
ترك برس
أكّد القائم بالأعمال التركي في دمشق، برهان كور أوغلو، أن الدولة التركية تعمل بكل مؤسساتها، وبتوجيه مباشر من الرئيس رجب طيب أردوغان، على دعم نهوض سوريا في المرحلة الجديدة، بالتوازي مع تعزيز مقومات العودة الطوعية والآمنة للاجئين السوريين.
وقال كور أوغلو في تصريحات صحفية إن تركيا كانت تنتظر تشكيل حكومة سورية جديدة تتمتع بالديمومة، نظراً لأن الحكومة السابقة كانت مؤقتة واتخاذ القرار فيها كان بطيئاً، مشيراً إلى أن أول زيارة وزارية تركية إلى سوريا جرت مباشرة بعد عطلة العيد، تلتها زيارات مرتقبة لوفود من وزارات الصناعة والداخلية والصحة.
وأضاف أن وزارة الصحة التركية أجرت مسحاً شاملاً للبنية التحتية الصحية في سوريا، وكشفت عن وجود نقص كبير في المعدات الطبية، وهو ما دفع الجانب التركي إلى التعهد بتقديم الأجهزة اللازمة، مؤكداً أن الوزارة باشرت تنفيذ هذا التعهد.
وأشار كور أوغلو إلى أن أنقرة أخذت على عاتقها دعم مستشفيين بشكل رمزي، أحدهما مستشفى القلب في دمشق والآخر مستشفى السرطان في حلب، في إطار رؤية تركيا القائمة على تنفيذ مشاريع دائمة في سوريا.
وفيما يخص جهود العودة الطوعية، كشف كور أوغلو أن نحو 120 ألف سوري عادوا حتى الآن إلى بلدهم، مشيراً إلى أن هذا الرقم مرشّح للزيادة، لكنه ربط ذلك بتوفير مقومات الحياة الأساسية مثل المدارس والمستشفيات، إلى جانب الضمانات الأمنية التي تُعد أولوية قصوى لنجاح العودة.
وأكد أن تركيا سمحت للعائلات السورية بزيارة بلادهم ثلاث مرات ذهاباً وإياباً للاطلاع على الوضع، دون فرض قيود على عودتهم لاحقاً إلى تركيا، ما يعكس ثقة أنقرة في المشاريع الجارية على الأرض وحرصها على عودة تدريجية وآمنة ومستدامة.
وفي تطور تاريخي، أُعلن يوم الأحد 8 ديسمبر/كانون الأول 2024 عن سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، بعد دخول الفصائل السورية المسلحة إلى العاصمة دمشق. وفرّ الأسد إلى موسكو، منهياً بذلك حكماً دام 24 عاماً، امتداداً لسيطرة عائلته على السلطة منذ عام 1970.
وجاء هذا التحول بعد نحو 14 عاماً من اندلاع الثورة السورية، حيث صعّدت الفصائل المسلحة عملياتها العسكرية منذ أواخر نوفمبر/تشرين الثاني 2024، انطلاقاً من ريف حلب الغربي وصولاً إلى دمشق، لتنتهي بذلك 61 عاماً من حكم حزب البعث وحقبة الأسد في سوريا.
بدورها، أعلنت تركيا دعمها للإدارة السورية الجديدة بقيادة الرئيس أحمد الشرع، وأعادت فتح سفارتها في دمشق بعد نحو 12 عاماً من الإغلاق. وجاء ذلك بعد زيارة رئيس جهاز الاستخبارات التركي، إبراهيم كالن، للعاصمة السورية، في خطوة عكست تأييد أنقرة للتحولات السياسية في البلاد.
وفي أول زيارة لمسؤول أجنبي بعد سقوط النظام، وصل وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، إلى دمشق يوم 22 ديسمبر/كانون الأول 2024، حيث أجرى مباحثات مع الرئيس الشرع ومسؤولين آخرين. واستمر تبادل الزيارات رفيعة المستوى بين البلدين، حيث زار وزير خارجية سوريا الجديد، أسعد الشيباني، أنقرة في 14 يناير/كانون الثاني 2025، بينما شهدت العاصمة التركية يوم 4 فبراير/شباط 2025 زيارة تاريخية لرئيس سوري، هي الأولى منذ 15 عاماً.
من جانبه، أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مراراً التزام بلاده بدعم سوريا في مرحلة ما بعد سقوط النظام، سياسياً واقتصادياً ودبلوماسياً وعسكرياً. كما شدد على رفض تركيا القاطع لـ"الأطماع الانفصالية" في سوريا، إلى جانب إدانته للهجمات الإسرائيلية التي تصاعدت عقب انهيار نظام الأسد.
ويتواصل التعاون التركي السوري حاليا في شتى المجالات وعلى رأسها الاقتصاد والتجارة والنقل، حيث رفعت تركيا قيودا تجارية كانت مفروضة زمن النظام المخلوع، فيما تقدم مؤسسات القطاع العام والخاص التركية مساعدات مختلفة لسوريا سواء على الصعيد الرسمي أو الشعبي.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!