ترك برس
انتقلت الصراع القائم بين كمال كلجدار أوغلو، رئيس حزب الشعب الجمهوري أكبر الأحزاب المعارضة في تركيا، وبين أكرم إمام أوغلو، رئيس بلدية إسطنبول والمنتمي للحزب المذكور، إلى مرحلة جديدة عنوانها التسريبات، وذلك عبد تسريب مشاهد لاجتماع افتراضي لـ إمام أوغلو وأعضاء من "الشعب الجمهوري".
وتداولت وسائل التواصل الاجتماعي في تركيا مقطعًا مسرّبًا لاجتماع عبر الإنترنت، عقده إمام اوغلو مع عدد من قيادات الحزب، لما وُصف بأنه ترتيب للإطاحة برئيس الحزب الحالي كليجدار أوغلو.
الاجتماع المسرب الذي يضم قيادات بارزة في الحزب، ناقش تغييرات أجرتها قيادة الحزب في التشكيلات الحزبية بالولايات التركية، وموازين القوى الناجمة عن تلك التغييرات، بحسب ما نقلته "الجزيرة مباشر".
كما تباحث المجتمعون حول سبل استمالة المندوبين إلى صفوف المطالبين بالتغيير، تحضيرًا لمؤتمر الحزب العام الاعتيادي، الذي سيعقد في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، حيث سيتم خلاله انتخاب رئيس جديد للحزب.
“أفضّل الحديث على الطاولة”
وفي أول تعليق له على الاجتماع المسرب قال أكرم إمام أوغلو “سنبحث عن الشخص الذي سرّب الاجتماع وسنتابع الأمر، ونحن نعقد هذه الأيام اجتماعات مشابهة ولا يوجد شيء مخفي”.
وأضاف في تصريحات صحفية “المواضيع التي نتحدث عنها تشغل حزبنا ولن أتحدث عن هذه الأمور لوسائل الإعلام، بل أفضّل الحديث عنها على الطاولة”.
اجتماع استثنائي
من ناحيته، دعا رئيس حزب الشعب الجمهوري كمال كليجدار أوغلو، اللجنة التنفيذية المركزية للحزب إلى عقد اجتماع استثنائي اليوم الأربعاء.
وذكرت وسائل إعلام محلية أن الاجتماع يأتي لمناقشة الفيديو المسرّب لإمام أوغلو، مضيفةً أنه سيُطلب من الأسماء المشاركة في الاجتماع الاستقالة.
غير أن الاجتماع انتهى دون الإعلان عن أي إجراءات بشأن المشاركين في اللقاء المسرّب، وقال المتحدث باسم حزب الشعب الجمهوري، فائق أوزتراك “إن الحزب لا يعرف شيئًا عن الاجتماع عبر الإنترنت الذي عقده أكرم إمام أوغلو مع عدد من قيادات الحزب”.
وتتصاعد المطالب داخل حزب الشعب الجمهوري، بتغيير رئيس الحزب بعد خسارته أمام الرئيس أردوغان في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في مايو/أيار الماضي، وهو ما قابله كليجدار أوغلو بالرفض التام، مشددًا على تمسّكه برئاسة الحزب، معزيًا الخسارة إلى أسباب أخرى.
وكانت قد ظهرت بوادر الصراع بين إمام أوغلو وكليجدار أوغلو -الذي وصف الأخير علاقتهما بعلاقة أب وابنه- عقب الانتخابات، عندما طالب إمام اوغلو بالتغيير داخل الحزب، وسط تأييد من بعض قيادات الحزب، مما دفع رئيس الحزب لإقالة اللجنة التنفيذية العليا للحزب خوفًا من الإطاحة به.
والشهر الماضي، قال أكرم إمام أوغلو إن التغيير أصبح حتميًا ومطلبًا ينشده الجميع، مؤكدًا أنه على استعداد لـ”تحمل المسؤولية إذا اقتضت الحاجة ذلك”، على حد وصفه.
وأضاف إمام أوغلو، خلال مؤتمر آنذاك في مقر بلدية إسطنبول “للأسف خسرنا 3 انتخابات متتالية على مدار 9 سنوات، ومن غير الممكن أن نكرر الممارسات نفسها بعد هذه الانتخابات”.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!