ترك برس
إذا قمت بنزهة على شواطئ مضيق البوسفور في إسطنبول فإنّك ستشاهد حتمًا القصور التاريخية التي تزين البحر بجمالها. فيما تجذب انتباه الزوار هوية القصر المعماري وألوانه.
القصور ثقافة في حد ذاتها في عهد الدولة العثمانية، وألوانها تم تحديدها من قبل أن يتم إنشاؤها. فألوان وعِمَارَة القصور لا تتعلق بمزاج صاحبها وليس له أيضا أن يغير ألوانها كما يريد، بل هناك بعض العناصر التي لا عِوَض عنها.
تكون القصور الخاصة بالمسلمين ملونة بألوان فاتحة. وإلى جانب ذلك، فـقصور غير المسلمين تكون ملونة بلون رمادي أو ما شابه ذلك. في حين أن قصور العاملين في الدوائر الحكومية العثمانية تتلون باللون الأحمر. وإذا كان هناك مـن لا يوافق على هذه القواعد فـيتم الحجز على أمواله من قبل الدولة.
وهكذا فإن ألوان القصور تسهل فهم والاستدلال على عمل صاحبها، هل هو تاجر أم مسؤول في الحكومة.
ووفقا لذلك، فإن الأماكن التي تبنى عليها القصور تحمل أهمية كبيرة عند العثمانييين. فالسلاطين ورجال الدولة يستطيعون أن يبنوا قصورهم في أي مكان يريدون، وقد كانوا يفضّلون ساحل مناطق بشيكتاش وأورتاكوي وكوروجشمة أكثر من غيرها. أما المسؤولون الكبار مثل الصدر الأعظم والوزراء وأعضاء مجلس الديوان فقد كانوا يختارون منطقة بيبيك لبناء قصر والسكن. أما المسيحيون واليهود فقد كانوا يختارون أرناؤوت كوي وكوزقنجوق. وإضافة إلى ذلك، كان الروم الأغنياء والدبلوماسيون الأوروبيون والأرمن يختارون منطقة يني كوي وترابيا.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!