ترك برس
تحيي وكالة الأنباء الرسمية التركية "الأناضول"، هذه الأيام، الذكرى المئوية الأولى لتأسيسه في 6 أبريل/ نيسان 1920، من قبل مؤسس الجمهورية التركية مصطفى كمال أتاتورك.
ومنذ تأسيسها، خاضت الأناضول غمار مسيرة طويلة تهدف لتزويد الجمهور بالمعلومات الصحيحة والعمل عبر نظام التلغراف (البرق) إلى نقل أخبار جميع مناطق البلاد.
ولعب السياسي والصحفي التركي يونس نادي عبالي أوغلو، دوراً نشطاً في تأسيس وكالة الأناضول، كما جرى تكليفه من قبل مصطفى كمال باشا (أتاتورك) بمتابعة شؤون الوكالة منذ تأسيسها، وفقاً لتقرير نشرته الوكالة التركية.
وفي 12 أبريل/ نيسان 1920، أرسل يونس نادي، برقية للميرالاي (العقيد) رأفت بك في مدينة أفيون قره حصار (غرب) تتعلق بإنشاء مكتب للوكالة في أنطاليا (جنوب) وجزيرة رودس، من أجل إقامة علاقات مع أوروبا وإيصال معلومات حرب الاستقلال للقارة العجوز.
كما سعى مصطفى كمال باشا أيضًا، مثل يونس نادي، لإنشاء مكتب لتبادل المعلومات في أنطاليا ورودس، حيث أرسل برقية إلى الميرالاي رأفت بك بتاريخ 16 أبريل/ نيسان 1920، طالبًا منه العمل على تأسيس المكتب وإيصال الأخبار المتعلقة بحرب الاستقلال إلى بلدان أوروبا.
وقد أسفرت هذه المحاولات التي قام بها مصطفى كمال ويونس نادي عن نتائج إيجابية، حيث جرى تأسيس مكتب في أنطاليا يعمل على نقل أخبار وكالة الأناضول إلى بلدان القارة الأوروبية عبر إيطاليا.
وخلال حرب الاستقلال، كانت نشرات وكالة الأناضول بين التقارير التي أرسلها مراسلو الصحافة الأمريكية إلى الولايات المتحدة، حيث نُشرت أولى هذه النشرات باللغة الفرنسية من مكتب أنطاليا، بمبادرة من مصطفى كمال باشا ويونس نادي، حيث تضمنت النشرات الأولى الصادرة عن مكتب (مكتب الإعلام - أنطاليا)، ما بين يناير 1921 وفبراير 1921، الرد على محاولات اليونان التقليل من شأن انتصارات الوطنيين الأتراك في معركة إينونو الأولى (10 يناير 1921).
كما نقلت تلك النشرات معلومات حول انشقاق أحد قادة قوات المشاة في القوى الوطنية التركية ويدعى أدهم الشركسي (1886 – 1948) عن القوى الوطنية وانضمامه إلى القوات اليونانية.
كما ذكر البيان رقم "48" لوكالة الأناضول أنه "وفقًا للأخبار الواردة من إسطنبول والمناطق الداخلية، فإن انتصارات جيشنا البطل على القوات اليونانية الغازية خلق فرحًا غير مسبوق في صفوف الأتراك والمسلمين وخيبة أمل عميقة في صفوف الحلفاء والمسيحيين".
وذكرت وكالة الأناضول أن الطرف اليوناني يحاول التقليل من أهمية الهزيمة التي تعرض لها في معركة إينونو الكبرى، وأن إعلانه المتأخر عن قيام قواته في منطقة اينونو بعملية "إعادة انتشار"، إنما يظهر مدى ارتباك القوات المعتدية وحجم الصدمة التي تعرضت لها على يد القوى الوطنية.
ولدى إلقاء نظرة على أرشيف وزارة الخارجية الأمريكية، يتبيّن قيام الأدميرال مارك لامبرت بريستول، الذي عينته بلاده مفوضًا ساميًا في إسطنبول أواخر عام 1919، بمتابعة نشرات وكالة الأناضول وإرسالها إلى المسؤولين في بلاده.
وفي رسالة أرسلها إلى خارجية بلاده بتاريخ 13 أبريل 1921، يتحدث بريستول عن "صعوبة الحصول على معلومات مرضية عما يحدث في الأناضول (آسيا الصغرى) وخاصة أنشطة حكومة أنقرة". موضحًا أن وكالة الأناضول قد انفردت في إصدار العديد من النشرات التي تستحق الاهتمام.
ومن بين الوثائق التي بعث بها المفوض السامي للولايات المتحدة في إسطنبول، بريستول، إلى وزارة الخارجية الأمريكية، أجوبة خطية وجهها مصطفى كمال لـ " كلارنس ك.ستريت" مراسل صحيفة فيلادلفيا بابليك ليدجر.
وتضمنت الوثائق 19 سؤالاً طرحها ستريت على مصطفى كمال بالفرنسية في 26 فبراير 1921، وأجاب أتاتورك عن تلك الأسئلة في نفس اليوم، حيث قدم مصطفى كمال إجابات على أسئلة ستريت المتنوعة بما في ذلك حول العلاقات مع روسيا السوفيتية، مستشهدًا بالنشرات الصادرة عن وكالة الأناضول.
من ناحية أخرى، أثار تأسيس وكالة الأناضول في وقت قصير انتباه البريطانيين. حيث كتب المفوض السامي البريطاني الأدميرال فوبي روبيك، في تقريره المؤرخ 22 مايو 1920، أن القوميين الأتراك (حكومة أنقرة والقوات الوطنية بقيادة مصطفى كمال) أطلقوا مؤخرًا وكالة أنباء تنشر نشرات إخبارية يومية.
وأضاف روبيك أن الوكالة تنقل أخبار مختلف مناطق آسيا الصغرى وإسطنبول، كما أن نشراتها تحتوي على أخبار مهمة حول ما يحدث في أنقرة.
وكما كانت قبل مئة عام، تواصل وكالة الأناضول العمل على نقل المعلومات المتعلقة بالتطورات الجارية في تركيا والعالم وتوفير وصول المعلومات الصحيحة للجمهور، من خلال نشراتها الصادرة بعدّة لغات وبالتعاون مع مكاتبها في جميع أنحاء العالم.
جدير بالذكر أن صاحبة فكرة اسم وكالة الأناضول، تعود للراوئية التركية البارزة، "خالدة أديب أديوار" التي عرفت إبان حرب الاستقلال بالأونباشي (العريف) خالدة، وكان لها مساهمات كبيرة في تأسيس الوكالة.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!