ترك برس
في مقاله المعنون بـ "قضية الأويغور المعقدة"، بصحيفة يني شفق، يسرد الكاتب الصحفي التركي طه كيلنتش تاريخ جمهورية تركستان الشرقية الإسلامية، مركزًا على محاولات الاستقلال وأسباب فشلها، ويحلل الأوضاع الراهنة في ضوء التحديات السياسية والديموغرافية التي تواجه الأويغور.
1. خلفية تاريخية
يبدأ المقال بسرد تاريخي للأحداث التي جرت في تركستان الشرقية (شينجيانغ حاليًا) في منتصف القرن العشرين. في 8 أبريل 1945، شهدت مدينة غولجا احتفالًا عسكريًا كبيرًا لجمهورية تركستان الشرقية الإسلامية، التي تأسست بقيادة علي خان شاكر جان. تميزت هذه الجمهورية بجيش نظامي قوامه 50 ألف جندي، مع تدريب ودعم سوفيتي.
2. دور الاتحاد السوفيتي والصين
يبرز المقال دور الاتحاد السوفيتي في التدخل بشؤون تركستان الشرقية، حيث اختطف علي خان في 1946 ونُقل إلى طشقند تحت الإقامة الجبرية. هذا التدخل السوفيتي أسهم في تقويض جهود الاستقلال. وفي 1949، توافقت الحكومتان السوفيتية والصينية على تسليم تركستان الشرقية للصين، مما أدى إلى ضم المنطقة بشكل كامل.
3. السياسات الصينية تجاه الأويغور
يركز كيلنتش على السياسات التي تبنتها الصين بعد ضم تركستان الشرقية، والتي تهدف إلى منع أي محاولات لإعادة إحياء الجمهورية المستقلة. تشمل هذه السياسات معسكرات "التعليم" القسري، سياسات الاستيعاب، والتغيير الديموغرافي والثقافي بهدف دمج الأويغور في المجتمع الصيني وإضعاف هويتهم الوطنية والدينية.
4. التحديات الراهنة
يلخص كيلنتش ثلاث معضلات رئيسية تواجه قضية الأويغور اليوم:
أ. استغلال الدول الغربية للقضية:
يشير الكاتب إلى أن الولايات المتحدة والدول الغربية تستغل قضية الأويغور لأغراض سياسية، منتقدًا ازدواجية المعايير الأمريكية التي تدعم إسرائيل بينما تدعي الدفاع عن حقوق الأويغور.
ب. التمثيل السياسي للقضية:
يتطرق كيلنتش إلى الانقسامات الداخلية بين جماعات الأويغور المدافعة عن قضيتهم، مما يضعف من تأثيرهم ويعقد جهودهم للحصول على دعم دولي فعال.
ج. العلاقة بين الإسلام والقومية التركية:
يؤكد الكاتب أن فصل قضية الأويغور عن الإسلام والهوية الإسلامية سيضعفها، حيث كانت مثُل الإسلام للحرية مصدر إلهام للأويغور في نضالهم ضد الصين. كما أن القومية التركية وحدها ليست كافية لإحداث تغيير جوهري دون دعم الهوية الإسلامية.
ويرى الكاتب أنه "من المستحيل بالطبع الوثوق بمصداقية الولايات المتحدة في قضية تركستان الشرقية وهي التي تقدم دعماً غير محدود لإسرائيل بينما تقوم بإراقة دماء الفلسطينيين".
ويقول إن تحويل قضية استقلال شعب إلى صراع أعمى بين مجموعات متناحرة يعد عائقا خطيرا للغاية، وإنه "إذا فصلتم الإسلام والهوية الإسلامية عن قضية تركستان الشرقية فلن يبقى منها شيء".
ويؤكد طه كيلنتش أن قضية تركستان الشرقية معقدة ومتعددة الأبعاد، وتحتاج إلى قراءة عميقة للتجارب التاريخية والحفاظ على وحدة الصفوف وتنظيمها.
ويشدد على أهمية تشكيل رؤية وطنية وقومية حقيقية تضمن حقوق الأويغور وتسعى لتحقيق حلم الاستقلال بعيدًا عن التلاعب السياسي الخارجي والانقسامات الداخلية.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!