ترك برس
قال المؤرخ الروسي، الأستاذ أوليغ كوزناتسوف، إن التنظيمات الإرهابية الأرمنية تنشط في العديد من مناطق العالم، وأكد أن أيديولوجيا القوميين المتشددين من الأرمن تعتمد على الإرهاب.
جاء ذلك خلال مقابلة أجراها معه الوقف التركي - الأمريكي (مركزه مدينة نيويورك)، حسب وكالة الأناضول.
وأوضح "كوزناتسوف"، وهو أكاديمي في جامعة اللغات الأذربيجانية في باكو، أن الحديث بدأ لأول مرة عن المكونات الأرمنية، في أعقاب مؤتمر برلين المنعقد عام 1878.
وأشار إلى أنه وقبل التاريخ المذكور، كانت أوروبا تُشهر أوراق شعوب البلقان وجزر بحر إيجة، ضد الدولة العثمانية، فيما الحديث عن المسألة الأرمنية بلغ ذروته مع بداية الحرب العالمية الأولى (1914-1918م).
وأوضح أنه خلال حرب البلقان الأولى عام 1912، تأسست لجنة تحقيق حول ظلم الأرمن ضد الأتراك، بإشراف المحامي والدبلوماسي الفرنسي، بول هنري بنيامين.
وأضاف أن نتائج هذا التحقيق نشرت عام 1915 في تقرير باللغة الفرنسية، إلا أنها لم تنشر بالكامل بسبب اندلاع الحرب العالمية الأولى.
ولفت إلى أن اللجنة المذكورة، أثبتت أن أبشع الجرائم المرتكبة ضد المدنيين، قام بها الجيشان اليوناني والبلغاري ضد أتراك البلقان، مبيناً أن العديد من الأرمن كانوا ضمن صفوف هذين الجيشين آنذاك.
وقال المؤرخ الروسي، إنه خلال الحرب العالمية الأولى، توجه 250 أرمنياً من الولايات المتحدة إلى جبهة القوقاز، للقتال ضد العثمانيين.
ولفت إلى اعتداء المجموعات الأرمنية هذه، على الأتراك القاطنين خارج أراضي الإمبراطورية العثمانية آنذاك.
وأفاد بأنه اطلع بنفسه على تقرير لدائرة القضاء العسكري في المديرية العامة لقيادة جبهة القوقاز، مشيراً إلى أن التقرير الذي يعود لعام 1916، يظهر معاقبة الكثير من الأرمن حينها، على ارتكابهم جرائم بينها الاغتصاب والتخريب ضد السكان المحليين.
وأكد "كوزناتسوف" على أنّ الأنشطة الإرهابية المذكورة للمتطرفين الأرمن لم تطل الدبلوماسيين الأتراك والأذربيجانيين فقط، بل امتدت الى شرائح أخرى في المنطقة.
وأضاف أنه وبصفته أكاديمي حاصل على التعليم التاريخي والقانوني، أجرى أبحاثاً دقيقة واسعة في روسيا، حول مشكلة "الإرهاب" وصلتها بالتطرف القومي الأرمني.
وأردف قائلاً: "الإرهاب، ممارسة منهجية لإيديولوجيا المتطرفين من الأرمن" على حد تعبيره.
وشدد على أن "الشيء الوحيد الذي امتلكه الأرمن على مرّ التاريخ، هو العيش ضمن أغلبية أجنبية، والمال والدماء."
وأشار كوزناتسوف إلى أن التنظيمات الإرهابية الأرمنية، اغتالت في تسعينيات القرن الماضي، مسؤولين روس في منطقة القوقاز، ولجأت إلى الممارسات الإرهابية نفسها في العديد من الدول الأخرى.
وأكد بأن "إرهاب الجماعات الأرمنية، أحد أخطر أنواع الإرهاب الحديث الممتد من فلسطين إلى أيرلندا الشمالية"، على حد قوله.
ولفت الأكاديمي الروسي، أنه تعرض شخصياً لتهديدات وعراقيل الأرمن بسبب الأبحاث والدراسات التي يجريها حولهم.
وأردف: "واجهت خلال السنوات الأخيرة، اعتداءات غبية من قبل الأرمن دون تردد أو خوف".
وأفاد بأن هذه الاعتداءات تراجعت على الصعيد الرسمي وعلى شبكات الإنترنت، عقب النصر الذي حققته أذربيجان على أرمينيا، في إقليم "قره باغ"، أواخر العام المنصرم.
وفي 10 نوفمبر/ تشرين الثاني 2020، أُجبرت أرمينيا على توقيع اتفاق لوقف إطلاق النار إثر نصر حققته أذربيجان في عملياتها العسكرية التي انطلقت لتحرير إقليم "قره باغ" في 27 سبتمبر/ أيلول من العام نفسه بعد قرابة 3 عقود على احتلاله.
يُذكر أن أرمينيا واللوبيات الأرمنية في أنحاء العالم بشكل عام، تطالب تركيا بالاعتراف بما جرى خلال عملية التهجير عام 1915 على أنه "إبادة جماعية"، وبالتالي دفع تعويضات.
وبحسب اتفاقية 1948، التي اعتمدتها الجمعية العامة للأمم المتحدة بخصوص منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها، فإن مصطلح "الإبادة الجماعية"، يعني التدمير الكلي أو الجزئي لجماعة قومية أو إثنية أو دينية.
وتؤكد تركيا عدم إمكانية إطلاق صفة "الإبادة الجماعية" على أحداث 1915، بل تصفها بـ "المأساة" لكلا الطرفين، وتدعو إلى تناول الملف بعيدا عن الصراعات السياسية، وحل القضية عبر منظور "الذاكرة العادلة"، الذي يعني باختصار التخلي عن نظرة الأحادية الجانب إلى التاريخ، وتفهم كل طرف ما عاشه الآخر، والاحترام المتبادل لذاكرة الماضي لدى كل طرف.
كما تقترح تركيا القيام بأبحاث حول أحداث 1915 في أرشيفات الدول الأخرى، إضافة إلى الأرشيفات التركية والأرمنية، وإنشاء لجنة تاريخية مشتركة تضم مؤرخين أتراكا وأرمن، وخبراء دوليين.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!