ترك برس
تدور مؤخرا تساؤلات حول المخاطر التي ستواجهها القوات التركية في حال توليها مهمة تأمين مطار العاصمة الأفغانية كابل، وعمّا إذا كانت أنقرة قادرة على إقناع حركة "طالبان" بوجودها في البلاد.
وبحسب تقرير لموقع "الجزيرة نت"، أصبحت مسألة تولي القوات التركية أمن وتشغيل مطار العاصمة الأفغانية كابل أحد أهم الموضوعات التي يجري نقاشها مع الانسحاب الأميركي من أفغانستان.
وأشار التقرير إلى أن تركيا تنشر أكثر من 500 جندي على الأراضي الأفغانية في إطار مهمة حلف شمال الأطلسي (ناتو) لتدريب قوات الأمن المحلية.
شروط تركية
وألمح وزير الدفاع التركي خلوصي أكار إلى أن بقاء قواته في أفغانستان لن يكون من دون ثمن، قائلا "نعتزم البقاء في أفغانستان حسب الشروط، ما شروطنا؟ الدعم السياسي والمالي واللوجيستي، إذا تم الوفاء بذلك يمكننا البقاء في مطار حامد كرزاي الدولي"، مضيفا أن "عرض أنقرة مشروط بدعم هؤلاء الحلفاء".
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان صرح -عقب لقاء مع الرئيس الأميركي جو بايدن- قائلا "أبلغت بايدن رؤيتنا بشأن الاستعانة بكل من باكستان والمجر إلى جانبنا في تأمين مطار كابل".
وأضاف أن بلاده ستحتاج إلى "مساعدة دبلوماسية ولوجيستية ومالية" من الولايات المتحدة إذا أرادت الإبقاء على قوات في أفغانستان لحماية وإدارة مطار كابل.
إقناع طالبان
من جانبه، قال حكمت تشيتين وزير الخارجية التركية الأسبق، والذي عمل أيضا ممثلا سابقا للناتو في أفغانستان؛ إن بقاء القوات التركية في أفغانستان مرهون بموافقة طالبان، ومخاطر البقاء من دون ذلك ستخلق مشاكل كثيرة.
وتحدث المسؤول التركي لوسائل إعلام تركية عن صيغة أخرى لبقاء القوات التركية، موضحا أنه يمكن الذهاب إلى أفغانستان باتفاق ثنائي، وبعيدا عن الهوية الدولية، بعد انسحاب جميع القوات الأجنبية.
وشدد على أن أي اتفاقيات من دون موافقة طالبان ستعرض تركيا لمخاطر أمنية كبيرة هي في غنى عنها، والمطلوب من مؤسسات مثل حلف الناتو والأمم المتحدة دعم تركيا.
وفي حديثه يذكر تشيتين بمحادثات سابقة مع طالبان، لافتا إلى أن اعتراض الحركة بالنسبة لتركيا هو لكونها جزءا من قوة دولية.
وأضاف "أبلغني قادة طالبان أنهم يتعاملون معنا كأشقاء، لكنكم جئتم ضمن قوة دولية (الناتو) كما يرون".
من جهتها، قالت صحيفة "حرييت" -المقربة من الحكومة التركية- في تقرير لها إن القوات التركية يمكنها أداء هذه المهمة على أفضل وجه إذا تم استيفاء بعض المتطلبات، وستكون ناجحة للغاية.
ولفتت إلى أن تركيا لديها مكانة كبيرة لدى الشعب الأفغاني، ويرجع ذلك لأسباب كثيرة، وقد قدمت إسهامات كبيرة لهذا البلد في العديد من المجالات، بما في ذلك تدريب الجيش منذ عهد أتاتورك.
وأوضحت أن عددا كبيرا من المسؤولين الأفغان في مناصب عليا تخرجوا من تركيا، كما أن الشعب الأفغاني هو الأكثر حبا لتركيا في العالم.
تنازلات
من بين التنازلات التي تريدها تركيا اتفاق من الولايات المتحدة يسمح لأنقرة بالاحتفاظ بنظام دفاع جوي روسي وتشغيله، وفقًا لما نقلته صحيفة وول ستريت جورنال عن أشخاص مطلعين.
وأشارت الصحيفة إلى أن اللقاء بين أردوغان وبايدن على هامش قمة الناتو ركز على دور تركيا الطويل في تأمين مطار كابل.
ويقول المسؤولون إنه لا يمكن لأي دولة أو شركة أخرى أن تنفذ الخدمة الأمنية بسرعة أو بسهولة، وإن رحيل تركيا قد يجبر السفارات والمنظمات الدولية على الإغلاق، مما يهدد مليارات الدولارات من المساعدات التي تحافظ على استمرار عمل الحكومة الأفغانية والجيش.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!