ترك برس
أشار تقرير للكاتب والمحلل السياسي التركي إحسان أقطاش، إلى وجود مجموعة واسعة من التحديات والقضايا التي تواجه تركيا على الصعيدين الداخلي والخارجي، مسلطا الضوء على العديد من الجوانب السياسية والاقتصادية والأمنية التي تطرح تحديات كبيرة أمام حكومة حزب العدالة والتنمية بقيادة الرئيس رجب طيب أردوغان.
وقال الكاتب في تقريره بصحيفة يني شفق إن بلاده تواجه العديد من المشكلات المتنوعة والكبيرة، مما يتطلب جهدًا جماعيًا شاملًا لمواجهتها جميعًا. وتشمل هذه المشكلات:
ـ الاقتصاد: يشغل جدول أعمال البلاد بشكل مؤلم.
ـ وصول مكافحة تنظيم "بي كي كي" الإرهابي إلى نقطة حرجة.
ـ تحقيق الاستقرار في العراق من خلال مشروع طريق التنمية بين العراق وتركيا، ورفع مستوى الأمن والتجارة بين البلدين إلى المستوى المطلوب.
ـ استئناف العلاقات الدبلوماسية مع سوريا، يُمثل تحولًا جذريًا في السياسة في شرق تركيا.
ـ قضية مناطق النفوذ البحري المستمرة في بحر إيجة ومشكلة اليونان.
ـ في ليبيا، أدت السياسة المتميزة التي انتهجتها تركيا بين الدول العالمية إلى فتح باب الاستقرار وتقديم رؤية كبيرة لأمن البحر الأبيض المتوسط.
ـ إعادة تشكيل الجيوسياسية في القوقاز بعد الحرب بين أذربيجان وأرمينيا وتأثير المواقف السياسية لباشينيان.
ـ اكتساب منظمة الدول التركية القوة بعد حرب قره باغ وتشكيل مركز قوة جديد بالتعاون مع الدول الشقيقة بقيادة تركيا.
ـ وجود تركيا بصفة "مراقب" في منظمة شنغهاي للتعاون.
ـ تعبير هاكان فيدان عن رغبته في الانضمام إلى مجموعة بريكس يعد خطوة هامة نحو اتخاذ إجراءات جديدة للتعاون الاقتصادي.
ـ • خطر تحول الصراع الإسرائيلي الفلسطيني إلى حرب إقليمية وتطلع الإنسانية بقلق إلى المستقبل.
ـ كفاح تركيا القديمة من أجل البقاء ضد الدول الاستعمارية وفقا لمبدأ الشراكة والتعاون.
ـ الموقف العقلاني السديد لتركيا في الحرب بين روسيا وأوكرانيا وإعطاؤها الأمل للعالم، وتولي الرئيس التركي أردوغان الدور القيادي المتوقع في هذا الشأن.
ـ ردود الفعل في أوروبا بعد فشل منتخبنا الوطني في المباريات وفرض عقوبة غير عادلة على اللاعب ميريح ديميرال.
ـ الكفاح الحازم المستمر ضد تنظيم "غولن" الإرهابي.
ـ سعي تركيا لاتباع استراتيجية مستقلة داخل حلف الناتو.
ـ جهود إعادة التطبيع بين مصر وتركيا.
ووفقا لأقطاش، نجحت حكومة حزب العدالة والتنمية بقيادة أردوغان، في تحقيق ثورة كبيرة. فمن الواضح أن تركيا قد أحرزت تقدمًا كبيرًا في مجالات البنية التحتية والتنمية والصناعات الدفاعية. وتلعب الصناعات الدفاعية دورًا هامًا في قضايا الأمن في تركيا؛ حيث وفّر تعزيز الجيش التركي وازدياد الأمن، والقدرة على القتال، وتقنيات الحرب الهجينة، أرضية لكي نصبح جيشًا يتمتع بخبرة واسعة.
ولكن المشكلة الأولى هي أن صانعي ومديري النظام العالمي يرغبون في وجود تركيا كقوة إقليمية. وأما المشكلة الأكبر فهي أنّ أصحاب الثورة الحقيقية لا يدركون حقيقتها. يقول الكاتب.
وتابع أقطاش:
إذا أردنا أن نلقي نظرة على جدول الأعمال اليومي للسياسيين والبيروقراطيين الذين يستيقظون الصباح الباكر، فلن نجد أيًا من المشكلات المذكورة أعلاه مدرجة في جدول أعمالهم. وبفضل جهود السيد الرئيس وبعض الوطنيين المخلصين، تُدار هذه المشكلات الهائلة.
يمكننا تحليل وتفسير السياسة التركية من خلال عناوين مختلفة. ويمكننا فهم المشكلات الحالية بشكل أفضل من خلال تقسيم سياسة حزب العدالة والتنمية إلى قسمين:
1. قيام الحكومة بتقديم الخدمات والاستثمارات وتنفيذ المشاريع لحل مشاكل الشعب.
2. تطوير السياسات في مجالات السياسة العالمية والخارجية والداخلية والأمن والقضايا الاجتماعية والاقتصاد الحضري والسلام والاستقرار والثقافة والتعليم والصحة والعدالة في توزيع الدخل والفقر والفساد والديمقراطية والقانون، وخاصةً تلك التي تتعلق بخدماتها السابقة.
يواجه الجانب الثاني من سياسة حزب العدالة والتنمية حالة من الركود. إن الكوادر التي أرست أسس الديمقراطية في الجمهورية وقامت بثورات عظيمة، تشعر كما لو أنها ارتكبت الخطيئة الأولى في المسيحية وأساءت إلى هذا البلد.
لم يتبنَّ كبار أصحاب رؤوس الأموال والعائلات العريقة في هذا البلد ثورات أردوغان لأنه ليس منهم. ولم يقدم الأكاديميون التقليديون، تقييمًا حقيقيًا لأردوغان لأنهم يتمتعون بتأثير عالمي، وبسبب سيطرة المعارضة القوية على السلطة الثقافية، تصرّف المحافظون الأناضوليون وهذه الدوائر الأكاديمية بشكل معقد تجاه إنتاج السياسة و تحمل عبئها.
والأهم من ذلك، أن حزب العدالة والتنمية قد جمَّد مهمته المتمثلة في كونه مركزًا لإنتاج السياسات التي أنشأها أردوغان والتي من شأنها إثراء السياسات عالية الكفاءة وجعلها تتناسب مع الشعب. إن اتساع الفجوة بين رؤية أردوغان والحزب هي أكثر ما يُضعف تأثير أردوغان.
التعبئة الشاملة: بينما تسير بلادنا اليوم نحو أن تكون دولة كبرى وقوة إقليمية، هناك حاجة إلى حشد شامل في جميع مجالات السياسة، بدءًا من القصر الرئاسي إلى كبار البيروقراطيين ومنظمات المجتمع المدني والجامعات والأوساط الفكرية.
لا يمكن تحقيق هذا الحشد الشامل إلا من خلال إنتاج السياسة. لا يمكن لأي دولة أن تصبح دولة كبرى من خلال تقديم الأعذار لكل مشكلة وضعف. إن أعداء تركيا يدركون قدراتنا، لأن الأتراك لم يقفوا مكتوفي الأيدي في في أي عصر من العصور عبر التاريخ.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!