ترك برس
كشف السياسي التركي ياسين أقطاي، وهو نائب سابق في حزب العدالة والتنمية الحاكم، عن مشاورات عسكرية بين أنقرة والقاهرة لإنشاء مصانع أسلحة في مصر.
وأشار أقطاي إلى أن رئيس الأركان التركي متين غوراك ناقش مع نظيره المصري أسامة عسكر في اجتماعهما في أنقرة يوم الاثنين التعاون الدفاعي بين البلدين وإنشاء مصانع للأسلحة في مصر.
وذكرت وسائل إعلام تركية يوم الاثنين أن غوراك عقد مباحثات مغلقة مع نظيره المصري، دون الإفصاح عن مزيد من التفاصيل.
وقال أقطاي في تصريح لموقع "وكالة أنباء العالم العربي (AWP)" يوم الاثنين: "كلا الطرفين (مصر وتركيا) خسرا من قطع العلاقات، والآن بدأوا يلاحظون هذا الأمر بعد لقاء الرئيسين رجب طيب أردوغان وعبد الفتاح السيسي، والذي كان فيه تأسيس علاقات في كل المستويات سواء التجارة أو قطاع الدفاع.
"في موضوع الدفاع، هناك كثير من المواضيع عن التضامن والتعاون وسنبدأ من تأسيس بعض القطاعات في صناعة الدفاع، أو في المواضيع الإقليمية لا سيما فيما يخص الحرب على غزة التي تهم كل المسلمين، ولا سيما مصر وتركيا، رغم أن تركيا ليس لها حدود مع الكيان الصهيوني، ولكن مصر لها حدود مع رفح ومع الكيان الصهيوني".
وأضاف "إبادة الفلسطينيين تهم كل المسلمين، كل من يعتبر نفسه مسلما يحس هذه المسؤولية. هذا يحتاج إلى التشاور في كل الاحتمالات والسيناريوهات التي من الممكن أن تجري في المستقبل، وهناك مواضيع أيضا مثل ما يجري في السودان وما يجري في ليبيا وفي البحر المتوسط، كل هذه المواضيع تحتاج إلى تفاهم وتقارب بينهما أكثر مما هو موجود".
وتدهورت العلاقة بين مصر وتركيا في أعقاب الإطاحة بالرئيس المصري السابق محمد مرسي المنتمي للإخوان المسلمين في 2013 بعد احتجاجات شعبية حاشدة على حكمه.
وتحسنت العلاقات تدريجيا بين البلدين، وتصافح أردوغان والسيسي خلال افتتاح كأس العالم لكرة القدم في قطر عام 2022، ثم التقيا مرة أخرى خلال قمة العشرين في نيودلهي في سبتمبر أيلول الماضي.
ورفعت وزارتا الخارجية المصرية والتركية العام الماضي التمثيل الدبلوماسي بين البلدين إلى مستوى السفراء تمهيدا لإعادة العلاقات إلى طبيعتها. وفي فبراير شباط الماضي، زار أردوغان مصر للمرة الأولى منذ انتخاب السيسي رئيسا في 2014.
* تقارب سياسي
أكد أقطاي أن اللقاء بين رئيسي الأركان في البلدين يعكس تقاربا سياسيا بين القاهرة وأنقرة، مضيفا أنه من المتوقع إقامة المزيد من المشاريع المشتركة في المستقبل.
وقال مستشار رئيس حزب العدالة والتنمية الذي ينتمي إليه أردوغان "هذا اللقاء بحد ذاته هو انعكاس للتقارب السياسي، والتقارب في قطاع الدفاع، لأنه لولا هذا التقارب بين الدولتين ما كان لهذا الاجتماع أن يتم".
وأكد أقطاي نية بلاده في تجاوز كل الملفات العالقة مع مصر، ومضى يقول "طبعا بعد تجميد العلاقات لفترة دامت تقريبا عشر سنوات، تركيا تعيد النظر في كل المواضيع التي تحتاج تحريكها لكي تستفيد الدولتان والإقليم، بل الأمة بأسرها، فالسلام له دائما انعكاس على تطور البلدان".
وسئل عن الخطوات القادمة في العلاقات المصرية التركية، فقال "نتمنى أن تكون هناك مشاورات ومفاوضات أكثر فيما يخص مساندة ودعم أهل غزة، والتهديد الحقيقي للعالم الإسلامي وللطرفين يأتي من إسرائيل".
وأضاف "أعتقد هذا الموضوع قد يكون من أهم الملفات بيننا، لأنه بعد فترة طويلة من التطبيع مع الكيان الصهيوني، رأينا أنه لا يوقف احتلاله، ولا يوقف هجماته، ولا يوقف عدوانه على أهل الإقليم، لذلك تركيا ومصر يحتاجان أكثر للتقارب والتشاور لحل هذه المشكلة، وتعزيز قوة الإقليم، خاصة غزة".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!