هلال قابلان – صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس
الأسبوع الماضي حاول طاقم فرقاطة فرنسية الصعود إلى سفينة في البحر المتوسط تسير بحماية سفن حربية تركية، من أجل إجراء عملية تفتيش.
حذرت السفن الحربية التركية الفرقاطة الفرنسية أولًا، وأبلغتها أن السفينة المذكورة في حماية الدولة التركية. وعندما لم تتراجع الفرقاطة الفرنسية وضعتها السفن التركية في مرمى نيرانها ثلاث مرات. وهي رسالة مفادها "إذا تماديتم فسوف نطلق النار".
هذا ما أثار حمية الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. انتهت تلك الأيام التي كان يصول ويجول فيها كما يحلو له. أبواب الموارد القادمة من إفريقيا أُغلقت بسبب تركيا. إن لم يبكِ ماكرون فمن سيبكي؟
السيد ماكرون قال: "نشرت تركيا 7 سفن في سواحل ليبيا، وهي تنتهك حظر السلاح. تدخل تركيا في ليبيا لا يمكن القبول به أو التسامح معه. سنجري مباحثاتنا بهذا الخصوص في الناتو".
الفقرة التالية المقتبسة من صحيفتي لوفيغارو ولوموند الفرنسيتين تختصر بوضوح أكبر إنزعاج لباريس:
"أصبح أردوغان سلطان ليبيا. فقد حفتر كل الأراضي التي كسبها حتى اليوم. عكس أردوغان الآية ووضع نفسه في موضع صانع القرار في مستقبل هذه الدولة.
فقد حفتر كل الأراضي التي احتلها. تركيا وروسيا تقاسمتا ليبيا, يتابع الأوروبيون اليوم استعراض روسيا وتركيا، القوتين التوسعيتين الأجنبيتين في الشرق الأوسط".
استعمرت فرنسا إفريقيا على مدى قرون، وحتى عندما غادرت اشترطت بقاء الفرنسية لغة الدولة والتعليم، وأرغمت البلدان الإفريقية على منح الأولوية للشركات الفرنسية، وواصلت استغلالها عبر ضريبة الاستعمار.
بحسب الأرقام الرسمية ينتشر 3000 جندي فرنسي في بلدان الساحل الإفريقية، بما فيها ليبيا، وتتمتع هذه البلدان بأهمية كبيرة بالنسبة لفرنسا من أجل مواصلة الاستعمار.
ألم يقل لويجي دي مايو زعيم حركة "خمس نجوم"، شريك الحكومة الإيطالية: "إذا كانت فرنسا اليوم ضمن البلدان الغنية فذلك يعود لاستمرارها باستعمار إفريقيا. وإذا كان هناك أشخاص يغادرون بلادهم من أجل المجيء إلى أوروبا فالمسؤول الأول عن ذلك هو البلدان الأوروبية المستمرة في استعمار القارة الإفريقية، وعلى رأسها فرنسا".
هناك حادثتان توثقان التدخل غير المشروع لماكرون في ليبيا. الأولى هي مصرع ثلاثة عسكريين فرنسيين عام 2016 في إسقاط مروحية عسكرية في ليبيا.
والثانية، الاستيلاء على صواريخ فرنسية في قاعدة استعاددتها القوات الليبية مع المليشيات التابعة لحفتر في يوليو/ تموز 2019.
أي أن ماكرون لم يكن مجرد داعم سياسي لحفتر، الذي يقصف المدارس والمستشفيات دون تمييز، بل كان يدعمه على الصعيد العسكري أيضًا.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس