ترك برس
تواصل تركيا ترسيخ مكانتها كأحد أبرز الدول المانحة للمساعدات الإنسانية على مستوى العالم. ويعكس ذلك تقليدًا طويلًا من العطاء النابع من تاريخها وثقافتها، حيث تعتبر مساعدة الدول التي تواجه أوضاعًا صعبة بسبب الكوارث الطبيعية، والحروب، والفقر، والصراعات الاجتماعية، واجبًا إنسانيًا وعنصرًا مهمًا في استقرار المجتمع الدولي.
جهود تركيا في تقديم المساعدات الإنسانية
ووفقا لمعلومات اطلع عليها ترك برس من موقع وزارة الخارجية التركية، فإن جهود تركيا في تقديم المساعدات الإنسانية بدأت منذ منتصف الثمانينيات، وركزت في البداية على شحنات غذائية. ولكن خلال العقد الأخير، ازدادت هذه المساعدات من حيث الكم والنوع، وانتشرت إلى أجزاء كثيرة من العالم. وتلعب منظمات غير حكومية، مثل الهلال الأحمر التركي، دورًا فعالًا في هذه الجهود.
تسعى تركيا لتقديم المساعدات الإنسانية ليس فقط على المستوى الثنائي، ولكن أيضًا من خلال منظمات دولية مثل مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية وبرنامج الغذاء العالمي. ونتيجة لذلك، أصبحت تركيا عضوًا في مجموعة دعم المانحين التابعة لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في 1 يوليو 2014، مما منح مساعداتها الإنسانية بعدًا دوليًا وعزز التعاون مع المنظمات الدولية.
تركيا: الدولة الأكثر سخاءً في العالم
وفقًا لتقرير المساعدات الإنسانية العالمية، استمرت تركيا في عام 2018 كأكبر دولة مانحة للمساعدات الإنسانية الرسمية، حيث بلغت قيمة المساعدات 8.399 مليار دولار أمريكي. وفي نفس العام، خصصت تركيا 0.79٪ من دخلها القومي للمساعدات الإنسانية، مما جعلها "الدولة الأكثر كرمًا في العالم". في عام 2017، بلغت قيمة المساعدات 8.07 مليار دولار أمريكي، وهو ما يمثل 0.85٪ من دخلها القومي.
أزمات المنطقة ودور تركيا
كان للأزمات الإنسانية المستمرة في المناطق القريبة من تركيا، مثل سوريا، تأثير كبير على جهودها في تقديم المساعدات. تدعم تركيا شحنات المساعدات الإنسانية عبر الحدود لوكالات الإغاثة التابعة للأمم المتحدة إلى سوريا منذ عام 2014، وتساهم المساعدات المقدمة عبر بواباتها الحدودية، مثل أنجوبنار وجيلفاغوزو، بنسبة 80٪ من إجمالي المساعدات عبر الحدود إلى سوريا.
المساعدات الإنسانية إلى اليمن وفلسطين
وصلت المساعدات الإنسانية التركية إلى اليمن إلى مستوى مهم في ظل الأزمة الإنسانية هناك. في عام 2017، تم نقل نحو 50 طنًا من الأدوية والمستلزمات الطبية، بالإضافة إلى المواد الغذائية والملابس والكراسي المتحركة ومستشفيين ميدانيين، إلى عدن. بلغت قيمة المساعدات 8.9 مليون دولار أمريكي.
بالإضافة إلى مساعدتها الثنائية لفلسطين، تقدم تركيا الدعم المالي والعيني على المستوى متعدد الأطراف، خاصة من خلال وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا)، حيث بلغت مساهمتها خلال العامين الماضيين 28 مليون دولار أمريكي.
مساعدات تركيا للكوارث الطبيعية والأزمات الدولية
قدمت تركيا مساعدات إنسانية بعدة أزمات دولية، منها زلزال جنوب شرق آسيا في 2004، وزلزال باكستان في 2005، والأزمة الإنسانية في لبنان في 2006، وأزمة غزة في نهاية عام 2008، وزلزال هايتي وتشيلي وكارثة الفيضانات في باكستان في عام 2010، وزلزال اليابان في عام 2011، وإعصار تيفون في الفلبين، والفيضانات في البلقان في عام 2014، وزلزال نيبال والصراع في العراق في عام 2015، والأزمة الإنسانية في اليمن وليبيا في 2015-2016، والفيضانات في مقدونيا في عام 2016.
وفي السنوات الأخيرة، استمرت المساعدات التركية في الزيادة بسبب الكوارث الطبيعية مثل الفيضانات وحرائق الغابات والزلازل في كولومبيا وجورجيا في عام 2017، وفيتنام ولاوس وإندونيسيا في عام 2018، وموزمبيق في عام 2019.
القمة الإنسانية العالمية في إسطنبول
استضافت تركيا القمة الإنسانية العالمية التي بدأها الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في إسطنبول في 23-24 مايو 2016. جمعت القمة رؤساء الدول والحكومات، وممثلي المنظمات الدولية والمنظمات غير الحكومية، والأوساط الأكاديمية، والقطاع الخاص، وقادة المجتمعات المتضررة من الأزمات. شاركت 180 دولة في القمة، وتم تمثيل 55 منها على مستوى رؤساء الدول والحكومات، بالإضافة إلى أكثر من 60 وزيرًا و40 منظمة دولية. حضر القمة ما مجموعه 9 آلاف مشارك.
تواصل تركيا لعب دور فعال في تنفيذ ومتابعة نتائج القمة والالتزامات التي تعهد بها جميع أصحاب المصلحة في مجال المساعدة الإنسانية.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!