كورطولوش تاييز - صحيفة أكشام – ترجمة وتحرير ترك برس
تعتبر العاصمة البلجيكية بروكسل المكان الثاني بعد الولايات المتحدة الامريكية التي تقوم بالتخطيط والتآمر على الحكومة والشعب التركي، ففي بركسل اجتمعت كل القوى المعادية لتركيا؛ فمن حزب العمال الكردستاني الى حزب التحرر الشعبي الثوري الى التنظيم الموازي، كل هؤلاء يجتمعون وبشكل دوري مع أطراف عالمية من كل الدول المعنية بالفتنة والفساد لتركيا ليرسموا الخطط الاستراتيجية والتكتيكية وليرفعوا مستوى التنسيق بين الأطراف سابقة الذكر.
تعود بروكسل الى الواجهة السياسية من جديد بزيارة رئيس حزب الشعوب الديمقراطية صلاح الدين ديميرطاش الذي يُعتبر دمية بيد المدبرين والمُكيدين لتركيا، لقد اجتمع بمن يهمه الامر هناك ثم عاد جاهزا حسب وصفه حيث قال:" لقد عدنا جاهزين لملف الحكومة وما يتعلق بحزب العمال الكردستاني".
بعد محادثات السلام التي دارت بين انقرة-امرلي-ديار بكر والتي استمرت لسنتين ونصف، قام حزب العمال الكردستاني الطرف الاخر المعني بالمحادثات بإعلان انتهائها وبداية استئناف الصراع المسلح. يأتي اليوم صلاح الدين دميرطاش بمشروع سلام جديد اوعز به القائد اوجلان من سجنه. بعد جولته في بروكسل يعتقد ديميرطاش ان بإمكانه احضار مشروع سلام اخر ويلغي الأول وبشروطه وشروط حلفه مع حزب العمال الكردستاني!
بعد كل اعمال الإرهاب، وبعد كل القتل الذي طال كل برء من أطفال ونساء وشيوخ وحتى شرطة أبرياء، يعتقد ديميرطاش ان بإمكانه ان يعود ويطرح مشروع سلام بالنكهة والشروط والكيفية الغربية مع بعض الرشاوى هنا وهناك. يعتقد دميرطاش ان بإمكانه تمرير مشروع سلام بروكسل عبر رشوته لحزب العدالة والتنمية بانه "لن يكون هناك تعقيدات في تكوين الحكومة في الفترة المقبل" او عبر رشوة اوجلان اذ يريد تقديم نفسه ك "منديلا" جديد. يعتقد حزب العمال الكردستاني وجناحه السياسي حزب الشعوب الديمقراطية ان بإمكانهم تمرير خدعة التنظيم الموازي الذي كان يعتبر اردوغان الفاتح العظيم حتى ما ان سار قليلا عكس ما يرغبون انقلبوا عليه وأعلنوه الفاجر الطاغوت الديكتاتور العظيم. يعتقد اوجلان ان خدعة تقديم نفسه ك "منديلا" قد تلامس عواطف هنا او هناك في حزب العدالة والتنمية او في أحزاب أخرى، أرد عليه قائلا" لا لن تنطلي خدعتكم علينا ثانية، ولن تمر رشوة "منديلا" الا إذا قدمتم مقابل معقول لأنقرة" فما الذي تستطيعون تقديمه؟
دور اوجلان مهم جدا من اجل سلام دائم، لكن المهم هو رؤية ديار بكر والشعب الكردي مع احزابه وتوجهاته، فلا سلام حقيقي يمكن ان يكون قادم من بركسل ا أي دولة غربية؛ لان كل هؤلاء لم يكن يما همهم تركيا بل كل تدخلاتهم اثبتت عكس ذلك، اذ ان رغبتهم بإسقاط تركيا كانت وما زالت ظاهرة لكل متابع لبيب، فسلاك تركيا لا يكون من بركسل، سلام تركيا يكون من تركيا ومن انقرة وبين أطراف الشعب التركي.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس