ترك برس
كشف وزير الدفاع التركي يشار غولار، حجم المساعدات التي قدمتها بلاده لقطاع غزة منذ اندلاع الحرب الأخيرة فيها يوم السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي وحتى الآن.
وفي حوار له مع شبكة الجزيرة القطرية، قال غولار إن تركيا سلمت حتى الآن "حوالي 240 طنا من المساعدات الإنسانية على متن 17 طائرة عسكرية، وحوالي 4500 طن على متن 3 سفن إلى المنطقة".
وأضاف: "استقبلنا 762 من إخواننا في غزة معظمهم من المرضى الذين يحتاجون إلى العلاج الفوري ومرافقيهم".
وأكد أن تركيا "تعمل بشكل مكثّف من أجل إخوتنا في غزة الذين يعانون من آلام كبيرة ويتعرّضون للظلم. كما أننا سنواصل القيام بواجبنا في مجال المساعدات الإنسانية، والجهود الدبلوماسية لإيجاد حل دائم".
الوزير التركي شدد على أنه "لن يتم الوصول إلى نتيجة عادلة، ولن يكون السلام الدائم ممكنا في منطقتنا دون إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة وحدود جغرافية كاملة عاصمتها القدس الشرقية".
وأردف: "تعيش غزة كارثة إنسانية كبيرة. فقد قرابة 25 ألف فلسطيني حياتهم حتى الآن، وأصيب أكثر من 65 ألفا آخرين، إضافة إلى المفقودين تحت الأنقاض، ما يُظهر أمامنا مشهد أكثر فظاعة. ووفق تقديرات الأمم المتحدة، تم تدمير أو الإضرار بأكثر من 69 ألف مبنى وتهجير 90% من سكان غزة".
وتابع: "لقد أوضحت تركيا، وخاصة رئيسنا، موقفنا تجاه غزة منذ اللحظة الأولى، ونعلنُ صراحة في كل فرصة أن المجزرة التي راح ضحيتها آلاف المدنيين الأبرياء، معظمهم من الرضع والأطفال والنساء، في انتهاك صارخ للقانون الدولي، هي جريمة حرب تصل إلى مستوى الوحشية، بل والأشد إيلاما، أنها جريمة ضد الإنسانية".
"غولار" أشار إلى "الدول التي أصدرت بيانات متسرعة ومتحيزة في أولى أيام النزاع تقترب منا يوما بعد يوم. وأصبحت الجمهورية التركية، التي تعد مركزا للسلام والأمن والاستقرار في منطقتها، عنصرا لا غنى عنه على طاولات المفاوضات بفضل اقتراحاتها لحل المشكلات في المناطق الجغرافية والمناطق الحرجة، ومساهماتها البارزة في السلام والاستقرار".
ولفت إلى إطلاق تركيا "نداء لوقف إطلاق النار لإنهاء هذه المجازر على الفور، كما بذلنا جهودا دبلوماسية متعددة الأوجه لوقف وحشية إسرائيل".
واختتم بالقول: "مثلما أعرب رئيسنا، فإننا مستعدون للقيام بما تمليه مسؤولياتنا تجاه وقف إطلاق النار في غزة، ومنها موضوع الضمانة، والوصول إلى سلام دائم، وحل الدولتين. كما نواصل بلا انقطاع مساعدة إخواننا في غزة خلال هذه الفترة الصعبة".
الموقف التركي من تطورات غزة الأخيرة
وفي 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 أعلنت حركة حماس وفصائل أخرى في المقاومة الفلسطينية، إطلاق عملية أسمتها "طوفان الأقصى" ضد أهداف إسرائيلية في غلاف قطاع غزة التي تعاني من حصار مطبق منذ سنوات.
إسرائيل وأمام مباغتة المقاومة الفلسطينية لها، ردت باستهداف المناطق السكنية والمنشآت الصحية والتعليمية ودور العبادة داخل غزة، ما خلّف آلاف القتلى وعشرات آلاف الإصابات بين المدنيين، وسط دمار كبير لحق بالقطاع، فيما يجري حديث عن إخلاء شمالي غزة من سكانها وإجلائهم نحو الجنوب قرب الحدود مع مصر.
وفي 24 نوفمبر/ تشرين الثاني 2023 تم التوصل إلى هدنة إنسانية مؤقتة في غزة استمرت 4 أيام قبل تمديدها لفترات إضافية، حيث نصت على تبال أسرى ورهائن بين حماس وإسرائيل وإيصال مساعدات إنسانية إلى القطاع.
ومنذ اللحظة الأولى لتصاعد التوتر الأخير في غزة، أكدت تركيا وعلى لسان كبار مسؤوليها على ضرورة وقف إطلاق النار بأقرب وقت حقناً للدماء وتجنباً لمزيد من الضحايا المدنيين، فيما أكد رئيسها رجب طيب أردوغان على أن الحل لتحقيق السلام في فلسطين وفي المنطقة يمر عبر تأسيس دولة فلسطين المستقلة ذات السيادة بحدود 1976 وعاصمتها القدس الشرقية.
وبعد جهود كثيفة للتهدئة وأمام تصعيد إسرائيل من هجماتها ضد المدنيين في غزة وعدم استجابتها لمطالب وقف إطلاق النار، صعّدت أنقرة من موقفها ضد تل أبيب متهمة إياها بـ "ارتكاب المجازر والإبادة الجماعية" في غزة، قبل أن تعلن في 4 نوفمبر/ تشرين 2023 استدعاء سفيرها هناك إلى أنقرة "للتشاور، رداً على المجازر الإسرائيلية بحق المدنيين الفلسطينيين"
ومنذ اليوم الأول للعدوان الإسرائيلي على غزة، شهدت تركيا أكبر حملة مقاطعة في تاريخها، فيما لا تزال منظمات ومؤسسات مجتمع مدني تواصل حملاتها في هذا الخصوص عبر وسائل شتى.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!