ترك برس
كشف الأدميرال التركي المتقاعد جيم جوردينيز، عن سر الاهتمام العسكري المفاجئ للولايات المتحدة الأمريكية، بمنطقة الكسندروبوليس اليونانية الواقعة قرب الحدود التركية.
ومؤخراً، ذكرت وسائل إعلام يونانية، أن واشنطن نشرت مئات المروحيات العسكرية و1800 آلية في قاعدتها البحرية التي أنشأتها العام الماضي في منطقة الكسندروبوليس (تبعد 20 كم عن الحدود التركية).
كما قررت الولايات المتحدة توسيع أربع قواعد عسكرية لها في اليونان، وتم تخصيص قواعد بحرية للقوات الأمريكية كجزء من اتفاقيات دفاعية بين البلدين.
وستستخدم 145 مروحية ومئات المركبات العسكرية في مناورات "المدافع عن أوروبا 2021"، كما أن واشنطن ستقوم بإجراء تدريبات مشتركة مع اليونان في تراقيا الغربية.
وبحسب الصحافة اليونانية فإن الولايات المتحدة تسعى لتحديث اتفاق الدفاع المتبادل بين البلدين والموقع منذ عام 1990، بنشر قوات أمريكية في عشرات القواعد العسكرية مع شرط تحديث الاتفاق كل خمس سنوات وليس كل عام، في دلالة على رغبة أمريكية في تعزيز تواجدها العسكري في اليونان.
و"ألكسندروبوليس" أو "دده أغاج" باللغة التركية، مدينة في شمال شرق اليونان، وهي عاصمة مقاطعة إفروس ضمن منطقة مقدونيا الشرقية وتراقيا الإدارية.
وفي حديثه لصحيفة "أيدنليك" التركية، قال العسكري التركي المتقاعد إن الولايات المتحدة تعمل على خلق جو التمركز لعهد الهيمنة الجديدة من خلال استخدام الخلافات بين اليونان وتركيا.
وأشار إلى أن اليونان تعتقد بأن الولايات المتحدة قادمة لحمايتها، ولكن الأمر عكس تماما، موضحا أن التحركات الأمريكية تأتي في الوقت الذي تنامى فيه الدور الروسي والصيني في السواحل الشمالية والشرقية لأوراسيا، ما أدى لكسر جيوسياسي في المحيط الهادئ.
ولفت إلى أن مركز الثقل بالنسبة للولايات المتحدة هو المحيط الهادئ، ولكن البحر الأبيض المتوسط مهم للغاية لها، على صعيد الجغرافيا السياسية للطاقة، بحسب ما نقله تقرير لـ "عربي 21."
ولفت إلى أن 65 بالمئة من الواردات والصادرات الروسية تمر في البحر الأبيض المتوسط، وأهم محور في المنطقة يأتي من العرب هو خط الكسندروبوليس- كريت.
من جهته قال الكاتب التركي، جونيري جيفا أوغلو، في مقال بصحيفة "ملييت"، إن الكسندروبوليس، كانت منطقة جغرافية هادئة في الوقت السابق، لكنها تحولت لمركز هام.
وأوضح أن الكسندروبوليس تتحول إلى مركز جديد ومستقل لأسواق جنوب شرق ووسط أوروبا، وبديل للغاز الروسي.
ولفت إلى أنه يتم إنشاء "مرافق التخزين العائمة" وإعادة تحويل الغاز الطبيعي المسال في الكسندروبوليس، وسيتم إنشاء خط أنابيب، يتدفق منه الغاز إلى رومانيا وصربيا ومقدونيا، وبلغاريا والمجر ومولدوفيا وستصل حتى أوكرانيا.
وأشار إلى أن هذا المشروع ذو أولوية للاتحاد الأوروبي والذي يتم تحت رعاية الولايات المتحدة، ويهدف لتقديم بديل للغاز الروسي في الأسواق الأوروبية.
ونوه إلى أن الولايات المتحدة تسعى لتصبح أكبر منتج ومصدر للغاز في العالم مرة أخرى من "الغاز الصخري"، وتريد منع تدفق الغاز الروسي في الأسواق الأوروبية، وتوفير الغاز الطبيعي لأوكرانيا التي تريد الانضمام إلى "الناتو" و"الاتحاد الأوروبي" والانفصال عن روسيا، وذلك عبر الخط المنطلق من الكسندروبوليس. ويهدف إلى توفير الغاز الطبيعي لأوكرانيا، التي تريد الانضمام إلى الناتو والاتحاد الأوروبي وهي في طور الانفصال عن روسيا، عن طريق "الخط الرأسي" من الكسندروبوليس.
ولفت إلى أن هذه النطورات مهمة جدا لتركيا، ويعتقد أن الغاز الطبيعي الذي سيتم استخراجه من شرق المتوسط أيضا سيتدفق إلى المرافق في الكسندروبوليس في المستقبل.
وأشار إلى أنه مع القاعدة البحرية والقواعد الأخرى في الكسندروبوليس، تحمي الولايات المتحدة مرافق الغاز الطبيعي العائمة وخطوط الأنابيب.
جدير بالذكر أنه ووفقا لاتفاقية لوزان، فإن الأراضي الواقعة على جانبي الحدود التي تفصل تركيا عن بلغاريا واليونان، من جزر بحر إيجة إلى البحر الأسود، يجب أن تكون منزوعة السلاح، أي أن الولايات المتحدة بإنشائها قاعدة ألكسندروبوليس البحرية وجلب السلاح إليها، تخالف اتفاقية لوزان وتسعى لتهديد تركيا، وعندما تبدي أنقرة ردة فعل على الممارسات الأميركية، فإنها تتحجج بالمناورات في البلقان.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!