ترك برس
يؤدي عامل النظافة مصطفى ساغسوز وظيفته في شوارع حي بوستانلي بمنطقة كارشيياكا في مدينة إزمير، ويرافقه طوال ساعات عمله الكلب “كولا” الذي فقد إحدى ساقيه في إزمير، ومنذ خمس سنوات يعبر الصديقان الشوارع معًا.
بدأت صداقة الاثنين منذ أن داعب ساغسوز رأي الكلب كولا، ليرافقه منذ ذلك الحين ويتبعه وهو ينظف الشوارع بمكنسته.
أصيبت ساق كولا بقطعة زجاجية أدت لفقده ساقه الخلفية اليمنى، وبالرغم من ذلك استمر بمرافقة صديقه ساغسوز، ولم يفارقه وأكمل معه السير مسافة 10 كيلومترات طوال ساعات عمله اليومية.
يتجول ساغسوز وكولا مع بعضهما كل صباح، ويفترقان مساء عند إنهاء العمل، ثم يعودان صباحا إلى نفس المكان. ويرعى ساغسوز الكلب كولا، ويقدم له الغذاء ويغسله، ويخبر الجميع عن صداقته معه.
ولد مصطفى ساغسوز ونشأ في بينغول، ثم انتقل إلى إزمير، وبدأ عمله في بلدية كارشيياكا في عام 2008.
أشار ساغسوز، الذي يبدأ عمله في ساعات الصباح الباكر، إلى لقائه الأول بصديقه الكلب كولا قائلا: "ذات صباح رأيت في الظلام كلبا يقترب مني، فخشيت أن يهاجمني وقلت له “قف!”، وعند سماعه صوتي انتظر ووقف. أدركت في تلك اللحظة أنني احب الحيوانات، وأصبحنا أصدقاء ورفقاء، هو ينتظرني حتى يبدأ عملي ثم يتبعني طوال اليوم”.
ذكر ساغسوز أنه يقيم في منطقة تشيغلي، وأن كولا ينام في حديقة محبي الحيوانات لأنه ليس بمقدوره جلبه إلى منزله، وقال: "أنا أب لطفلين وأعامل كولا كطفلي الثالث، أقترب منه بحب فيفهمني، ويتعايش بشكل جيد مع الكلاب الآخرين، لكنه عندما يرى خطرا ما يحذرني فورا بالنباح”.
وتابع قائلا: "أشتري الغذاء لكولا، ويرغب بعض محبي الحيوانات بمساعدتي في شراء طعامه. يوجد أناس جيدون ولطفاء يسألونني: “هل تحتاج إلى شيء؟”، فأجيبهم بأنني أريد أن أشتري طعاما لكولا، وهم يهنئونني قائلين لي: “ينبغي أن يقتدي بك الجميع”. يجعلني ذلك أشعر بالسعادة”.
أضاف ساغسوز: "يتفاجأ الكثير من الناس عند رؤية الصداقة التي بيني وبين كولا، ونحن نتجول معا في الشوارع الرئيسية ثم الشوارع الجانبية بالرغم من إعاقة كولا، إلا أن السبب الأهم لتجوله معي هو الحب والرحمة، فعندما يكون هناك حب ورحمة لن تتضرر جميع الكائنات الحية”.
من جهته، صرح مسؤول في بلدية كارشيياكا، بأن الصداقة التي بين الكلب كولا وعامل النظافة ساغسوز، أكسبت ساغسوز حب واحترام سكان المنطقة.
ووفقا لدراسة قام بها علماء حيوان فنلنديون، ونشرتها صحف عالمية، يظن الكثيرون بأن الكلاب تنظر إلى مالكها أو من يتقرب إليها كمصدر للغذاء ليس إلا، ولكن تبين أن الكلاب تسعى جاهدة للحصول على مشاعر إيجابية ولفت انتباه مالكها أو من يتقرب إليها، وأن لديها القدرة على التعرف على مشاعر الناس عبر وجوههم سواء كانت مألوفة أو غريبة، وأن لديها سمة غريبة تدفعها إلى التعلق بالبشر وصداقتهم والوفاء إليهم.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!