ترك برس
زادت الولايات المتحدة من ضغوطها على إيران إلى مستوى غير مسبوق في الآونة الأخيرة، بتصنيف الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية، وعدم تمديد الإعفاءات الممنوحة لبعض الدول لاستيراد النفط الإيراني. ولكن التوترات المتصاعدة بين تركيا والولايات المتحدة يمكن أن تقوض جهود عزل إيران، كما رأت مجلة ناشونال إنترست الأمريكية.
وجاء في مقال نشرته المجلة أن الولايات المتحدة إذا لم تستطع تهدئة علاقاتها مع تركيا وتحفيز التعاون التركي من خلال القضاء على الآثار السلبية لعقوبات إيران على الاقتصاد التركي، فإن أنقرة يمكن إن تتعاون مع طهران لتقويض عزلة الأخيرة.
وأوضح أن التقارب بين تركيا وإيران من شأنه أن يخلق مساحة لالتقاط الأنفاس للاقتصاد الإيراني، ويزيد من العبء الأمني الأمريكي في المنطقة، ويشل القوة الناعمة للولايات المتحدة وحلفائها.
وأضاف أن الزيارات الثنائية رفيعة المستوى بين تركيا وإيران زادت في الأسابيع الأخيرة، ويحاول البلدان العثور على أرضية مشتركة تساعد فيها تركيا إيران على التغلب على عواقب العقوبات الأمريكية، ومن ثم تستخدم إيران نفوذها في سوريا لتخفيف مخاوف تركيا.
وتقول المجلة: "إنه إذا كان ينبغي لأي قوة أجنبية كانت أم إقليمية، أن تضع استراتيجية كبرى للشرق الأوسط، فعليها أن تتضمن بعض الإلهام من "خطة شليفن" بمعنى تجنب رد فعل مضاد، واعتماد مبدأ "لا تواجه تركيا وإيران في في الوقت نفسه".
ورأت أن استبعاد تركيا كقوة موازنة، ومحاولة عزل إيران ليس خطوة ذكية. صحيح أن تركيا فقدت بالفعل الكثير من نفوذها في العراق وسوريا، ولكن ما يزال لدىها تركيا الكثير من الأدوات مثل وجودها العسكري في سوريا، والروابط الاقتصادية الوثيقة مع شمال العراق وقدرتها على دعم أو تعطيل بعض الجماعات غير المتماثلة عن طريق جغرافيتها.
ووفقا للمجلة، فإن حجم تركيا الكبير وديناميتها يوفران لها إمكانات ملحوظة للنفوذ الإقليمي حتى لو غرقت في مشاكل في الوقت الحالي.
وتبرز المجلة فارقا جوهريا بين تركيا وحلفاء الولايات المتحدة الآخرين في المنطقة، وهو أن تركيا هي الحليف الوحيد الذي يمكنه تحمل عبء الأمن، في حين يعتمد حلفاء الولايات المتحدة الآخرون، المملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي وحتى إسرائيل، على الولايات المتحدة عندما يتعلق الأمر بالمسائل الأمنية.
ومن أبرز الأمثلة على ذلك أنه عندما أراد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الانسحاب من سوريا، أراد ترك مهمة القضاء على تنظيم داعش إلى تركيا. ولذلك فمن غير المعقول مجرد التفكير في ترشيح حلفاء الولايات المتحدة الآخرين لمثل هذه المهمة في غياب أي مشاركة أمريكية.
وتلفت المجلة إلى أن استراتيجية إيران الإقليمية هي مزيج من مجموعة واسعة ومترابطة من الأدوات المترابطة التي تشكل فيها القوة الناعمة عنصرا مهما.
وفي المقابل فإن "دفع ترامب لتصنيف جماعة الإخوان المسلمين كمنظمة إرهابية سيضيف المزيد من الوقود لعزل جماهير الشرق الأوسط عن حكوماتها المتحالفة مع الولايات المتحدة"، واعتبرت المجلة أن "مثل هذه الخطوة سوف تعقد علاقات الولايات المتحدة مع كثير من دول المنطقة التي تستضيف أحزابًا سياسية شرعية وحركات مرتبطة بالإخوان المسلمين، وفي مقدمتها تركيا التي تعد داعمًا نشطًا لجماعة الإخوان المسلمين منذ اندلاع الربيع العربي."
وخلصت المجلة إلى أنه بالنظر إلى أن أوروبا ليست حريصة على تقديم دعم قوي للعقوبات الأمريكية وأن روسيا والصين سوف تضغطان لإحباطها، سيتعين على الولايات المتحدة ممارسة ضغط كبير على إيران، وهو ما سيؤدي إلى تعميق اعتماد الحلفاء الإقليميين للولايات المتحدة على واشنطن.
وأضافت أن دعم تركيا لإيران أيضا سيزيد من من تعقيد جهود الولايات المتحدة في مواجهة غياب تحالف دولي ضد إيران وضغوط حلفائها الإقليميين.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!