ترك برس
ذكرت صحيفة العربي الجديد أن عملية دخول المرضى السوريين إلى تركيا، من خلال معبر باب الهوى الحدودي.
وأوضحت الصحيفة أن هذه الخطوة أتت وفقاً لشروط جديدة، وبعد توقّف لمدّة شهر بسبب إغلاق الجانب التركي المعبر في أعقاب الاحتجاجات التي شهدها الشمال السوري، على خلفية الاعتداءات العنصرية على اللاجئين السوريين في ولاية قيصري وغيرها من الولايات التركية.
ونقلت عن مدير مكتب التنسيق الطبي في معبر باب الهوى بشير الإسماعيل، أنّ حركة عبور المرضى عبر مكتب التنسيق الطبي استؤنفت.
ويوضح الإسماعيل في حديث للصحيفة أنّ الأمر يشمل "الحالات الإسعافية (الطارئة)، فيُسمَح يومياً بدخول ثلاث من هذه الحالات، تتوفّر لديها المعايير الإسعافية حصراً وتتطلّب علاجاً طارئاً، وذلك من ضمن الدوام الرسمي وما عدا يومَي السبت والأحد". وإلى جانب الحالات الإسعافية، يتحدّث الإسماعيل عن "الحالات الباردة التي تشمل المصابين بالسرطان، فيُسمح بدخول المرضى الذين سبق أن تلقّوا علاجاً في تركيا والذين لديهم مواعيد لمتابعة علاجهم الكيميائي أو الإشعاعي أو للخضوع لفحص التصوير المقطعي البوزيتروني".
ويتابع الإسماعيل أنّ من الحالات الباردة كذلك "المرضى الذين يحتاجون إلى جراحة في القلب، والذين لديهم موعد رسمي محدّد للخضوع للعملية الجراحية". أمّا في ما يخصّ الحالات الباردة الأخرى التي كانت تدخل سابقاً إلى تركيا، فيشرح الإسماعيل أنّ "الجانب التركي لا يسمح بدخولها في الوقت الراهن".
ويلفت الإسماعيل إلى "منع دخول الحالات الباردة الجديدة، أي تلك التي لم يسبق لأصحابها أن دخلوا إلى تركيا سابقاً"، وذلك "ابتداءً من الأول من يوليو/ تموز الجاري". ويعيد الأمر إلى "مشكلات تقنية لدى الجانب التركي"، تحديداً في "نظام الضمان الصحي للمرضى الذين يحملون وثائق سفر سياحية في تركيا".
يُذكر أنّ دخول المرضى، لا سيّما المصابين بأمراض عضالة ومستعصية، يخضع إلى مزاجية الجانب التركي، من خلال الإغلاق المتكرّر لمعبر باب الهوى أمام دخول المرضى الذين لا تتوفّر علاجاتهم في شمال غرب سورية، على الرغم من دعم منظمات دولية والاتحاد الأوروبي عملية علاج المرضى السوريين في تركيا.
الطفل السوري إبراهيم الحنش، البالغ من العمر تسعة أعوام، مصاب بسرطان الدماغ، وقد ساءت حالته أخيراً وسط الظروف المحيطة بدخول مرضى السرطان والمرضى السوريين الآخرين إلى تركيا لتلقّي العلاج. يخبر أحمد الحنش، والد إبراهيم، "العربي الجديد" أنّه دخل مع ابنه إلى تركيا بهدف العلاج، لكنّ بطاقة الحماية المؤقتة (كيملك) الخاصة بالمرضى سُحبت منه وزُوّد بوثيقة دخول تخدم لمدّة ثلاثة أشهر لكنّ صلاحيتها انتهت. يضيف الوالد أنّ "إبراهيم في حالة سيّئة، وهو في حاجة إلى صورة رنين مغنطيسي عاجلة لمعرفة وضعه في الوقت الحالي. لكنّ دورنا للخضوع لهذه الصورة في تركيا محدّد في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، ومن غير الممكن دخولنا قبل ذلك الوقت، نظراً إلى الإجراءات الخاصة بدخول المرضى عند معبر باب الهوى"، واصفاً تلك الإجراءات بأنّها "لا تقيم اعتبارات لتطوّر الحالة الصحية أو تراجعها".
في سياق متصل، اكتُشفت إصابة الفتى السوري وليد العمر، البالغ من العمر 16 عاماً، بسرطان الدم قبل مدّة وجيزة في أثناء إجراء فحوص طبية في مدينة إدلب، علماً أنّ عائلة الفتى نزحت إلى شمال إدلب من ريف حماه الشمالي. وتشير العائلة بحديث لـ"العربي الجديد" إلى أنّ المستشفى حيث كُشفت حالة وليد، طلب تحويله إلى تركيا بصورة عاجلة. لكنّ العائلة لم تتمكّن من ذلك بسبب توقّف معبر باب الهوى عن استقبال المرضى الراغبين في الدخول إلى تركيا قبل نحو شهر، وهي تأمل الحصول على "دور" للدخول وفقاً للشروط الجديدة. تجدر الإشارة إلى أنّ الشروط الجديدة تمنع دخول المرضى الذين لم يسبق لهم تلقّي العلاج في تركيا، بحسب ما أفادت به إدارة معبر باب الهوى العربي الجديد.
وفي العام الماضي، قاد الناشط السوري سعود الصياح حملة لاستئناف دخول مرضى السرطان إلى تركيا بهدف تلقّي العلاج، بعد توقّف طويل من قبل السلطات التركية، وقد نجحت الحملة. يقول الناشط الإنساني لـ"العربي الجديد" إنّه "منذ بداية تموز/ يوليو الجاري، توقّف معبر باب الهوى عن استقبال الحالات الطبية الساخنة والباردة التي تحتاج إلى علاج في تركيا، الأمر الذي أدّى إلى فرض تحديات على مستشفيات عدّة في شمال غرب سورية، نتيجة حالات ساخنة في حاجة إلى تحويل ومتابعة في تركيا".
يضيف الصياح أنّه "بعد عشرة أيام من الانقطاع، بدأنا بالتفكير في إثارة الأمر إعلامياً والتخطيط لوقفة عند معبر باب الهوى من أجل لفت الانتباه" إلى ما يجري، وبالتالي "إعادة فتح المعبر أمام الحالات الطبية". ويتابع: "لكنّنا علمنا باستئناف دخول الحالات الساخنة قريباً ثمّ العودة إلى النظام المعتاد بعد مدّة وجيزة. وبالفعل، استؤنف دخول الحالات الساخنة فقط في 17 يوليو، إنّما مع فرض عدد محدود إلى جانب بضع حالات باردة". ويعبّر الناشط الإنساني عن "أمل بالعودة إلى النظام السابق، للسماح لكلّ الحالات الحرجة المستعجلة بالعبور إلى تركيا، وكذلك الحالات الباردة التي تستطيع تحمّل التأخير إنّما إلى حدّ معيّن".
ويوضح الصياح أنّ "اليوم، تزداد التحديات الطبية في المنطقة على الرغم من أنّ الوضع لم يصل بعد إلى حدّ سيئ، إذ يُسمَح بمرور عدد محدد من خلال معبر باب الهوى الحدودي، لكنّ الآثار السلبية تفرض نفسها على أحوال المرضى، بالإضافة إلى سوء حالات نظراً إلى تأخّرها عن تلقّي العلاج أو إلى ضعف الاستجابة إلى العلاج". ومرّة جديدة، ينوي الناشط الإنساني "التخطيط لتناول القضية إعلامياً وتنظيم وقفة عند معبر باب الهوى من أجل لفت انتباه الجانب التركي إلى ضرورة حلّ هذه المسألة، وفصل الجانبَين الإنساني والطبي عن أيّ أحداث جانبية، خصوصاً أنّنا في منطقة تعاني ما تعانيه منذ أكثر من عقد، ولا مجال لتحمّل مزيد من الصعوبات ولا سيّما تلك التي تتعلّق بالصحة".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!