أفق أولوطاش – صحيفة أكشام – ترجمة وتحرير ترك برس
لم يكتسب مفهوم التحالف في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية بعد قوامه. ظهر العديد من الصعوبات في ملء المصطلح بالمعنى، ومنها تراجع روسيا، واكتساب القوى المتوسطة النفوذ، وتفاقم الفوضى الإقليمية، وتضعضع النظام الدولي.
لهذه الأسباب عُقدت تحالفات تلبي الحاجات البراغماتية قصيرة الأمد. مع تغير الظروف تبدلت طبيعة التحالفات وانتهت مدة صلاحيتتها.
من أوضح الأمثلة على ذلك العلاقات التي قامت منذ منتصف التسعينيات بين تركيا وإسرائيل. أثارت الولايات المتحدة المصاعب أمام حصول تركيا على المعدات العسكرية التي تحتاجها لتحقيق أمنها، وعلى الأخص في مكافحة تنظيم "بي كي كي"، ولهذا طورت أنقرة علاقاتها مع إسرائيل.
وبطبيعة الحال، لعبت الميول الإيديولجية للمسؤولين العسكريين في تلك الفترة دورًا كبيرًا في هذا التوجه.
من جانبها، عثرت إسرائيل على حليف في المنطقة من غير الدول العربية، بينما وجدت تركيا شريكًا مستعدًا لبيعها الكثير من المعدات العسكرية وقادرًا على تشكيل لوبي لدى الولايات المتحدة.
وعلينا ألا ننسى أيضًا دور الولايات المتحدة في عقد هذا التحالف. فبفضل امتناع الولايات المتحدة عن تلبية احتياجات تركيا حدث التقارب بين أنقرة وتل أبيب، وهو ما رحبت به واشنطن بشدة.
وكأن الفترة الحالية تشهد حالة مشابهة. فدول الخليج تعقد أو كانت تعقد آمالًا على الولايات المتحدة بخصوص إيران، حتى أنها كانت تتطلع لعملية عسكرية أمريكية.
فدول الخليج تعتبر طهران تهديدًا مباشرًا كما يتضح من التحركات الإيرانية في الآونة الأخيرة. أما الولايات المتحدة فتفضل مواجهة التهديد بالعقوبات، وهي بعيدة كل البعد عن تلبية التطلعات الخليجية.
ويبدو قرار انسحاب الإمارات من اليمن وإطلاقها محادثات مع إيران مؤشرًا على فقدانها الأمل بالولايات المتحدة. كما بدأ نشر مقالات في الخليج عن "تنويع الحلفاء الموثوقين". والعنوان المقصود هو إسرائيل.
وعلاوة على عدم تلبيتها التطلعات الأمنية للخليج، ترحب الولايات المتحدة بأن تعتبر الدول الخليجية إسرائيل "شريكًا أمنيًّا"، وبعبارة أخرى تجعل هذه البلدان محتاجة لإسرائيل وترحب بتقاربها معها.
وتبدو إسرائيل مستعدة لتوفير الدعم الأمني لهؤلاء الفاعلين في مقابل الحصول على دعمهم في المسألة الفلسطينية. وتعمل واشنطن وتل أبيب على تقاسم الحلفاء في المنطقة.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس