بيرجان توتار – صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس
تظهر الهلوسات الواردة في تقرير لمؤسسة "راند"، المركز البحثي الممول من جانب البنتاغون، حول تركيا أن المنطق والخطاب الأمريكي الاستعماري لم يتغير أبدًا على الرغم من الصفعة التي تلقاها في 15 يوليو 2016.
يحمل التقرير المكون من 276 صحيفة عنوان "توجه تركيا نحو القومية"، أما عنوانه الفرعي فهو تأثير هذا التوجه على العلاقات التركية الأمريكية وعلى الجيش الأمريكي.
يلخص التقرير، الممول من جانب وزارتي الخارجية والدفاع الأمريكيتين، هدفه على النحو التالي:
"تحليل وتقييم تأثيرات ونتائج التوجهات في السياسة الداخلية والخارجية التركية على الاستراتيجية الدفاعية وتخطيط القوات للولايات المتحدة".
يكرر التقرير الذي يستخدم لغة فوقية تجاه تركيا الأحكام المسبقة التي نسمعها منذ زمن، وهو بالتحديد من إعداد مركز "Arroyo Center's Strategy, Doctrine & Resources Program".
وعلى الرغم من تأكيد التقرير على أن الأفكار التي يحتويها ليست للدولة الأمريكية وإنما هي آراء الأشخاص الذين ساهموا في إعداده"، إلا أن هذه المزاعم مفضوحة.
فالمركز المسمى "أرويو" تابع لمؤسسة "راند" التي تعمل تحت إشراف وزارة الدفاع الأمريكية وتتلقى تمويل "FFRDC" الرسمي من وزارة الخارجية.
***
يؤكد معدو التقرير، الذين تدخلوا بشكل سافر في شؤوننا الداخلية، على الأهمية القصوى لإعادة بناء العلاقات التركية الأمريكية عبر معارضة سياسة صديقة للولايات المتحدة وقادة عسكريين أتراك في الناتو، كما كان الحال في الماضي.
ويطرح التقرير أربعة سيناريوهات بخصوص مستقبل تركيا..
1- صحيح أن أنقرة ملتزمة بحلف الناتو إلا أنها ستبقى حليفًا صعب المراس بالنسبة للولايات المتحدة.
2- عندما تصل المعارضة والعسكر المدعومان من جانب الولايات المتحدة إلى الحكم ستخضع تركيا من جديد للغرب.
3- ستواصل أنقرة اتباع سياسات توازن دقيقة بين الأطلسي وأوراسيا.
4- ستخرج تركيا في نهاية المطاف من الناتو لأن الغرب لن يتحملها أكثر.
باختصار، يعلن تقرير مؤسسة "راند" أن تركيا بشكلها الحالي "غير مقبولة"، ويقدم خارطة الطريق الواجب اتباعها في ترويض تركيا، التي تتبع سياسات مستقلة تتجاوز الحدود المرسومة من جانب واشنطن.
ينبغي علينا ألا ننسى بأن هناك في مواجهتنا عقلية ترى كل مكيدة قذرة مباحة، بما في ذلك تفعيل جيوش الناتو السرية وعصابات الغلاديو، إذا اقتضى الأمر، من أجل السيطرة على تركيا. ولهذا يجب أن نلزم باستمرار جانب الحيطة والحذر.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس