ترك برس
رأى السفير التركي في الفاتيكان لطف الله غوكطاش، أنّ زيارة بابا الفاتيكان فرانسيس، لبغداد الجمعة، تحمل أهمية ورمزية كبيرة لتحقيق الاستقرار في العراق ولعلاقات إسلامية كاثوليكية.
وفي مقال للسفير غوكطاش نشرته وكالة الأناضول، سلط فيه الضوء على توقيت الزيارة ووجهتها، حيث أنها تأتي كأول زيارة خارجية للبابا بعد انتشار فيروس كورونا، ووجهتها العاصمة العراقية بغداد.
كما أشار السفير للقاء تاريخي يجري في مدينة النجف بين البابا وأعلى مرجع شيعي في العراق علي السيستاني، سيحمل رمزية كبيرة في فتح آفاق جديدة لعلاقات إسلامية كاثوليكية.
وقال غوكطاش: "لأول مرة يلتقي البابا مع أعلى مرجع ديني للشيعة هو السيستاني الذي يتجاوز تأثيره الديني حدود العراق، وهو من الشخصيات الدينية التي تجاوزت السياسة وتولي أهمية كبيرة لاستقرار البلاد"
وأضاف :"إنّ لقاء البابا بالسيستاني، سيكون لقاء تاريخيا من شأنه تطوير العلاقات بين المسلمين والعالم الكاثوليكي وعلى وجه الخصوص العلاقات بين الشيعة والكاثوليك".
كما يهدف البابا من خلال الزيارة بحسب السفير التركي، للتعبير عن تضامن الكنيسة الكاثوليكية مع المسيحيين في العراق وفي مقدمتهم الكلدانيين والسريان.
وأشار إلى أنّ المسيحيين كانوا يشكلون 6 بالمئة من سكان العراق عام 2003، وكان عددهم يبلغ نحو مليون ونصف المليون شخص، إلا أنّ عدم الاستقرار والهجمات الإرهابية تسببت بتهجير الكثير منهم من مناطقهم، لينخفض عددهم إلى نحو 200 أو 300 ألف نسمة.
وقال غوكطاش :" ثمة مساعٍ وجهود لإجبار الحكومة العراقية على تعويض المسيحيين الذين هجّروا من منازلهم، والفاتيكان يولي أهمية لهذه الجهود، والبابا يقف مع المسيحيين في هذا الشأن بزيارته هذه".
أما عن دور تركيا الرسمي، فأكد أن بلاده تولي أهمية كبيرة لاستقرار المنطقة والعراق على وجه الخصوص مبينا أنّ غياب السلطة يفتح الباب أمام شيوع المنظمات الإرهابية، قائلاً :" التخندق المذهبي والتعصب لا يجلب الاستقرار لأي أحد، إنّ البابا من خلال زيارته هذه سيتطرق لهذه الأمور"
واستدرك بأن التنوع العرقي والديني في الشرق الأوسط سمة أساسية، حيث يعيش المسلمون والمسيحيون ومذاهب وأديان أخرى بسلام عبر مئات السنين، إلا أنّ زعزعة الاستقرار في المنطقة شكلت ضربة موجعة على العيش المشترك.
وقال: "إن تركيا في هذه المرحلة الصعبة فتحت أذرعها لجميع المهجرين من أوطانهم، دون التمييز بين أديانهم وأعراقهم، إنّ العراق الآن يضمد جراحه إن صح القول، ويحاول تحقيق الاستقرار الاجتماعي. إنّ زيارة البابا ستعطي دفعة إيجابية لجهود العراق في تحقيق الاستقرار"
وشدد على وقوف تركيا دائما إلى جانب أي خطوة من شأنها تحقيق الاستقرار في المنطقة، قائلاً :" لا نتردد في مجابهة التنظيمات الإرهابية وفي مقدمتها داعش وبي كا كا".
وختم السفير التركي مقاله بالقول :"نتمنى زيارة ناجحة للبابا، إنّ أي مساهمة في تحقيق الاستقرار والسلام في منطقتنا مرحب به من قبلنا".
ومن الجدير بالذكر أنّ زيارة البابا تشمل محطات عدة بينها بغداد، والنجف، وذي قار، ونينوى، وأربيل، فضلا عن لقاء السيستاني.
والزيارة هي امتداد لسلسلة زيارات قام بها بابا الفاتيكان إلى دول عربية بهدف تعزيز ثقافة التسامح والتعايش بين الأديان.
فقد كانت أولى جولات البابا فرنسيس في المنطقة للعاصمة الأردنية عمان عام 2014، ثم توجه بعد ذلك إلى فلسطين.
وفي عام 2017، التقى البابا بشيخ الأزهر أحمد الطيب، خلال المؤتمر الدولي للتسامح في مصر.
وعام 2019، زار البابا فرانسيس دولة الإمارات، في أول زيارة إلى منطقة الخليج العربي.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!