ترك برس
لم يعد الظلام يخيم على بيوت اللاجئين الفلسطينيين الضيقة والمتلاصقة في لبنان، فمنظمات خيرية تركية، أطلقت منذ 10 أيام، حملة لإغاثة المخيمات شملت توفير أجهزة طاقة بديلة للتخفيف من أزمة انقطاع الكهرباء لأكثر من 18 ساعة يوميا.
وساهم في الحملة الضخمة التي تستهدف المخيمات الفلسطينية في لبنان، 20 منظمة تركية من أبرزها هيئة الإغاثة التركية (IHH)، وجمعية "حجر صدقة" التركية، ووقف الديانة التركي.
ومنذ انطلاقها وفرت الحملة التركية أجهزة توليد طاقة بديلة (بطارية وجهاز لشحنها وتوليد الكهرباء "UPS")، للعشرات من المنازل في المخيمات الفلسطينية في لبنان.
وستعمل الحملة الإغاثية خلال الأيام المقبلة، على توفير المزيد من هذه الأجهزة لكل من يحتاجها من اللاجئين الفلسطينيين، في محاولة للتغلب على ساعات انقطاع الكهرباء الطويلة.
وتشهد مختلف المناطق اللبنانية انقطاعا للكهرباء لساعات طويلة، وسط شح في مادة المازوت والوقود، بسبب ارتباطهما بالدولار، الذي ارتفعت أسعاره بشكل حاد أمام الليرة اللبنانية.
ويعاني لبنان من أسوأ أزمة اقتصاديّة منذ انتهاء الحرب الأهلية (1975- 1990)، مما انعكس سلبا على الأوضاع الحياتية، وسط ارتفاع في قيمة الدولار الواحد مقابل الليرة اللبنانية.
** كهرباء لساعات طويلة
ويمكن لأجهزة الطاقة البديلة توفير الكهرباء لمدة 10 ساعات متواصلة، ما يعني تقليص ساعات انقطاع الكهرباء في المنازل المستفيدة إلى 8 ساعات فقط بدلا من 18 يوميا.
وكالة الأناضول التركية التقت عددا من اللاجئين في مخيم "برج البراجنة"، في الضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت، الذين قدموا الشكر للمنظمات الخيرية والحكومة والشعب التركي على تقديم المساعدات المختلفة لهم وخاصة إنارة منازلهم.
اللاجئ محمد مصطفى (63 عاما)، يقول للأناضول، إنه عاش حياة صعبة منذ وفاة زوجته الأولى بمرض السرطان قبل سنوات، وعمل على تربية بناته الثلاثة في ظل ظروف اقتصادية صعبة.
ويضيف مصطفى: "بعد زواج بناتي بقيت بمفردي ولا أملك أي عمل إضافة لمعاناتي من مرض السكري، وأعيش حاليا على المساعدات من الجمعيات الخيرية والجيران".
ويشير إلى أنه إضافة إلى ظروفه الاقتصادية الصعبة كانت أزمة انقطاع الكهرباء تزيد من سوء أوضاعه المعيشية.
ويتابع: "الجمعيات التركية قدمت لي نظام توليد كهرباء وبطارية. يمكنني الآن إنارة منزلي لساعات طويلة بدلا من الظلام الدامس الذي كنت أعيش فيه".
وشكر مصطفى تركيا لوقوفها الدائم إلى جانب المظلومين والضعفاء وخاصة اللاجئين الفلسطينيين.
** "حياتنا أصبحت أفضل"
من جهتها، أعربت اللاجئة زهوة محمد عبدالله الأشوح (60 عاما) عن سعادتها لإنارة الجمعيات التركية لمنزلها بشكل شبه دائم، بعد أن كانت تعاني من انقطاع الكهرباء لمعظم ساعات اليوم.
وتقول الأشوح للأناضول: "الحمد لله أصبحت حياتنا أفضل بعد توفير الكهرباء لنا بشكل شبه دائم. أشكر الجمعيات التركية على هذه مساعدتها التي غيرت حياتنا".
وتعاني اللاجئة الفلسطينية من أوضاع معيشية صعبة، فثلاثة من أبنائها يعانون من أمراض عصبية مختلفة، ولا تستطيع توفير الأدوية لهم بسبب ارتفاع أسعارها.
وتضيف: "نعيش على المساعدات الخيرية خاصة بعد وفاة زوجي منذ 3 سنوات".
** الأطفال الأكثر سعادة
ولا تختلف ظروف حياة اللاجئ محمد مصلح ياسين (61 عاما) عن بقية سكان مخيم برج البراجنة، فهو يعيش في منزل متواضع تأكل الرطوبة جدرانه، ولديه 3 أبناء مصابين بإعاقة حركية وعقلية.
ويقول ياسين لمراسل الأناضول، إن إنارة الجمعيات التركية لمنزلي خطوة حسنت كثيرا من ظروف حياتنا، فالمنازل هنا متلاصقة ولا يدخلها ضوء النهار وكان الظلام يخيم عليها في معظم ساعات اليوم.
ويكمل: "نحن الآن لدينا إضاءة شبه دائمة، وهذا أسعد الأطفال بشكل خاص الذين كانوا لا يطيقون الجلوس في المنزل بسبب الظلام الدامس".
وأعرب عن شكره للجمعيات التركية على المساعدات التي تقدمها للاجئين الفلسطينيين بشكل دائم.
وفي تصريحات سابقة للأناضول، قال كمال أوزدال رئيس جمعية "حجر صدقة" المشاركة في الحملة الإغاثية، إنهم يستهدفون تحسين البنية التحتية بالمخيمات الفلسطينية في لبنان وتطويرها.
وأضاف أوزدال، أن الحملة قامت بتنفيذ مشاريع خاصة بالنظافة وأخرى بتوزيع المواد الغذائية، وكذلك مشروع إنارة بعض المنازل بأنظمة البطاريات في المخيمات.
ويعيش 174 ألفا و422 لاجئا فلسطينيا، في 12 مخيما و156 تجمعا بمحافظات لبنان، حسب أحدث إحصاء لإدارة الإحصاء المركزي (حكومي) لعام 2017.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!