ترك برس
شهدت مدينة نيويورك الأمريكية، عقد لقاء ومباحثات جمعت وزير الخارجية التركي هاكان فيدان مع عدد من السياسيين السوريين، وذلك على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
ونقل تلفزيون "سوريا"، عن السياسي السوري محمد علاء غانم، الذي يُعتبر أحد أبرز الشخصيات السورية في الولايات المتحدة، قوله إن أن الاجتماع عُقد في المقر الرسمي للبعثة التركية، بحضور نائب وزير الخارجية التركي نوح يلماز، والسفير التركي لدى الولايات المتحدة سادات أونال، إلى جانب الأمين العام للمجلس الأميركي للمنظمات الإسلامية، أسامة الجمال، والسياسي قتيبة الإدلبي.
وبحسب غانم، كان اللقاء فرصةً لإيصال أصوات السوريين حيال القضايا التي تشغلهم، ولا سيما:
- مسار التطبيع مع نظام الأسد، الذي لا يرون أنه قادر على تحقيق المصالح التركية أو السورية، وكيفية إيجاد بدائلٍ أمثل من شأنها ضمان تلك المصالح.
- وضع اللاجئين السوريين الذين لا يمكن إعادتهم إلى سوريا في الظروف الحالية.
- الحاجة لضبط العمل المسلح في شمالي سوريا بحيث يصبُّ في خدمة المدنيين السوريين بشكل أكبر.
- تحسين ظروف الإدارة والحكم في منطقة شمال غربي سوريا بما يلبي طموحات السوريين في المناطق المحررة.
كما جرى استعراض دور الجالية السورية الأميركية ونشاطاتها في العاصمة واشنطن والولايات المتحدة.
ووفق غانم، "كان الاجتماع إيجابياً جدّاً، وقد غمرنا السيد الوزير وفريقه بكلّ لطف، وكلنا أمل في أن يستمرّ هذا التعاون بما فيه مصلحة وخير الشعبين السوري والتركي"، بحسب وصفه.
ويأتي لقاء فيدان بالساسة السوريين، بعد أيام قليلة فقط من لقاء جمع بين رئيس هيئة التفاوض السورية بدر جاموس ونائب وزير الخارجية التركي السيد نوح يلماز.
وذكر بيان لهيئة التفاوض السورية، أن المباحثات ناقشت التطورات الراهنة فيما يتعلق بالقضية السورية وأهمية الحل السياسي، والتأكيد على ضرورة دعم الجهود التي من شأنها تمهيد الطريق لحل سياسي شامل في سوريا على أساس قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254.
كما تخلل اللقاء المنعقد في إطار اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة، بحث الوضع السياسي الإقليمي والدولي الراهن، وآخر مستجدات العملية السياسية السورية، وأهمية العمل المشترك لمصلحة البلدين والشعبين، وضرورة التمسّك بالقرارات الدولية وخاصة بيان جنيف والقرارين الأمميين 2254 و2118، وإيجاد آليات لتنفيذها بشكل كامل وصارم، ومنع أي طرف من المماطلة والتهرب من الاستحقاقات المفروضة عليه وفق هذه القرارات.
وأكّد رئيس الهيئة على عبثية وعدم جدوى كافة محاولات تعويم النظام السوري، من دون حل سياسي، مشيراً إلى التجارب الفاشلة لبعض الدول والتي لم تُجدِ نفعاً ولم تدفع النظام إلى تغيير سلوكه، بل على العكس دفعته إلى الاعتقاد بأنه قادر على إعادة التاريخ إلى ما قبل 2011 دون محاسبة.
وتناول اللقاء أوضاع السوريين في تركيا، وأهمية تقديم الدعم للشرائح الأكثر ضعفاً، وحرص الهيئة وبقية مؤسسات المعارضة السورية على التنسيق مع الجانب التركي لما فيه مصلحة للشعبين والبلدين.
وكثف المسؤولون الأتراك مؤخراً لقاءاتهم ومباحثاتهم مع مسؤولي المعارضة السورية، وذلك بالتزامن مع جهود روسية لتطبيع العلاقات بين دمشق وأنقرة والتي تسودها القطيعة منذ اندلاع الثورة السورية عام 2011.
وتتزامن هذه اللقاءات مع جهود التطبيع بين تركيا والنظام السوري، والتي تعكس رغبة متزايدة في تحسين العلاقات بين البلدين بعد سنوات من التوترات والصراع. حيث أنه في أعقاب الحرب الأهلية السورية التي اندلعت في 2011، شهدت العلاقات بين أنقرة ودمشق تدهوراً حاداً، خاصة مع دعم تركيا للمعارضة السورية ضد نظام بشار الأسد. ومع تزايد التدخلات الإقليمية والدولية في الصراع السوري، تعمقت الفجوة بين البلدين، وازداد الوضع تعقيداً مع تصاعد المخاوف التركية من تنامي نفوذ الجماعات الكردية المسلحة على حدودها مع سوريا.
شهدت جهود التطبيع زخماً أكبر مع دعم بعض القوى الإقليمية والدولية، مثل روسيا وإيران، اللتين لهما نفوذ كبير في سوريا وتربطهما علاقات قوية مع تركيا. هذه القوى سعت إلى تقريب وجهات النظر بين البلدين من خلال محادثات متعددة الأطراف ومفاوضات دبلوماسية، في إطار السعي لتحقيق الاستقرار في سوريا وإنهاء حالة الحرب المستمرة.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!