ترك برس
لم تتمالك السيدة ماريا كامبيرت نفسها عندما وصل إليها موظفو البلدية إليها لتقديم المساعدة، بعد بقائها لأيام في منزلها التزامًا بحظر التجول المفروض على المسنين.
ماريا مواطنة هولندية الأصل تبلغ من العمر 67 عامًا، تعيش في منطقة بالاندوكان بولاية أرضروم شرقي تركيا، حيث انتقلت منذ عقود مع زوجها التركي الذي تزوجته قبل 40 عامًا بعد اعتناقها للإسلام، وعاشت معه سنوات طويلة في أوروبا قبل أن تعود معه إلى موطنه.
وفي حديث لوكالة الأناضول، قالت ماريا إنها واجهت مشاكل في الأيام الأولى لفرض الحظر لأنها لم تستطع الخروج من المنزل، وعندما رأت على شاشة التلفزيون قصصًا عن يد المساعدة الممدودة للمسنين ولكل من لا يستطيع الخروج بالمنزل سارعت بالاتصال بالمسؤولين.
وعندما رأت ماريا الموظفين أمامها لم تستطع السيطرة على دموعها، ودعت للموظفين وهي تبكي: "اللهم لا ترينا افتقار دولتنا، رضي الله عنكم جميعًا. سنكون معًا كلنا بخير إن شاء لله".
يعمل موظفو البلديات التركية على خدمة المسنين على مدار الساعة منذ فرض حظر التجول عليهم لحمايتهم من الإصابة بفيروس كورونا المستجد "كوفيد 19"، وقد خصصوا لذلك أرقام هاتف لطلب المساعدة.
حظر التجول مثّل مشكلة أخرى لماريا، التي لم تتمكن بسببه من تقديم طلب لاستلام معاشها التقاعدي المستحق من عملها في هولندا، وتقول عن ذلك: "كان بإمكاني استلام معاشي في وقت أبكر، كنت سأستلمه في شهر أيار/ مايو بشرط أن أقدم الوثائق المطلوبة قبل شهرين، لكن تفشي فيروس كورونا منعني من إرسال هذه الوثائق. لكن الموظفين (من البلدية التركية) قدموا لي يد المساعدة".
أكدت ماريا أن الموظفين الأتراك واصلوا تقديم المساعدة لها رغم أنها مواطنة هولندية، مشيرة إلى أنهم "يقدمون يد العون إلى الأتراك والأجانب على حد سواء"، وإنهم يتصلون بها باستمرار ويسألونها إن كان لديها حاجة ليجلبوها لها.
وتقول: "سأعيش هنا إلى أن أموت، فهذا المكان يعجبني"، مشيرة إلى أن تصريح إقامتها كمواطنة هولندية كان يصدر لمدة خمس سنوات قبل وفاة زوجها، لكنه منذ وفاته في عام 2011 انخفض إلى سنتين.
تدعو ماريا الناس للبقاء في المنزل في هذه الفترة قائلة: "لن نتغلب على الفيروس بخروجنا من المنزل، هذه التدابير اتخذت من أجلنا"، وتشير إلى أن لديها أبناء وأحفاد في هولندا تتحدث إليهم بالفيديو بالمساء لخمس أو عشر دقائق، مضيفة أن "الوضع في هولندا ليس جيدًا، ورغم أنهم يكافحون الوباء لكنهم لا يستطيعون أن يكونوا مثل تركيا... أشعر بالفخر كلما رأيت القيمة التي تعطى للإنسان هنا".
ويذكر أن رئيس بلدية بالاندوكان التي تقيم فيها ماريا، صرح قائلًا: "سنلبي جميع احتياجات ضيفتنا ماريا وجميع المسنين والمحتاجين والمعاقين والمصابين بأمراض مزمنة في منطقتنا بمجرد أن يتصلوا هاتفيا بنا، حتى يتمكنوا من البقاء في منازلهم".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!