نصوحي غونغور - صحيفة ستار – ترجمة وتحرير ترك برس
أحكام الإعدام بحق مرسي وأصدقائه لا تُمثل الظلم الواقع على مصر فحسب وإنما هو بلاء عم وطم. فمن بداية الأحداث والأبصار شاخصة تُراقب الأحداث المُتناقضة والمُنتشرة بالأنحاء.
فالحل الوحيد للمنطقة برأي أردوغان رئيس حزب العدالة والتنمية، الذي صرح في السابق وهو رئيس للوزاراء، أنه لا يكمن للمنطقة أن تتخلص من الظلم والظالمين وتنفض عنها غُبار الذُل والتخلف وتنطلق بقوة الى ذروة الحضارة، التي كانت في يوم من الإيام هي صاحبة الريادة والكلمة، لا يكون إلا بتحقيق خيار الشُعوب بدول إسلامية تنهض بالأمة وترتقي بشُعوبها.
يبدوا أننا نُحب أن نتناسى وننسى حقيقة أن مصر وتركيا هي الحُدود التاريخية للدولة اليهودية التي يحلم بها الصهيونيين في كًل أرجاء المعمورة. فلوا وضعنا هذه الحقيقة في سياق محاولة فهم وقراءة الواقع نرى أنها توضّح الكثير من الحقائق، وتّصل ما تبقى من خيوط السياسة المفقودة، مثل المُحاولات المُستمرة لزعزعة إقتصاد تركيا بقيادة أردوغان. المُتابع للأحداث في مصر يجد هذه الحقيقة أكثر بُروز ووضوح، فقد رأى العالم أجمع تاثير السياسة الإسرائيلية في الإنقلاب الدموي في مصر حتى ذهب البعض ليقول أن العقل الفعلي للإنقلاب هو تل أبيب.
نعم، نحن أقوام تنسى بسرعة. فقبل حدوث الإنقلاب كُنت قد كتبت مقالة عن أن الذي كان يحدث في مصر وتركيا مُرتبطان إرتباط حيوي وفكري إنساني وحتى وجودي. لكن البعض أصرّ على أن ما يحدث في تركيا هو حراك شبابي بريء يُدافع عن الحُرية وبعض شجرات لم تُقلع، فمحاولات التفريق بين الحدثين له أسبابُه وتبِعاتِه.
اللافت في تلك اللحظات، هو ميزن بعض الدول التي كالت كل من المُظاهرات في مصر وفي تُركيا بمكيالين، يُظهر لكُل حُر في العالم الإزدواجية المقيتة للدول التي كانت تدعم وتُحرك المُتظاهرين في حديقة غازي بكُل خُبث ووقاحة.
في أحداث حديقة الغازي رأينا الصنف العجيب من البشر الذي يدّعي ويُمثّل دور الغبي والأحمق،فقد حاول البعض أن يُظهر الديمقراطية كنظام غير عادل بتلفيق الأمور وقلب الأحداث وربطها بمنطق جعل أهل الحلْم حائرين من أمرهم.
تعتبر أحداث حديقة غازي وصمة عار على جبين الأتراك الذين قدّموا للعالم افضل وأكثر التجارب الديمقراطية نزاهة. فرغم معرفة الطرف الآخر أن هذه الأحداث لا تصب إلا في مصلحة اليهود والدولة اليهودية، ورغم إستيعابهم أن مثل هذه الإمور ستُعيد البلاد مئة سنة إلى الوراء فهم لم ولن يُغيّروا من تفكيرهم العقيم المُنهزم.
لقد شفعَت تجارب الماضي المجيد والعظيم من دوْل التُرك الى الخلافة العُثمانية للشعب التُركي وهَدتْه لأن يفْطن ويُقف هؤلاء اللصوص المُجرمين بحقهم وحق اللإنسانية، أو على الأقل الى الآن.
أزيدُكم من الشعر بيتا لأقول لكم أن ما حدث وما سيحدث مكتوب على جبين كل المُمسكين بأطراف اللُعبة . فمن تدبّر أيدولوجيا وفكر وماضي هذه الدول، علم أن ما فعلوه في أيام مرسي من قولهم المُتكرر لو أن مرسي يفعل كذا وكذا، وأثناء الإنقلاب حين مثّلوا دور الميت الذي لا يسمع لايرى لايتكلم، ما هو إلا صفحة جديدة تُطوا من كتابهم الأسود.
وبالرغم من كل هذا السواد، ومعرفتي أن أحداث غازي الرامية الى نشر الإرهاب والخراب ستتكرر، إلا أني أُبشركم بأن اليوم الذي سترون فيه تركيا تُعانق أختها مصر قادم لا محاله، فمصيرهُما تاريخي مكتوب منذ الأزل، ويرونه بعيدا ونراهُ قريبا، فدولتهم ساعة ودولة الحق الى قيام الساعة.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس