ترك برس

حذّر تقرير لموقع "فوكس بلس" التركية، من مخاطر العنصرية المتزايدة ضد الأجانب واللاجئين خصوصاً في تركيا، مؤكداً أن العنصرية من أخطر الملفات التي تواجه الحكومة في الوقت الحالي.

التقرير الذي حمل توقي الكاتبة "برن بيرسايغيلي موت"، أفاد بأن خطورة العنصرية لا تقل عن خطورة المحاولة الانقلابية الفاشلة التي عاشتها تركيا في مثل هذا اليوم قبل 8 سنوات.

الكاتبة تحدث عن تجربة جيرانها السوريين، خاصة امرأة تُدعى مفيدة وابنها إبراهيم، اللذين خرجا خلال محاولة الانقلاب الفاشلة من منزلهما وشاركا في المسيرات لدعم الحكومة التركية.

وقالت الكاتبة إن إبراهيم (16عاما) كان يعاني من صعوبات في التعلّم، ويسير في الشوارع حاملا العلم التركي ويصرخ "تركيا"، بحسب ما نقلته "الجزيرة نت".

وتشرح مفيدة والدة الطفل كيف كان قلب ابنها يخفق بشدة تلك الليلة، وكيف شعرا بالخطر المحدق وأرادا أن يفعلا شيئا لمقاومته، فكانا يصرخان باسم تركيا، فلا شك أن الهزيمة كانت ستعني مستقبلا مظلما للجميع في تلك الليلة، بما في ذلك إبراهيم.

دعاء المظلومين

وتشير الكاتبة إلى أن أحد أهم أسباب النصر في ليلة 15 يوليو/تموز كان دعاء المظلومين، فقد اتصل بها صديق فلسطيني بعد الأحداث، وهو يبكي، ليخبرها بأن دعاء المظلومين هو الذي أنقذهم، فقد كان الأطفال وكبار السن، وحتى في مناسبات الإفطار الجماعية، يدعون لتركيا، وإن هذه الأدعية كانت السبب في إنقاذ تركيا من حافة الهاوية، فدعاء المسلمين في أماكن مثل فلسطين وسوريا والصومال وإثيوبيا والسودان، هو ما ساعدهم على استعادة وطنهم من أيدي الانقلابيين.

وسلطت "برن بيرسايغيلي موت" الضوء على محاولات تسييس القومية التركية، قائلة إن هذا يشبه استخدام الدين الإسلامي من قبل جماعة فتح الله غولن للتلاعب بالجماهير، حيث إن هناك جهودا لتكرار أجواء التوتر والخوف، مما يدفع المجتمع نحو حافة هاوية جديدة، مثل ما حدث في 15 يوليو/تموز.

وتنتقد الكاتبة بعض الشخصيات والتيارات السياسية التي تروج للكراهية ضد الأجانب تحت قناع القومية، وينشرون أخبارا كاذبة عن المهاجرين، خاصة على وسائل التواصل الاجتماعي، وتقول إنه من المؤسف أن التصريحات الرسمية التي تثبت كذب هذه الأخبار لا تلقى الاهتمام الكافي، ومما لا شك فيه أن هذه الكراهية ضد الأجانب، خاصة ضد السوريين، تُدار من قِبل جهات خفية تهدف إلى خلق الفوضى والانقسامات في المجتمع.

مكانة متميزة

وتشير الكاتبة التركية إلى الجهود الإنسانية والدبلوماسية التي تقوم بها تركيا من خلال مؤسساتها كمؤسستي "تيكا" و"المعارف"، و"معهد يونس إيمره"، موضحة أنها منحت تركيا مكانة متميزة في عيون دول العالم، حيث أبرزت أن لتركيا قلبا وروحا، وأنها نموذج لاحترام الإنسانية مقارنة بسياسات الاستعمار التي تتبعها الدول الغربية التي لا تقدّر الإنسان.

وتحذر "برن بيرسايغيلي موت" من أن التهديدات التي نراها اليوم ليست مجرد تهديد للمظلومين الذين لجؤوا إلى تركيا، بل تهدد سمعة تركيا الدولية أيضا، مشددة على ضرورة تدخل الحكومة فورا لمواجهة هذا النمط السائد من الانقسام الاجتماعي والاقتصادي والمخاوف الموجهة ضد اللاجئين، حيث إن عدم القيام بذلك قد يؤدي إلى تدمير كامل لصورة تركيا وسمعتها أمام العالم.

وفي الختام، أكدت الكاتبة أن مفهوم العداء للعرب تأسس في جوهره على العداء للإسلام، وأن هناك جهودا لجعل الجماهير في العالم الإسلامي تتصارع فيما بينها بهدف استعمارها واحدة تلو الأخرى من قبل الغرب، وشددت على أن كل شكل من أشكال القومية، عندما تسيطر عليه الدعايات السياسية الخبيثة أو الطابور الخامس في بلده، يتحول إلى حالة مرضية تعم فيه الكراهية للآخر، ويصبح بمثابة تهديد لجميع أفراد المجتمع، وتهديدا كبيرا لا يقل خطرا عن تهديد 15 يوليو/تموز، مشيرة إلى أن التاريخ القريب يثبت أن الحركات القومية هي التي مهدت لسقوط الإمبراطورية العثمانية.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!