ترك برس-الأناضول
أعرب وزير الخارجية الفنلندي بيكا هافيستو، الجمعة، عن استعداد بلاده لمواصلة الحوار مع تركيا بشأن انضمامها إلى حلف شمال الأطلسي "الناتو".
جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده في مبنى الخارجية في العاصمة هلسنكي، الأربعاء، تطرق فيه هافيستو إلى المستجدات المتعلقة بعملية انضمام فنلندا لحلف الناتو.
وبين هافيستو أن عضوية الناتو بين الشعب الفنلندي لم تتلق أبدًا أكثر من 30 بالمائة من التأييد حتى ديسمبر/كانون الأول ويناير/كانون الثاني وفبراير/شباط الماضية.
وأعرب عن انزعاجهم من تصريحات روسيا في ديسمبر الماضي التي تقرر من يمكنه ومن لا يمكنه الانضمام إلى الناتو.
وأضاف: "لقد رأينا أن جارتنا الكبيرة (روسيا) لا تحترم الهيكل الأمني لأوروبا قبل كل شيء".
وقال هافيستو: "نرى أن أكثر من 50 في المائة وربما 60 في المائة من الفنلنديين يدعمون عضوية الناتو. ولاحقا بدأت الأحزاب السياسية أيضا في إعادة التفكير في أهدافها الأمنية، وثم جرى عقد عدة اجتماعات نتج عنها دعم عضوية الناتو".
وتابع: "كما تعلمون هناك تحفظات أبدتها دول في الناتو بينها تركيا. وبالطبع نسعى لإقناع كل دول الناتو بأن نيل فنلندا والسويد عضوية الحلف سيكون مناسبا وأنهما يقدمان مساهمة واضحة لأمن أوروبا".
وأشار هافيستو إلى أن قمة الناتو التي ستعقد في مدريد في يونيو/حزيران الحالي ستكون حاسمة بشأن عملية الانضمام.
وتابع: "لكن بالطبع نحن مستعدون لجدول زمني أطول إذا لزم الأمر وملتزمون بمسار دول الناتو".
وردا على سؤال حول اعتراض الرئيس الكرواتي زوران ميلانوفيتش على طلب فنلندا والسويد لعضوية الناتو، قال هافيستو: "نحن قلقون بشأن أي شيء قد يعني تأخير أو ردود فعل سلبية حيال عضويتنا".
وبين أن رئيس الوزراء الكرواتي أندريه بلينكوفيتش أكد له أن بلاده لن تتسبب في تأخير هذا الأمر.
ولفت إلى زيارة وفدين من فنلندا والسويد إلى تركيا مؤخرا لمناقشة القضايا التي أثارتها أنقرة في معرض تحفظها على عضوية هذين البلدين بحلف الناتو.
وبين الوفدين عقدا اجتماعا جيدا للغاية وعميقة لمدة 5 ساعات مع المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن.
وأعرب عن ثقته التامة بأن المباحثات المتعلقة بعملية الانضمام ستستمر.
وتابع: "هناك مشاكل مختلفة على الطاولة. هناك مسألة تنظيم بي كي كي (PKK) الذي نعتبره منظمة إرهابية في فنلندا والسويد وأنه مدرج أيضا على قائمة الاتحاد الأوروبي للمنظمات الإرهابية".
كما تطرق إلى حظر الأسلحة المفروض على تركيا، مبينا أن فنلندا ليست الدولة الوحيدة التي تفرض بعض القيود على تجارة الأسلحة مع تركيا.
وأوضح أن الاجتماع تناول أيضا القيود المذكورة.
وتابع: "أنا متأكد تمامًا من أنه يمكننا إيجاد بعض الحلول التوافقية فيما يتعلق بكل هذه القضايا".
وبخصوص مدة انضمام بلاده إلى الحلف، قال: "بالطبع حاليا هناك بعض العقبات أمامنا. لدينا محادثات مستمرة مع تركيا. لذلك من الصعب تحديد موعد محدد".
وفي رده على سؤال عما إذا كانت فنلندا تتفهم مخاوف تركيا الأمنية وما إذا كانت ستتخذ خطوات لمعالجتها بعد المباحثات، أكد أن بلاده تسعى لتبديد مخاوف أنقرة.
وبين أن المباحثات تناولت بعض المخاوف الأمنية لتركيا.
وأضاف: "بالطبع نحن مستعدون لمواصلة الحوار مع تركيا وأعتقد أنه من المهم ألا يكون هذا حوار لمرة واحدة قبل الانضمام. يمكن أيضا أن يكون حوار مع تركيا ودول أخرى خلال عضوية الناتو لفهم مخاوفهم وقضاياهم الحالية".
وفي مايو/أيار الماضي، تقدمت السويد وفنلندا، رسميا بطلب العضوية لحلف شمال الأطلسي، لكن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أعلن تحفظ بلاده على انضمامهما.
وقال أردوغان إن الدولتين لا تبديان موقفا صريحا ضد التنظيمات الإرهابية، في إشارة "بي كي كي" وأذرعه، وإنه لا يمكن لأنقرة أن توافق على انضمامهما في هذه المرحلة.
وبدأت مؤخرا في العاصمة أنقرة، المشاورات بشأن طلبات السويد وفنلندا للانضمام إلى الحلف العسكري، بمشاركة كبار الدبلوماسيين من الدول الثلاث.
تجدر الإشارة إلى أن انضمام بلد ما للحلف يتطلب موافقة بالإجماع من جميع الأعضاء في الناتو البالغ عددها 30 دولة.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!