بيرجان توتار – صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس
أحيينا الذكرى الرابعة للكفاح الملحمي لشعبنا في مواجهة المحاولة الانقلابية منتصف يوليو/ تموز 2016 على يد وكيل الولايات المتحدة تنظيم غولن.
ينبغي تعريف هذا الكفاح بأنه دفاع عن الوطن وحماية للحضارة مسطرة بأحرف من ذهب على صفحات التاريخ.
كانت ملحمة 15 يوليو المحرك الرئيسي للعشرات من الحملات من قبيل العمليات العسكرية في سوريا، واستراتيجيات ليبيا وشرق المتوسط، والقفزات النوعية في التكنولوجيا العسكرية، والانفتاح على روسيا والصين، والأداء المبهر في القطاع الصحي والنجاح في مكافحة كورونا وأخيرا كسر إغلال أيا صوفيا.
هذه الخطوات في الداخل والخارج هي سلسلة ثورات ترمز إلى تحول تركيا من بلد الأناضول إلى دولة كبيرة ومنها إلى حضارة عالمية.
لولا كفاح 15 يوليو لكنا سنخسر قرنا آخر، ونحمل أغلال الوصاية، التي تضربها القوى العظمى على أعناقنا، مئة عام أخرى.
***
بدأت نهاية "عصر الأمم الإقطاعية" الذي فرضه الغرب على العالم. نحن على أعتاب فترة جديدة. تبرز ثلاثة بلدان هي تركيا والصين وروسيا على الطريق من الدولة إلى الحضارة.
تطور البلدان الثلاثة سياساتها من خلال انتماءاتها الحضارية، وترمز إلى مقاومة نظام الوصاية لحضارة السوق الليبرالي العالمي التابع للغرب.
وللقضاء على هذه المقاومة ينفذ الغرب هجوما مضادا يعتمد على إيجاد "أتراك معادين لتركيا، وروس معادين لروسيا، وصينيين معادين للصين".
الانقلاب الفاشل في 15 يوليو كانت محاولة نفذها الغرب لاحتلال تركيا عن طريق "الأتراك المعادين لتركيا"، لكنه لم ينجح.
لذلك فإن هؤلاء الأتراك فاقدي الانتماء المقطعوعة جذورهم عن أسرهم ودينهم وبلدهم، يعيشون الآن صدمة تخلي الغرب عنهم.
مهما فعل الغرب من الآن فصاعدا سيكون من المستخيل عليه فرض الوصاية على تركيا مجددا. ولذلك فإن مأساة خونة الوطن هؤلاء سوف تتفاقم.
كلما تزايدت التصدعات في التحالف الأطلسي، يبزغ عصر بلدان مثل تركيا، لا تمثل قطعة أرض وشعب معينين فحسب، وإنما تجسد حضارة.
وعلى غرار المقاومة الملحمية، التي خاضتها تركيا قبل مئة عام، ستواصل في عصرنا هذا تغيير التوازنات من أسسها.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس