بولنت أوراك أوغلو - يني شفق

شهدت إسرائيل حالة تأهب قصوى بعد أن أصابت طائرة مسيرة من نوع "كاميكازي" الهدف ولكن القاتل نتنياهو وزوجته لم يكونا في المنزل. كانت آخر حلقة في سلسلة الاغتيالات الدنيئة التي نفذتها إسرائيل ضد قادة حزب الله وحماس هي يحيى السنوار. وكان هذا الحدث بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير بالنسبة لحزب الله، حيث أعلن المتحدثون باسمه عن نيتهم في تغيير استراتيجياتهم الحربية. وقد استشهد القائد يحيى السنوار على يد الجنود الإسرائيليين بعد مقتل 1200 جندي إسرائيلي، ما دفع بعض القادة الإسرائيليين إلى اقتراح إعلان يوم اغتيال السنوار عيدًا وطنيًا.

ورغم أن قتلة إسرائيل الإرهابين، الذين يرتدوون زيّ عسكريًا، قتلوا أكثر من 50 ألفًا من المدنيين العزل في غزة ولبنان، غالبيتهم من النساء والأطفال وأصابوا أكثر من 100 ألف شخص بجروح، إلا أن قواتهم لم تكن فعالة في المعارك البرية في لبنان، حيث تمكن حزب الله من قتل وجرح 200 جندي إسرائيلي خلال الأيام السابقة.

وأفادت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن حزب الله هاجم منزل نتنياهو في "قيسارية" بطائرة درون، إلا أن نتنياهو وزوجته لم يكونا في المنزل لحظة الانفجار. ووفقًا لبعض التقارير، قُتل شخصان في الهجوم. وقد صرح مسؤول رفيع في الحكومة الإسرائيلية أن "إيران حاولت اغتيال رئيس الوزراء الإسرائيلي." وحتى الآن لم يتبنَّ حزب الله أو أي جماعة أخرى المسؤولية عن الهجوم بالطائرة المسيرة، كما أسقطت أنظمة الدفاع الجوي طائرتين مسيرتين أخريين أطلقتا من لبنان قبل أن تتمكنا من دخول المجال الإسرائيلي مما أدى إلى إطلاق صافرات الإنذار في تل أبيب قبل أن يتدخل الجيش الإسرائيلي لإبطال الهجوم.

حزب الله يضرب الموساد، هل حقق حزب الله نجاحًا استخباراتيًا محتماً؟

وفقاً للإعلام الإسرائيلي، نُفذ الهجوم عبر البحر. وأعلن حزب الله أن الهجوم على لواء جولاني جاء كرد انتقامي على قتل إسرائيل لـ 22 شخصاً في بيروت، مصرحاً بأن "الهجمات ستزداد مع تعمق الحرب". وأفادت التقارير بأن رئيس الأركان الإسرائيلي كان في القاعدة أثناء هجوم الطائرات المسيّرة، لكنه نجا بأعجوبة. وذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية لم تتمكن من رصد الطائرات المسيرة التي أرسلها حزب الله، والتي تعرف بطائرات "الكاميكازي"، بسبب طيرانها على ارتفاع منخفض وبسرعة بطيئة.

كما أوضحت المصادر أن الرادارات الإسرائيلية واجهت صعوبة في اكتشاف الطائرات المسيرة الصغيرة لحزب الله. ففي الوقت الذي كان حزب الله يشن هجمات صاروخية مكثفة لإشغال "القبة الحديدية"، كان ينفذ هجمات بطائرات مسيرة لم ترصدها الرادارات، مما أوقع خسائر فادحة لد الاحتلال الإسرائيلي. وقد استهدف الهجوم قاعدة عسكرية إسرائيلية في وقت تناول الطعام، حيث ضربت الطائرات المسيرة الموقع الذي كان الجنود يتناولون فيه الطعام، مما أثار تساؤلات واسعة في الأوساط الإعلامية الإسرائيلية حول كيفية معرفة حزب الله بتوقيت وجبات الجنود. وهذا يشير إلى وجود ثغرات استخباراتية لدى الجانب الإسرائيلي، بالإضافة إلى عجز في نظام "القبة الحديدية" والرادارات، بينما أظهر حزب الله دقة عالية في اختيار الهدف والتوقيت بفضل قدراته الاستخباراتية المتقدمة.

وقد أظهر الهجوم أن حزب الله اتبع تكتيكاً مشابهًا لتكتيكات الموساد، مثل تلك العمليات الاستخباراتية الدقيقة التي تنفذها إسرائيل ضد حزب الله في لبنان. والسؤال الذي أثير هنا، هو مدى إمكانية اختراق حزب الله للأجهزة الاستخباراتية الإسرائيلية لجمع هذه المعلومات الدقيقة، حيث إن هذا النوع من المعلومات الدقيقة لا يمكن الحصول عليه إلا من خلال مصادر داخلية وليس عبر التتبع التقني فقط. ويبدو أن الموساد نفسه يشكك ويبحث في هذه الثغرة الاستخباراتية داخلياً.

ويُعتقد أن حزب الله يعتمد بشكل كبير على شبكة استخبارات بشرية أنشأها في منطقة الشرق الأوسط، بدعم تقني من روسيا. ومن الواضح أن الهجوم الأخير كان نتيجة عمل منسق بين وحدات استخباراتية متعددة، وأن الدعم التقني لعب دورًا رئيسيًا في نجاحه.

هل الولايات المتحدة هي من كشفت خطة إسرائيل السرية قبل ردها على إيران؟

في الأسابيع الماضية، كانت إيران قد شنت هجومًا بالصواريخ الباليستية على إسرائيل. وبعد الهجوم، كان العالم يترقب رد فعل الكيان الصهيوني. وبينما كانت الخطوة التالية لإسرائيل محل نقاش، تسربت وثائق سرية تتعلق بخططها للهجوم على إيران، مما أثار القلق بين الولايات المتحدة وإسرائيل، حيث كشفت المعلومات عن خطط إسرائيلية أمريكية لمهاجمة إيران. ويوم الجمعة ظهرت وثائق من وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) توضح بالتفصيل استعدادات إسرائيلية لشن هجوم على إيران ردًا على الهجوم الصاروخي الإيراني الذي وقع في الأول من أكتوبر. ويبدو أن هذه المعلومات جُمعت باستخدام تحليل صور الأقمار الصناعية.

وصرّح بعض المسؤولين، الذين طلبوا عدم الكشف عن هويتهم لعدم السماح لهم بمناقشة القضية علنًا، أن التحقيق جارٍ في كيفية الحصول على هذه الوثائق. ويجري التحقيق فيما إذا كانت قد سُربت عمدًا من قبل عضو في مجتمع الاستخبارات الأمريكي أو تم الحصول عليها بوسائل أخرى مثل القرصنة. وأوضح أحد المسؤولين أن التحقيق يشمل تحديد من كان بإمكانه الوصول إلى الوثائق قبل تسريبها. وأكدت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) أنها على دراية بتسريب الوثائق، لكنها رفضت تقديم أي تعليقات إضافية. ولم يقدم الجيش الإسرائيلي أي تعليق حول تسريب هذه الوثائق.

الوثائق متاحة للمشاركة في إطار تحالف "خمس أعين" فقط

وفقًا لتقرير وكالة "أسوشيتد برس"، فإن الولايات المتحدة تحقق في التسريب غير المصرح به لوثائق سرية كانت تقيم خطط إسرائيل لمهاجمة إيران. وبحسب تقرير نشره موقع "أكسيوس" تشير الوثائق إلى أن إسرائيل كانت تستعد لشن هجوم عسكري على إيران ردًا على الهجوم الصاروخي الإيراني. وكانت هذه المعلومات تُشارك فقط ضمن تحالف "خمس أعين"، الذي يضم الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا ونيوزيلندا وأستراليا. وبينما تشير الولايات المتحدة إلى احتمالية أن يكون التسريب قد تم من إحدى هذه الدول، أعتقد أنه من الواضح جدًا أن الدولة التي قامت بالتسريب هي الولايات المتحدة نفسها.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس