ترك برس
قامت اللجنة العليا للانتخابات التركية، بالأمس، بنشر نتائج الانتخابات التركية غير الرسمية، وحسب النتائج المنشورة فإنه أصبح من المؤكد أنه لن يستطيع أي حزب سياسي برلماني تركي أن يؤسس الحكومة بمفرده؛ وبما أن هذه هي النتيجة، فإن هناك الكثير من السيناريوهات الجديدة التي طفت علي السطح؛ مثل، تأسيس حكومة ائتلافية أو حكومة أقلية أو إجراء انتخابات مُبكرة.
بما أن الانتخابات المُبكرة هي إحد السيناريوهات المُحتملة فماهي ردود أفعال الأحزاب السياسية البرلمانية التركية بخصوصها؟
حزب العدالة والتنمية
بعد الاجتماعات المُكثفة التي أجراها المركز التنفيذي لحزب العدالة والتنمية علي مدار يومين، لمناقشة نتائج الانتخابات الأخيرة، قام الحزب بطرح نتائج هذه الاجتماعات من خلال تقرير قام بنشره علي صفحته الإلكترونية الرسمية، وأورد التقرير في قسمه المُتعلق بنظرة حزب العدالة والتنمية للانتخابات المُبكرة، بأن حزب العدالة والتنمية لن يتوجه للانتخابات المُبكرة إلا بعد قيامه بالتشاور مع جميع الأحزاب السياسية البرلمانية لتأسيس حكومة ائتلافية توافقية.
وأوضح التقرير بأن حزب العدالة والتنمية، ومن باب حرصه علي المحافظة علي استقرار وسلامة اقتصاد البلاد الذي تزعزع بعض الشئ بعد نتائج الانتخابات التي أثارت غموض المستقبل السياسي التركي، سيقوم من خلال زعيمه، أحمد داود أوغلو، بطرق أبواب جميع الأحزاب السياسية البرلمانية دون استثناء من أجل التوصل لاتفاق علي أساسه يتم تأسيس حكومة ائتلافية.
وأضاف التقرير بأن أحمد داود أغلو سيزور أولاً حزب الشعب الجمهوري، وإذا لم يتم التوافق مع حزب الجمهوري سيتم الذهاب إلي حزب الحركة القومية وإذا لم يتم التوافق أيضاً مع حزب الحركة القومية، كمحاولة أخيرة سيقوم أحمد داود أغلو بالتباحث مع حزب الشعوب الديموقراطي (الكردي).
وبين التقرير، بأنه في حال لم يتم التوافق والتحالف مع أي من الأحزاب السياسية سيضطر حزب العدالة والتنمية إلي ترجيح خيار الانتخابات المُبكرة. وأشار التقرير بأن الحزب علي استعداد تام لخوض انتخابات مُبكرة دون أي قلق أو توتر، وأنه سُيعيد تقييم أوضاعه وبرنامجه الانتخابي من جديد، حيث،علي حسب التقرير، أن حزب العدالة والتنمية في هذه الانتخابات سيسعي لطرح برنامج أقرب لأوضاع المواطنين علي العكس من البرنامج السابق الذي كان يتعلق بالأمور السياسية أكثر من الأمور الاقتصادية والاجتماعية.
حزب الشعب الجمهوري
منذ يوم إعلان النتائج إلى اليوم لم يثبت حزب الجمهوري علي رأي أو استراتيجية معينة بخصوص المرحلة المُقبلة، جميع تصريحاته كانت متناقضة ومتضاربة، فتارة يصرح بأنه من الصعب جداً ومن المستحيل التحالف مع حزب العدالة والتنمية ولكن من الممكن التحالف مع جميع الأحزاب الأخرى وتارة يصرح بأنه يمكن التحالف مع حزب العدالة والتنمية لتأسيس حكومة ائتلافية ولكن بشرط حصولنا علي وزراة الخارجية والعدل والثقافة والسياحة.
أما بشأن الانتخابات المُبكرة؛ فقد أبدأ حزب الشعب الجمهوري، علي لسان زعيمه كمال كلتشدار أوغلو من خلال حسابه علي تويتر، بكل وضوح تخوفه وقلقه من الانتخابات المُبكرة، وقال كلتشدار أوغلو من خلال تويتر، "الانتخابات المُبكرة ماهي إلا مضيعة للوقت، وتُعبر عن عدم احترامنا لتوجهات شعبنا العزيز، ولا داعي لها لأنها لن تفيدنا بأي شيء."
وتأتي تصريحات كلتشدار أوغلو هذه، في ظل النقاشات الحادة التي يعيشها الحزب بداخله، حيث أن هناك الكثير من أعضاء الحزب، أصحاب المستويات الرفيعة، يطالبون باستقالة كلتشدار أوغلو ودخول انتخابات مُبكرة بقيادة أكثر عقلانية وأكثر استراتيجية، فكلتشدار أوغلو يعيش الأن القلق الكبير من قضية الانتخابات المُبكرة التي ممكن بالفعل أن تنهي مستقبله السياسي. كما أن هناك توقعات رأي كثير تؤكد بأن هناك الكثير ممن صوتوا لحزب الشعوب الديموقراطي وحزب الشعب الجمهوري أصبحوا يعيشون حالة كبيرة من الندم بعد بدء التغيرات الاقتصادية السلبية بالبزوغ.
حزب الحركة القومية
بعد نشر النتائج الغير رسمية الأولية للانتخابات، علي الفور خرج دولت باهتشلي أمام الإعلام ليلقي بتصريحاته المتعلقة بالنتائج الأولية، خلال تصريحاته أكد باهتشلي من اللحظة الأولي، أنه لا بد من الانتخابات المُبكرة، حيث قال باهتشلي خلال تصريحاته "أن النتائج الأولية تُوضح لنا أنه لا بد من اتخاذ قرار إجراء انتخابات مُبكرة ليقرر شعبنا من جديد من يمثله في المرحلة المُقبلة."
ولكن في تصريح منفصل قام به باهتشلي بالأمس، أكد باهتشلي علي أن الانتخابات المُبكرة هي القرار الأصواب للمرحلة الحالية، ولكن باهتشلي قام بالإفصاح عن اماكنية التحالف مع حزب العدالة والتنمية من أجل تأسيس حكومة ائتلافية.
وأشار باهتشلي إلى أن السبب الرئيس الذي دعي حزب الحركة القومية للعدول عن رأيه المتعلق بالانتخابات المُبكرة هو تزعزع الوضع الاقتصادي، وأفاد باهتشلي خلال تصريحه الصحفي أنه من الممكن التحالف مع حزب العدالة والتنمية بشرطين أساسيين هما؛1ـ اكتفاء أردوغان بمنصب الرئيس الجمهورية كمنصب فخري وليس له أي سلطة علي الحكومة والبرلمان، 2ـ إيقاف حزب العدالة والتنمية "لعملية السلام" والتي وصفه باهتشلي" بالعملية التفريقية".
وفي أخر تصريحاته عاد باهتشلي وأكد بأن الانتخابات المُبكرة هي الحل الأمثل لتركيا ووضعها الحالي.
حزب الشعوب الديموقراطي
عزف نواب حزب الشعوب الديموقراطي عن إلقاء أي تصريح صحفي رسمي إلى حين إعلان لجنة الانتخابات العليا النتائج العامة للانتخابات بشكل رسمي، وبعد قيام لجنة الانتخابات العليا بإعلان النتائج الرسمية، قام صلاح دميرطاش زعيم حزب الشعوب الديموقراطي بإلقاء أول تصريح صحفي باسم الحزب اليوم.
وأشاد دميرطاش في تصريحاته بنزاهة الانتخابات ونجاحها، وبعد سؤاله بخصوص الانتخابات المُبكرة قال: "لا داعي من اجرائها، اجرائها يعني عدم الإيمان بالعملية الديموقراطية، يجب علينا المحافظ علي العملية الديموقراطية ونحن كحزب الشعوب الديمقراطي سنسعي بكل ما أوتينا من قوة المحافظ علي العملية الديموقراطية والالتزام بها".
وأضاف دميرطاش، الذي أكد على عدم ضرورة إجراء انتخابات مُبكرة، لتصريحاته قائلاً: "لا استطيع في الفترة الحالية الإفصاح عن مع من ممكن أن نتحالف ومع من ممكن أن لا نتحالف، ولكن أقول لجميع الأحزاب البرلمانية الأخري المؤيدة والمعارضة لنا؛ إن تحالفكم معنا لا يزيدكم إلا شرف وقوة، أرجح أن نتحالف عوضاً عن اجراء انتخابات مُبكرة."
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!