ناغيهان ألتشي - ديلي صباح - ترجمة وتحرير ترك برس
من الواضح أن الرئيس رجب طيب أردوغان مستعد وحريص على تقديم الدعم لليبيا من أجل حماية حقوقها وحقوق تركيا في شرق البحر المتوسط. تشعر تركيا بالقلق؛ لأن الحرب في ليبيا تدخل مرحلة حاسمة، إذ يشن خليفة حفتر هجوما على طرابلس بهدف انتزاع السيطرة عليها من الحكومة الرسمية المعترف بها، وهي الحملة التي قد تسبب اضطرابات في البلاد والمنطقة.
تمكن الاتفاقية العسكرية الموقعة بين أنقرة وطرابلس حكومة الوفاق الشرعية من طلب مركبات وأسلحة لاستخدامها في العمليات العسكرية والجوية والبحرية. كما تتضمن الاتفاقية تبادل المعلومات الاستخباراتية الجديدة.
تريد تركيا أن تناقش مع الدول الأخرى مسألة إرسال مساعدات عسكرية إلى ليبيا، إذ سيتوجه وفد تركي إلى موسكو لإجراء محادثات في الأيام المقبلة. جاء هذا القرار خلال مكالمة هاتفية بين أردوغان وبوتين. هذا أمر بالغ الأهمية لأن روسيا تدعم خليفة حفتر.
وعلى غرار روسيا، تدعم مصر والإمارات العربية المتحدة حفتر، بينما تقف الأمم المتحدة ودول أوروبية أخرى إلى جانب الحكومة. تنظم المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، مؤتمرا في برلين حول ليبيا دعت إلىه أردوغان. واقترحت ميركل مشاركة الجزائر وتونس وقطر في المؤتمر. وجاء الإعلان عن دعوة تلك الدول على لسان الرئيس أردوغان الذي قال عقب منتدى في سويسرا: "إن الشعب الليبي لديه ثقة في هذه البلدان التي أن شاركت في المؤتمر فسيكون الشعب الليبي قادرًا على التعبير عن آرائه بشكل أفضل".
تمر ليبيا بمرحلة مقلقة مرحلة تدفع كثيرا من الدول إلى المشاركة في المؤتمر. وعلى غرار ألمانيا، قال وزير الخارجية الإيطالي إن بلاده مستعدة أيضًا لإجراء محادثات مع تركيا وروسيا والولايات المتحدة حول إيجاد حل للأزمة في ليبيا.
يعكس الصراع الليبي في الواقع خطوط الصدع في الشرق الأوسط، إذ تدعم دولة الإمارات العربية المتحدة إلى جانب مصر والسعودية اللواء المتمرد خليفة حفتر جزئيا من أجل أن تكون في مواجهة تركيا وقطر.
يرسم اتفاق ترسيم الحدود البحرية التركية مع ليبيا خطًا رأسيًا عبر البحر المتوسط مما يزعج خطط اليونان وقبرص ومصر وإسرائيل للتنقيب عن النفط والغاز بالقرب من قبرص. يمكّن هذا التقارب بين تركيا وليبيا تركيا من تقييد التنقيب عن النفط والغاز في شرق البحر المتوسط.
بدأت مشاركة تركيا في تغيير هجمات قوات حفتر المتمردة. بدأت قوات حكومة الوفاق الوطني في صد هجمات حفتر وشنت هجومًا مضادًا. وقد أحدث استخدام الأسلحة الجديدة بما في ذلك الصواريخ التركية المضادة للدروع تأثيرا كبيرا في مسار المعركة.
شعار أنقرة ثابت لم يتغير في أي مكان، فهي تدافع عن سلامة أراضي سوريا والعراق وليبيا، وتهدف إلى منع الحرب الأهلية والصراع الذي سيؤثر في المنطقة بأسرها. أعتقد أن هذه السياسة مهمة جدًا في الحفاظ على توازن القوى ومنع الكوارث.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس