ترك برس
أكد زعيم حزب "التغيير" الليبي جمعة القماطي، أن أي حكومة ليبية حاضرة أو مستقبلية، لن تضحي بالعلاقة الخاصة مع تركيا، مشيرا إلى أن الانتخابات لن تغير موقف بلاده من اتفاق ترسيم الحدود البحرية مع تركيا عام 2019.
حديث القماطي جاء في سياق تقرير لموقع المونيتور الأمريكي عن نتائج الزيارة الأخيرة ة لرئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة إلى أنقرة وزيارة محمد المنفي رئيس المجلس الرئاسي إلى أثينا الأسبوع الماضي.
وقال الموقع إن الزيارتين كشفتا عن الصعوبة التي تواجهها اليونان في إبعاد الدولة الواقعة في شمال إفريقيا عن منافستها في البحر المتوسط تركيا.
وأوضح التقرير أنه منذ هزيمة قوات خليفة حفتر المدعومة من روسيا ومصر والإمارات وفرنسا وفشلها في اجتياح العاصمة طرابلس ، احتلت تركيا لنفسها مكانة رائدة في ليبيا، إذ انتقلت العلاقات الوثيقة التي تمتعت بها مع حكومة الوفاق الوطني إلى الحكومة الجديدة المدعومة من الأمم المتحدة.
ورافق رئيس الوزراء الليبي الدبيبة في رحلته إلى أنقرة 14 وزيرا وخمسة نواب لرئيس الوزراء ومسؤولون عسكريين. وقد شاركوا في الاجتماع الأول لمجلس التعاون الاستراتيجي رفيع المستوى مع نظرائهم الأتراك.
وقال جمعة القماطي المبعوث الخاص السابق لحكومة الوفاق الوطني، للموقع إن زيارة الدبيبة تظهر أن تركيا شريك لا غنى عنه لليبيا، واصفا تلك العلاقة بأنها علاقة خاصة جدًا استراتيجية ويربطها التاريخ والثقافة .
وجدد الدبيبة خلال الزيارة تأكيد التزام ليبيا بالاتفاق البحري الموقع مع أنقرة وهي الاتفاقية التي ترفضها اليونان.
وتناقضت رحلة الديبة رفيعة المستوى إلى أنقرة مع زيارة أكثر هدوءًا إلى أثينا في اليوم التالي قام بها محمد المنفي، رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوحدة الوطنية.
وقال ديميتريس كيريديس ، النائب البرلماني عن حزب الديمقراطية الجديدة الحاكم في اليونان ، لـ "المونيتور" إن رسالة أثينا إلى المنفي كانت ، "إذا كان الليبيون يريدون علاقات كاملة مع الاتحاد الأوروبي ، فعليهم فعل شيء حيال تركيا والاتفاق البحري".
وأشار الموقع إلى أن اليونان تحاول الاستفادة من عضويتها في الاتحاد الأوروبي لسحب حكومة الوحدة الوطنية بعيدًا عن تركيا في الوقت الذي قد يستوعب فيه الشريكان المتوسطيان لليونان ، فرنسا ومصر ، وجودًا طويل الأمد لأنقرة في ليبيا.
وأوضح أن وقف إطلاق النار الجديد منح استقرارًا هشًا لحدود مصر الصحراوية الغربية، لاسيما أن التحديات الأمنية الجديدة المرتبطة بسد النهضة الإثيوبي هي أيضًا أسباب تجعل مصر راضية عن الوضع الراهن في ليبيا.
وأضاف أن الفرنسيين يغيرون مسارهم أيضًا، فبعد دعم باريس المبكر لحفتر والدعوات المتكررة لسحب القوات التركية من ليبيا، أعادت ا فتح سفارتها في طرابلس ويبدو أنها تركز على إصلاح صورتها مع حكومة الوحدة الزطنية.
وقال القماطي:" إن طرابلس لن تضحي بشراكتها مع أنقرة من أجل الدعم الموعود في بروكسل من إحدى أفقر الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي".
وأضاف:" نعلم جيدًا أن الاتحاد الأوروبي منقسم. لن تستمع إيطاليا وألمانيا وفرنسا إلى اليونان ، وهي أبعد ما تكون عن العضو الأقوى. كل دولة تسعى لتحقيق مصالحها الخاصة".
وبحسب القماطي، بموجب صيغة جنيف 5 + 5 ، التي أقرت وقفًا دائمًا لإطلاق النار في ليبيا ، فإن الحكومة الجديدة غير قادرة على تغيير أي اتفاقيات أبرمتها حكومة الوفاق الوطني حتى إجراء الانتخابات.
وقال: "يمكنني أن أؤكد لكم أن الحكومة الليبية الحالية لا تستطيع إبرام أي اتفاق مع اليونان .
وعلى الرغم من تشكيك الكثيرين في إجراء الانتخابات في ليبيا هذا العام، فإن القماطي واثق من أن الانتخابات لن تغير موقف تركيا من اتفاق 2019 البحري.
وقال: "لن تضحي أي حكومة ليبية ، حاضرة أو مستقبلية ، بالعلاقة الخاصة مع تركيا". وإذا كان على الحكومات المستقبلية إبرام اتفاق مع اليونان ، فيجب أن يكون ذلك بتفهم ودعم دول أخرى في المنطقة ، مثل تركيا ومصر."
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!