ترك برس
قال موقع "Lobe Log" الأمريكي إن خسارة روسيا للحليف التركي ستكون بمثابة نكسة كبيرة لسياسة روسيا الإقليمية، معتبرا أنه لن يكون هناك مستقبل لشراكة غير متكافئة بين أنقرة وموسكو.
ويستهل مقال نشره الموقع بتناول الوضع الحالي في مدينة إدلب السورية بعد الهجوم الذي شنته قوات النظام بدعم روسي على المدينة، وعدم مراعاة روسيا للمخاوف التركية من موجة نزوح كبيرة للاجئين إلى الأراضي التركية.
ويذكر أن روسيا لم تهتم أو تظاهرت فقط بالاهتمام بمخاوف تركيا في سوريا؛ لأنها تتوقع احتمال شراكة غير متكافئة مع تركيا، مع تخصيص دور كبير لنفسها.
وأشار إلى أن موسكو استفادت بعناية من مشاكل تركيا الداخلية والإقليمية. ومن ذلك على سبيل المثال تقديم عدد من الحوافز للرئيس أردوغان في أعقاب محاولة الانقلاب الفاشل في تموز/ يوليو 2016.
وأضاف أن الشراكة مع تركيا تقدم فرصًا لروسيا في كثير من المجالات:
أولًا، من مصلحة روسيا أن تجعل تركيا حليفا تابعا خاصة في بسوريا. وقد أدركت أنقرة أهمية دور روسيا في سوريا بعد أن أسقطت طائرة مقاتلة روسية في عام 2015. وجعل تقاربها اللاحق مع روسيا توغلها العسكري في شمال سوريا ممكنًا. ومن ثم حاولت روسيا السيطرة على دور تركيا في سوريا.
وأضاف أن موسكو تقدم نفسها أيضًا كصانع سلام في سوريا من خلال عملية أستانا التي تعتمد على مشاركة تركيا وإيران. أما خارج سوريا، فإن تركيا جزء من رؤية بوتين لتوسيع مجموعة الثماني إلى جانب الصين والهند.
ثانيًا، كانت تركيا عميلًا موثوقا لصناعة الدفاع الروسية. اشترت تركيا نظام الدفاع الجوي الروسي S-400 على الرغم من التهديدات الأمريكية بالعقوبات، واستمرت في هذا الشراء على الرغم من استبعادها من برنامج إنتاج المقاتلة الشبح طراز F-35.
وعلاوة على ذلك بدا أردوغان مهتمًا بالطائرة المقاتلة الروسية Su-57، كبديل للمقاتلة F-35. وعلى الرغم من أن تركيا لم تطلب رسميًا شراء أي طائرة روسية، فإن موسكو أكدت أن هناك مناقشات مستمرة. كما ناقشت موسكو وأنقرة مشاريع الدفاع المشتركة، وأبدى أردوغان رغبته في أن تشارك تركيا في إنتاج الجيل القادم من نظام الدفاع الجوي S-500.
ثالثًا، تستفيد موسكو من أي انقسام في حلف الناتو. وقد أثارت شراكة روسيا النامية مع تركيا قلقًا كبيرًا في واشنطن وبروكسل. وتتراوح أسباب هذه المخاوف من احتمال كشف الأسرار العسكرية الغربية للروس. كما أثار شراء تركيا للأسلحة الروسية تساؤلات حول مستقبل عضويتها في الناتو، إذ أن أي تصدع في الناتو يعني الانحراف عن موقف المنظمة الموحد ضد المخططات الروسية تجاه دول مثل أوكرانيا وجورجيا.
ويلفت المقال إلى أن المناخ السياسي داخل تركيا يساعد على توثيق العلاقات مع روسيا.
ويوضح أن التحالف القومي المحافظ الحاكم في أنقرة ينتقد الغرب بسبب قلة الدعم الذي قدمه خلال الانقلاب الفاشل لعام 2016. و يشعرون بأن صوتهم لا يسمع في الولايات المتحدة وعدد من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي عندما يتعلق الأمر بـالحرب على الإرهاب.
وأردف أن الكتلة الأوراسية داخل النخبة الحاكمة التركية اضطلعت بدور كبير في دعم التقارب مع روسيا. وكانت تدعو منذ مدة طويلة إلى دعم التوجه المؤيد لروسيا في السياسة الخارجية كبديل للغرب، وخاصة الولايات المتحدة.
ولكن المقال يستدرك أن الشراكة مع روسيا من شأنها أن تلبي مصالح تركيا السياسية والأمنية قصيرة الأجل، لكنه سيكون ضارًا على المدى المتوسط إلى الطويل.
وبين أن التقاليد السياسية لتركيا، والنموذج الهيكلي في السياسة التركية والسياسة الخارجية، وروح أنقرة البيروقراطية، ستكون الحواجز الرئيسية أمام الشراكة الناشئة مع روسيا.
ويخلص المقال إلى أن "واقعية موسكو ستمنعها على الأرجح من إضفاء قيمة كبيرة على أي تحالف. لكن خسارة تركيا وهي غير واردة، ستكون بمثابة نكسة كبيرة في سياسة روسيا الإقليمية".
وأضاف أنه لا يوجد مستقبل لشراكة غير متكافئة بين تركيا وروسيا، وسوف تعتمد علاقتهما المستقبلية على التطورات الإقليمية والمحلية لكلا هذين البلدين. ومن المحتمل أن يتحول تحالفهما الحالي إلى مزيج من التعاون والمنافسة، على غرار الفترات السابقة، ولكن ربما يكون أقل توترًا بعد هذه الفترة الحالية من العلاقات الجيدة.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!