ترك برس
تحمل المصالحة الخليجية أهمية بالنسبة لتركيا، التي أصرت منذ اللحظة الأولى على ضرورة حل الخلافات عن طريق الحوار، إذ أن أمن واستقرار منطقة الخليج من أولويات السياسة التركية.
ويشير تقرير نشرته وكالة الأناضول التركية إلى أن السياسة الخارجية التركية "شهدت نشاطا مكثفا خلال العام الماضي في إطار مفهوم "سياسة خارجية ريادية وإنسانية"، فيما ينتظرها خلال 2021، عام حافل يتطلب مرونة سياسية وتحركات مكثفة".
ووفقا للتقرير، فإن هناك عدة ملفات ساخنة متوقع أن تكون على رأس أجندة السياسة الخارجية التركية هذا العام، أهمها التطورات بالخليج والشرق الأوسط، والإدارة الأمريكية الجديدة، وقضية قبرص، والعلاقات مع الاتحاد الأوروبي وروسيا.
وأكّد أن الإشارات الصادرة عن الخارجية التركية، تدل على أن أنقرة ستُعطي الأولية مجددا للدبلوماسية، إلا أنها ستواصل استخدام "قوتها الذكية" على الأرض إذا تطلب الأمر ذلك.
- المصالحة الخليجية
تحمل المصالحة الخليجية أهمية بالنسبة لتركيا، التي أصرت منذ اللحظة الأولى على ضرورة حل الخلافات عن طريق الحوار، إذ أن أمن واستقرار منطقة الخليج من أولويات السياسة التركية.
ومن المحتمل أن تكون للمصالحة الخليجية انعكاسات على علاقات تركيا مع بعض دول المنطقة، مثل السعودية ومصر.
وأعلنت السعودية، إعادة فتح أجوائها ومنافذها البحرية والبرية مع قطر، قبل يوم واحد من عقد قمة مجلس التعاون الخليجي بمدينة العلا السعودية، الثلاثاء الماضي، بمشاركة أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني لأول مرة منذ بدء الأزمة.
وأسفرت القمة عن توقيع اتفاق مصالحة أنهى حصارا فرضته السعودية والإمارات والبحرين ومصر على الدوحة، استمر أكثر من ثلاث سنوات ونصف.
فيما تجري أنقرة والقاهرة حاليا لقاءات على مستوى أجهزة الاستخبارات ووزارتي الخارجية بالبلدين حول تحسين العلاقات، كما تنوي الدولتان العمل على "خارطة طريق" لتحسين العلاقات.
وهناك أيضا إشارات عن إمكانية حدوث تحسن في العلاقات التركية السعودية خلال 2021، في مقدمتها الاتصال الهاتفي الأخير بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، وتصريحات وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان التي قال فيها " لدينا علاقات طيبة ورائعة مع تركيا".
- العلاقات مع الولايات المتحدة
هناك عدة خلافات ظهرت في الفترة الأخيرة، بين تركيا والولايات المتحدة، البلدين الشريكين في حلف شمال الأطلسي "ناتو".
ومن الخلافات العالقة بين البلدين دعم واشنطن لتنظيم "ي ب ك/ بي كا كا" الإرهابي في شمال سوريا، ورفضها تسليم فتح الله غولن، زعيم المنظمة الإرهابية التي تحمل اسمه، والعقوبات الأمريكية الأخيرة على خلفية شراء تركيا منظومة الدفاع الروسية "إس 400".
وصدر عن أنقرة إشارات حول رغبتها في تسيير علاقاتها مع واشنطن في إطار "التحالف العريق" بينهما وحول استعدادها اتخاذ الخطوات اللازمة لحل الخلافات.
كما أشارت الإدارة الأمريكية الجديدة التي ستتولى مهامها في 20 يناير/ كانون الثاني الجاري، إلى أهمية العلاقات مع تركيا الحليفة في الناتو وصاحبة الدور المهم بالمنطقة.
وتعمل الدولتان حاليا على تأسيس مجموعة عمل مشتركة بخصوص العقوبات.
- العلاقات مع الاتحاد الأوروبي
هناك عوامل عدة مؤثرة في العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وتركيا، التي تعتبر عضوية الاتحاد هدفا استراتيجيا لها، إلا أن العلاقات التركية-الأوروبية قد شابها التوتر على مدار العام الماضي، بسبب خطوات بعض الدول الأعضاء في الاتحاد.
ومن المنتظر أن يتم تناول ملفات هامة خلال القمة، المزمع عقدها خلال زيارة كل من رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل، ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين إلى تركيا في الفترة المقبلة، مثل اتفاق الهجرة، ورفع تأشيرة الدخول عن المواطنين الأتراك، وتحديث اتفاقية الاتحاد الجمركي.
ومن المنتظر أن تكتسب المباحثات بين الطرفين زخما خلال 2021، وأن تساهم تصريحات أنقرة حول عزمها القيام بعدة إصلاحات في تشكيل أجندة إيجابية في العلاقات بين الجانبين.
وبخصوص التطورات في منطقة شرقي المتوسط، فإن تركيا مستمرة في موقفها المؤيد للتقاسم العادل للثروات، حيث تواصل كل من أنقرة وبروكسل جهودهما لعقد مؤتمر متعدد الأطراف بخصوص شرق المتوسط.
وفي ديسمبر الماضي، أعلنت تركيا إخطارا ملاحيا حصرت فيه نطاق أعمال البحث السيزمي لسفينة "أوروتش رئيس" بمنطقة خليج أنطاليا، ومن المتوقع أن يساهم هذا القرار في تشكيل الأجندة الإيجابية المرجوة في العلاقات التركية الأوروبية.
كما صدرت عن تركيا إشارات حول استعدادها لإعادة العلاقات لطبيعتها مع فرنسا في إطار العلاقات الثنائية مع دول الاتحاد الأوروبي، كما تصدر رسائل عن الجانبين تشير لعمل البلدين على "خارطة طريق" لتحسين العلاقات بينهما.
وبخصوص العلاقات مع اليونان، أكدت أنقرة أكثر من مرة أنها مستعدة للجلوس على طاولة المفاوضات مع أثينا، كما أكدت تبنيها حل الخلافات عن طريق المباحثات الاستكشافية.
كذلك من المتوقع أن يكون "حل الدولتين" الذي تدعمه تركيا وقبرص التركية، هو محور المفاوضات بخصوص القضية القبرصية خلال العام الحالي، بدلا من مقترح "الكيان الفيدرالي" المتفاوض عليه منذ 52 عاما.
وفي هذا الإطار، يُتوقع أن يعقد خلال فترة قريبة اجتماع بصيغة "5+1" حول قبرص اقترحته الأمم المتحدة.
- العلاقات مع آسيا
من المتوقع أن تكتسب مبادرة "آسيا مجددا"، التي أطلقتها تركيا عام 2019 زخما خلال 2021، وفي إطار المبادرة المذكورة وضعت أنقرة خطط عمل مع 31 دولة في مجالات رئيسية.
كما يتوقع أن تلعب تركيا دورا هاما في تنشيط مشروعي "الحزام والطريق" و"طريق الحرير" الصينيين.
- دعم أذربيجان
كان تحرير باكو لأراضيها المحتلة من أرمينيا منذ 30 عاما، من أهم التطورات في عام 2020 بالنسبة لأذربيجان وحليفتها الأهم تركيا.
ومن المتوقع أن يستمر الدعم التركي لأذربيجان خلال عام 2021، في إطار مفهوم "شعب واحد في دولتين".
- دعم العملية السياسية في سوريا وليبيا
تؤكد تركيا منذ بداية الأزمة السورية أنها ستواصل دعم العملية السياسية، كما حققت أنقرة نجاحات في كفاحها ضد التنظيمات الإرهابية في المنطقة بعملياتها العسكرية "درع الفرات"، و"غصن الزيتون"، و"نبع السلام"، و"درع الربيع".
ومن المتوقع أن تواصل تركيا هذه السياسة وتُسرع من جهودها الرامية لضمان العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم.
وبخصوص ليبيا يُتوقع أيضا أن تواصل تركيا دعمها العملية السياسية في ليبيا ودعمها للحكومة الشرعية المعترف بها دوليا.
- العلاقات مع روسيا
رغم أن تركيا وروسيا تتخذان مواقف مختلفة في ليبيا وسوريا وأذربيجان، إلا أن الدولتين نجحتا في الاهتمام بالحوار المشترك خلال أصعب الأوقات، ومن المتوقع أن يستمر البلدان في تغليب الاهتمام بالحوار المشترك بينهما رغم العقبات.
كما يتوقع أن تواصل الدولتان تعاونهما فيما يتعلق بالملف السوري، والعمل معا لمراقبة وقف إطلاق النار في إقليم "قره باغ" الأذربيجاني.
وستواصل أنقرة وموسكو تعاونهما القائم في العديد من المجالات والملفات، مثل منظومة "إس 400"، ومحطة "آق قويو" النووية بتركيا، ومشروع "السيل التركي"، إضافة إلى التعاون في قطاع السياحة.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!