أف ب
شهدت تركيا الأحد جدلا على خلفية تدشين تمثال في ديار بكر (جنوب شرق) يخلد ذكرى قيادي راحل في تنظيم "بي كا كا PKK" المعروف بحزب العمال الكردستاني شارك في التخطيط لأولى الهجمات المسلحة التي شنها الحزب ضد السلطات التركية قبل 30 عاما.
وأقيم حفل التدشين الذي حضره مسؤولون سياسيون محليون، في مقبرة مخصصة لمقاتلي التنظيم في بلدة "يولاكتي" بمحافظة دياربكر التي تقطنها غالبية كردية، وقد جرى خلاله نزع الستار عن تمثال "محشوم قرقماز" الذي قتل في العام 1986، ويظهر التمثال قرقماز واقفا وهو يحمل بيمناه بندقية كلاشنيكوف من فوهتها، بحسب صور نشرتها صحيفة "مللييت" التركية.
وجرى الحفل بعد ثلاثين عاما بالتمام والكمال على الهجمات التي شهدتها مدينتا "ايروه" و"سيميدينلي" في 15 آب/اغسطس 1984 وكانت باكورة العمليات المسلحة للحزب المتمرد ضد السلطات التركية وبداية النزاع المستمر منذ ثلاثة عقود.
وقرقماز الذي كان يومها معروفا باسمه الحركي "أجيت" شارك في التخطيط لتلك الهجمات، وهو يعتبر "شهيدا" في نظر الأكراد المطالبين بالحكم الذاتي، ولكن حفل التدشين لم يمر مرور الكرام، فقد ثارت ثائرة القوميين الأتراك الذي اعتبروا الخطوة الكردية ثمرة لسياسة رجب طيب أردوغان رئيس الوزراء منذ 2003 والذي انتخب في العاشر من آب/أغسطس الجاري رئيسا للجمهورية، وهي سياسة منحت الأقلية الكردية في البلاد مزيدا من الحقوق .
وقال "دولت بهتشلي" زعيم حزب الحركة القومية: إن وضع هذا التمثال يشكل تحديا سافرا لحقوقنا الأخلاقية والتاريخية.
وأضاف في بيان أن الأمة التركية يجب أن ترى الخطر الكبير ولا يجوز أن تنسى أنه إذا تم اليوم نصب تمثال لتنظيم "بي كا كا PKK" فغدا ستقسم البلاد وستنهار الدولة.
ويأتي هذا الجدل غداة إعلان زعيم التنظيم عبدالله أوجلان المسجون في تركيا السبت أن النزاع يقترب من نهايته، مشيدا ببداية عملية ديموقراطية جديدة في البلاد.
ويقاتل الحزب المحظور سعيا للحصول على حكم ذاتي أكبر للأقلية الكردية في تركيا، وقد أسفر النزاع على مر ثلاثة عقود عن سقوط حوالى 40 ألف قتيل.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!