبات اقتصادية.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس