ترك برس

كشف مسؤول أمريكي سابق، أن رئيس بلاده السابق دونالد ترامب وعد نظيره التركي رجب طيب أردوغان، ذات مرة بتزويده برقم هاتفه الشخصي، لتسهيل التواصل بينهما في ظل عرقلة بعض المسؤولين ذلك.

جاء ذلك بحسب ما ذكره مستشار ترامب للأمن القومي، في الفترة 2017- 2018، الجنرال إتش آر ماكماستر، في كتاب مذكراته التي نشر تحت عنوان "الحرب على أنفسنا: جولتي في البيت الأبيض في عهد ترامب"، وكشف الكثير من الخبايا حول العلاقة بين ترامب والرئيس أردوغان.

وقال ماكماستر: "في مكالمة هاتفية، ادعى أردوغان مجددًا أنني كنت أؤجل مكالماتي مع ترامب عمدًا. وردّ ترامب بأنه سيوفر لأردوغان الرقم الشخصي الخاص به".

وأكد الكاتب أن "موقف ترامب غير الواضح بشأن سوريا أدى إلى دخول الأتراك إلى عفرين في كانون الثاني/ يناير 2018. بناءً على ذلك، قررت الذهاب إلى إسطنبول لمقابلة المسؤولين الأتراك لإعادة الأمور إلى نصابها"، بحسب ما نقله تقرير لـ "عربي 21".

وقال إن القنصلة الأمريكية في إسطنبول، جينيفر ديفيس، "وصفت العلاقة بالصعبة. الحكومة التركية كانت تضايق الموظفين المحليين في السفارة والقنصلية. وسائل الإعلام المملوكة للدولة نشرت بشكل مستمر دعاية معادية لأمريكا، بما في ذلك مزاعم كاذبة حول تورط الولايات المتحدة في محاولة الانقلاب عام 2016 ضد أردوغان".

ونقل الكتاب عن ديفيس قولها إن "التوقعات المستقبلية للعلاقة كانت قاتمة بسبب الأيديولوجية الإسلامية المحافظة والشعبوية المعادية للغرب التي كان أردوغان وحزبه يعززانها".

ماكماستر: انظروا إلى واشنطن وليس موسكو

ويرى المؤلف أنه باستثناء قضيتين، فإن لدى تركيا والولايات المتحدة مصالح مشتركة أكثر من روسيا وإيران.

ويذكر ماكماستر أنه التقى بكبير مستشاري الرئيس آنذاك إبراهيم قالن، ورئيس المخابرات التركية سابقا هاكان فيدان، في قصر يلدز بإسطنبول.

وقال في كتابه: "شكرت قالن وفيدان لاستضافتنا في هذا المكان التاريخي والأنيق. وقلت لهم إن ذكريات الحروب الروسية التركية والحروب العثمانية الفارسية التي تشهد عليها هذه المباني ربما تسهل مهمتنا في وقف الانجراف في علاقتنا".

وتابع: "أردت أن أسمع تقييمهم أولاً لأنني كنت أعتقد أن المسافة المتنامية بيننا قد تكون التغيير الأكثر عمقاً في المشهد الجيوسياسي منذ نهاية الحرب الباردة. وكنت أعتقد أن هذا التغيير كان فظيعاً بالنسبة لبلدينا".

وأضاف ماكماستر: "كما هو متوقع اشتكى قالن من الدعم الأمريكي لقوات سوريا الديمقراطية وفشل الولايات المتحدة في تسليم فتح الله غولن. وعندما انتهى، قمت بإعداد مخطط كان نتيجة ثانوية لاستراتيجيات سوريا وتركيا التي وافق عليها ترامب في الأسبوع السابق لعيد الميلاد".

وقال إن "هذا المخطط يحتوي على الأهداف الاستراتيجية للجهات الفاعلة الرئيسية في الحرب الأهلية السورية، بما في ذلك إيران وإسرائيل والأردن وروسيا وسوريا وتركيا والولايات المتحدة. تم وضع الأهداف في صناديق وتم ترميزها بالألوان لكل دولة".

وأضاف أنه "في هذا الجدول كان هناك تباين كبير في التصور العام بين الأهداف الأمريكية والتركية والتباعد بين تركيا والمحور السوري الروسي الإيراني. وكان الاختلاف الوحيد بين البلدين هو هدف تركيا المتمثل في تقييد العلاقات بين الولايات المتحدة وقوات سوريا الديمقراطية".

وأكد "وجود عقبتين على الجانبين تمنعان تحسن علاقتنا. بالنسبة لتركيا، كان هذا هو دعم غولن والولايات المتحدة لقوات سوريا الديمقراطية. بالنسبة للولايات المتحدة، كان الأمر يتعلق بالسجن غير المشروع للقس الأمريكي أندرو برونسون وشراء نظام الدفاع الجوي الروسي S-400".

يذكر أن ترامب هدد تركيا بفرض عقوبات اقتصادية كبيرة إذا لم تُفرج عن برونسون فوراً.

وكانت تركيا قد أوقفت القس الأمريكي بتهمة التجسس، قبل أن تطلق سراحه لاحقا، في أزمة شكلت أحد أكبر التحديات للعلاقات بين أنقرة وواشنطن خلال العقد الأخير. 

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!