ترك برس
يعد الروس من بين أكثر خمس جنسيات أجنبية إقبالا على شراء العقارات في تركيا في عام 2019. ووفقًا لمعهد الإحصاء التركي (TurkStat)، بيعت 2893 وحدة سكنية لمشترين روس من بين 45500 منزل وشقة على الأقل بيعت للأجانب في العام الماضي.
ويعزو خبراء العقارات الزيادة في مشتريات الروس إلى انخفاض الأسعار، حيث أتاح انخفاض قيمة الليرة التركية لكثير من الروس الفرصة لشراء العقارات التركية.
وقالت الخبيرة العقارية، أناستاسيا فالي، لموقع المونيتور: "يختار الروس العقارات الواقعة بالقرب من البحر، والتي تكلف أقل من 1000 دولار للمتر المربع. وفي مقابل هذا المبلغ المالي يحصلون على وحدة سكنية عالية الجودة في أحد المجمعات تضم حماما للسباحة وصالات رياضية رياضية وملاعب للأطفال".
وأضافت أن "المباني الجديدة في تركيا مختلفة تمامًا عن نظيرتها في روسيا، لما تتمتع به من وسائل الراحة. وعلاوة على ذلك، فإن حسابات الإسكان والضرائب وتكاليف المعيشة والترفيه في تركيا منخفضة نسبيا مقارنة بروسيا".
ويعد المناخ الدافئ في تركيا الذي يمتد حتى شهر تشرين الثاني/ نوفمبر من أهم العوامل التي تجذب الروس، لذلك من المنطقي أن يقرر البعض شراء العقارات. وعلاوة على ذلك، يمكن للروس السفر إلى تركيا بدون تأشيرة، وتتوفر رحلات منخفضة التكلفة دائمًا من كثير من المدن الروسية إلى تركيا.
وتعد تركيا الوجهة الأولى للسياح الروس. وفي كانون الثاني/ يناير من العام الماضي، وخلال زيارة الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان لموسكو، أعلنت تركيا وروسيا عام 2019 "عام السياحة" لزيادة عدد الزوار الروس إلى تركيا والزائرين الأتراك لروسيا. وقد تم الوصول إلى هذا الهدف بسهولة.
ووفقا لوسائل الإعلام التركية، جذبت تركيا رقما قياسيا من السياح في عام 2019، حيث زار البلاد أكثر من 51 مليون أجنبي، واحتلت روسيا المرتبة الأولى في عدد السياح بأكثر من 7 ملايين روسي.
ووفقا لموقع المونيتور يفضل المشترون الروس المنازل والشقق في ولايتي أنطاليا وألانيا، على ساحل البحر المتوسط. وفي المقابل، لا يهتم المشترون الروس بالمدن الكبرى، مثل إسطنبول أو بورصة، حيث يقوم كثير من المشترين الأجانب بشراء العقارات.
وبحسب الخبيرة العقارية فالي، فإن "المشتري الروسي النموذجي يبلغ من العمر 35-50 سنة. وكقاعدة عامة، يأتي العملاء الروس من مدن روسية كبيرة، ويهدفون بشراء مساكن في تركيا الإقامة في فصل الصيف، حيث يخططون لقضاء عطلة طويلة مع الأطفال والأقارب الآخرين."
انتقل إيغور وإيلينا، وكلاهما في أوائل الثلاثينات من العمر، إلى تركيا من موسكو العام الماضي. كلاهما يعمل في تكنولوجيا المعلومات ويخططان لإيجاد وظائف دائمة في تركيا في المستقبل. وقال الزوجان "استأجرنا شقة مؤلفة من أربع غرف في ألانيا في الوقت الحالي، لكننا نفكر في شراء شقتنا الخاصة أو حتى منزل العام المقبل."
وقالا: "تركيا بلد جميل يتمتع بمناخ دافئ مثالي وأطعمة لذيذة وفواكه وخضروات طازجة طوال العام."
يشتري كثير من الروس شققًا في مناطق المنتجعات التركية لأغراض الاستثمار، مع خطط لإعادة بيع العقارات في المستقبل، عندما ترتفع الأسعار. ومع ذلك، ووفقًا للخبيرة فالي، فإن "المعاملات الاستثمارية نادرة، لأن السياحة المتكاملة تم تطويرها بشكل كبير في تركيا، ومن الصعب على أصحاب القطاع الخاص التنافس مع الفنادق."
وتعد القواعد الجديدة للحصول على الجنسية التركية من بين الأسباب التي تجعل الروس يستثمرون في العقارات التركية، إذ يرغب كثير من رجال الأعمال الروس في الحصول على أجوزة سفر تركية.
وتقول بولينا كوليشوفا، مديرة العلاقات العامة في إحدى شركات الاستثمار العقاري، إن الجنسية التركية توفر ميزتين مهمتين: الدخول بدون تأشيرة إلى اليابان وسنغافورة، كما توفر الجنسية التركية إمكانية الحصول على تأشيرة مستثمر أميركي من الفئة E-2، والتي بدورها قد تؤدي إلى الجنسية الأمريكية.
ويقول خبراء العقارات إن شراء العقارات في تركيا كان شائعًا لدى الروس. لكن بعد أزمة العلاقات بين البلدين في تشرين الثاني/ نوفمبر 2015، توقف كثير من الروس عن شراء المنازل. وفي الوقت الحالي ومع تطبيع العلاقات بين روسيا وتركيا، يختار المزيد من الروس تركيا.
ومع ذلك، فإن التوتر السياسي بين البلدين، وخاصة فيما يتعلق بإدلب، يجعل المستثمرين الروس والمشترين الروس يتساءلون عما إذا كانوا يتخذون الخيار الصحيح وما إذا كان بإمكانهم الوصول إلى عقاراتهم في حالة تصاعد التوترات السياسية.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!