ترك برس
تمكنت القوات المسلحة التركية من تحقيق تقدم كبير خلال عملياتها المتواصلة شمالي العراق، موجهة ضربات موجعة على تنظيم "حزب العمال الكردستاني-PKK" المصنف في قوائم الإرهاب الدولية، وسط تساؤلات طرحتها تقارير إعلامية حول مصير المناطق التي جرى تطهيرها في الفترة الأخيرة.
في هذا الصدد، أشار تقرير في صحيفة العربي الجديد إلى تواصل العمليات البرية والضربات الجوية التي ينفذها سلاح الجو التركي، على عمق يصل إلى 70 كيلومتراً داخل الأراضي العراقية، مسجلة رقماً قياسياً من حيث عُمر الهجوم الذي يقترب من يومه الأربعين، ويستهدف تدمير البنى التحتية لـ"PKK"، الذي يتخذ من العراق مقراً له ومنطلقاً لتنفيذ هجمات داخل تركيا.
وقالت الصحيفة إنه ليس واضحاً حتى الآن ما إذا كانت القوات التركية الخاصة ستنسحب من المواقع المهمة التي سيطرت عليها في الأيام الماضية داخل العراق، بعد تراجع مسلحي "PKK" واضطرارهم للتحصن في مواقع جديدة داخل منطقة قنديل وبرادوست الحدوديتين ضمن المثلث العراقي مع إيران وتركيا.
ونقلت عن "شهود عيان ومسؤولين محليين في دهوك"، تأكيدهم على تراجع مسلحي التنظيم من 23 منطقة كانوا ينشطون فيها، في مقابل سيطرة القوات التركية، التي أقامت ثكنات جديدة فيها، ضمن مناطق حفتانين، وباطوفا، وزاخو، وسيدكان وسوران، فضلاً عن قمم جبال عراقية حدودية ذات أهمية استراتيجية كبيرة مثل شاقولي ومتين.
كما نقلت عن مسؤول في ديوان محافظة دهوك، قوله إن الصورة الآن على الخارطة توحي بأن القوات التركية خططت منذ البداية إلى إبعاد مسلحي "PKK" عن الحدود مسافة لا تقل عن 30 كيلومتراً، لكن مصير عشرات القرى الحدودية ما زال مجهولاً.
وهناك تساؤلات عما إذا كان السكان سيعودون إليها، وهل ستسلم تركيا المناطق التي طردت منها مسلحي "PKK" لبغداد والجيش العراقي أو البشمركة، أم ستبقى فيها؟ هذا الأمر يحتاج إلى وقت لفهمه. حسب المسؤول.
وأكد أن مهمة "إقليم كردستان" في الوقت الحالي هي منع تمدد الاشتباكات أو انتقال مسلحي "PKK" إلى مناطق أخرى بالإقليم، و"يبدو عمل البشمركة جيداً في هذا المجال"، موضحاً أن "لديهم أوامر باستخدام القوة اللازمة لمنع أي محاولة لعسكرة مناطق جديدة بالإقليم من قبل مسلحي الحزب".
وكشفت الصحيفة أن ثلاثة أعضاء بارزين في "الحزب الديمقراطي الكردستاني"، أحدهم يدعى رستم جودي، قتلوا، خلال اليومين الماضيين، في اشتباكات مع الجيش التركي ضمن منطقة حفتانين شمالي أربيل، بالتزامن مع قصف جوي طاول مخازن عتاد وأسلحة للحزب في جبال قنديل والزاب وأطراف العمادية، فيما قام عناصر "PKK" على أثرها باعتقال عدد من السكان المحليين بتهمة التخابر مع القوات التركية.
من جانبه قال شوان عقراوي، عضو الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود البارزاني والحاكم في "إقليم كردستان العراق"، إنه "لا شيء يوحي بإمكانية توقف العمليات التركية بالوقت الحالي، خصوصاً في ظل تحقيق تقدم على الأرض".
وأضاف أن "استدعاء السفير التركي لدى العراق فاتح يلدز، وتسليمه مذكرة إدانة، أو إصدار الحكومة بيانات لم تعد ردودا مُقنعة لأحد. وبالنسبة لإقليم كردستان فإن هذا الموضوع أكبر من قدرته، ودستورياً بغداد هي من يجب أن تتعامل معه".
ولفت إلى أن "العملية التركية أخذت بالأيام الأخيرة طابعاً استخبارياً، بمعنى أنهم يستهدفون بعمليات جوية وانزالات مصالح لحزب العمال الكردستاني، ويوقعون خسائر، دون الحاجة إلى الزج بقوات برية ضمن عمليات تمشيط وبحث قائمة على الصدفة".
في هذه الأثناء، أفادت وسائل إعلامية بأن عناصر "PKK" حاولوا، الثلاثاء الماضي، اختطاف وتهريب 4 فتيات قاصرات من مخيم "دوميز" في محافظة دهوك، إلا أن المحاولة باءت بالفشل.
وبحسب معلومات نشرها موقع إخباري كردي، مقرب من جهاز الأمن الخاص في الإقليم (الأسايش)، فإنه "بعد خروج القاصرات الأربع من منازلهن في المخيم، بدأت عائلة إحدى الفتيات، وتدعى أفين ياسر حمو، البالغة من العمر 14 سنة، بالبحث عنها، حيث تم العثور عليها برفقة 3 فتيات أخريات تم استدراجهن من قبل مسلحي PKK".
ولا تبدو هذه المحاولة الأولى من نوعها لخطف الأطفال الصغار وتجنيدهم، إذ سبق أن سجلت عمليات اختطاف لمراهقين من قبل مسلحي "PKK" يتم إخضاعهم للتدريب وزجهم بالقتال.
وحول هذه الظاهرة، قال قائم مقام قضاء سنجار التابع لمحافظة نينوى محما خليل، إن "PKK يمتهن منذ زمن اختطاف صغار السن من أجل تدريبهم وإلحاقهم ضمن صفوف القوات القتالية نظراً للنقص الحاصل لديهم بالعدد والعدة".
وأضاف أن "ظاهرة اختطاف الأطفال من المناطق الكردية ليست جديدة، بل إنه يمارس هذه الأفعال منذ سنوات"، مبيناً أن "المناطق التي يسيطر عليها PKK بحاجة إلى تحرير من خلال التنسيق بين حكومتي بغداد وأربيل ومعالجة الكوارث الأمنية في تلك المناطق، ولا بد من إنهاء تواجد عناصر PKK في جميع القرى، أيزيدية كانت أو عربية أو كردية".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!