مراد تشليك – صحيفة وطن – ترجمة وتحرير ترك برس
في البداية "لم استطع الكتابة يوم أمس، لأن الكهرباء قُطعت!!"، وفي الحقيقة كانت هذه هي الجملة الوحيدة التي كنت سأكتبها لهذا اليوم، لكن مع انتهاء اليوم بحدث مأساوي وأليم، بدأت الكتابة مجددا في الدقائق الأولى من هذا اليوم، الساعة تُشير الآن إلى 00:28.
***
استشهد النائب العام لاسطنبول محمد سليم كيراز، وقد قُتل أيضا الإرهابيان اللذان احتجزاه كرهينة قبل أنْ يتم قتلهم بعض مفاوضات استمرت زهاء 8 ساعات، لكن مع صدور صوت إطلاق نار داخل الغرفة المُحتجز فيها، تدخلت القوات التركية وقتلت الارهابيان، وباءت جهود الأطباء في إنقاذ النائب العام بالفشل، لتعرضه لثلاث رصاصات في الرأس، ورصاصتين في جسده.
توقيت الاعتداء، واختيار الهدف، والجهة المسئولة عن الحادث... هناك بعض الجمل يُمكن الحديث عنها في إطار هذه النقاط الثلاثة.
***
- بعد العملية الانتحارية التي قامت بها نفس المنظمة الإرهابية أمام السفارة الأمريكية في أنقرة، بدأت التقارير تتوارد لأجهزة الاستخبارات بسعي المنظمة لعمل اعتداء آخر في إحدى المدن الكبيرة ليكون صداه مدويا، حتى إنّ بعض التقارير كانت تُشير إلى سعي المنظمة لاغتيال بعض السياسيين.
- وكانت أكثر التقارير تُشير إلى تركز جهود المنظمة على مراكز المدن الكبيرة، وخصوصا تلك المدن التي سعت المنظمة إلى العمل على زرع متشددين جُدد بها، كما أنّ المعلومات ذكرت أنّ المنظمة تقوم بحشد شبابها في الفترة الأخيرة في تلك المدن.
- لا يمكننا أيضا تجاهل حقيقة المعلومات التي تقول أنّ المنظمة التي سببت استشهاد النائب العام، كانت مؤخرا على علاقة بمنظمات الاستخبارات العالمية، وكانت الاستخبارات التركية تلاحظ آثار تلك الاتصالات والعلاقات وتتبعها.
- لم يكن اختيار الهدف مجرد صدفة، فالنائب العام محمد سليم كيراز أصبح المسئول منذ ثلاثة أشهر عن ملف مقتل بركين إلوان، الذي أصيب في أحداث غزي بارك وتوفي لاحقا بعد مكوثه في الغيبوبة لعدة أشهر.
- تركيا المتجهة نحو الانتخابات، والتي عاشت حراكا مؤخرا في جامعاتها، اصطدمت اليوم بجريمة مثل هذه، ولهذا على من يُدير الدولة، وعلى المرشحين لقيادة الدولة في المستقبل، وعلى كل المسئولين، أنْ يحذروا، وأنْ يظهروا حساسيتهم تجاه مثل هذه الأعمال، فنحن لا نستطيع تحمّل رؤية الأفلام الماضية مجددا!
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس