أكرم قزيل تاش - صحيفة تقويم – ترجمة وتحرير ترك برس
نرى التشابه الكبير الذي يظهر عليه الاعلام الخارجي مع بعض وسائل الاعلام الداخلي، هذا التشابه يدعوا الى الريبة والقلق، فهل اعلام الدول الغربية يأخذ معلوماته من إعلامنا المعارض او من اعلام الإرهابيين في تركيا؟ ام ان وسائل الاعلام التركية هي من تنقل عنهم؟ موضوع مثير للريبة ويجب ان يبحث فيه.
لكن المهم اليوم هو ما نقلته صحيفة التايم الإنجليزية في تغطيتها للأحداث في الشرق الأوسط، حيث كتبت بان تركيا وبسبب "ضعف البصر" تقوم بحملاتها العسكرية وضرباتها الجوية على حزب العمال الكردستاني بدل مساندة الأخير. يتهمون تركيا وانقرة بضعف البصر وهم "العميان" عن كل جرائم التنظيم الإرهابي، فحزب العمال الكردستاني هو من يقتل الأبرياء من الأطفال والنساء وكبار السن، ويقوم بعمليات الحرق والنهب وقطع الطريق.
ام انهم لا يرون الا ما يريدون؟ والغريب في الموضوع ان تطلب الصحيفة البريطانية من تركيا وانقرة ان تدعم حزب العمال الكردستاني! كيف يتوقون ويجرؤون على طلب مثل هذا؟ بدعوا محاربة تنظيم إرهابي يطلبون دعم اخر؟ الا يعلمون بان تركيا ترى في التنظيمين الإرهاب والاجرام؟ حتى ان المخابرات التركية اكدت ان علاقة جيدة تربط بين التنظيمين وان استخدام وحدات حماية الشعب الكردي ذريعة محاربة داعش ما هي الا خدعة لتحقيق أهدافها القومية.
بعد ان سيطرت داعش على الموصل بمليشيات قوامها 1500، واخرجت الجيش العراقي الذي كان يزيد تعداده عن 40 ألف مقاتل بدون قتال، كانت أسئلة الشك والريبة تزيد وتزيد حتى ان قامت داعش بتسليم تل ابيض على طبق من ذهب لوحدات حماية الشعب، ما جعل تركيا توقن بان كلا التنظيمين يملكان مستويات عالية من التنسيق بين بعضهما البعض؛ الامر الذي دفع تركيا الى التحرك لإنقاذ الموقف بنفسها.
ثم كان التنسيق بين الطرفين في عملية سوروج الذي استخدمه حزب العمال الكردستاني من اجل تبرير انسحابه من محادثات السلام وليشرع في عملياته الإرهابية، بعد كل هذا كان على تركيا التصرف ضد كلا التنظيمين، لتحجم تنظيم داعش وتقضي على حلم دولة حزب العمال الكردستاني.
تعتقد التايم الإنجليزية وبعض وسائل الاعلام الداخلية انهم بهذا العمى عن الإرهاب الداخلي، ومن ثم دعواتهم الى ان تكون الحملة التركية فقط على داعش، بأنهم وبهذا العمى يستطيعون اقناع تركيا! فتركيا ترى ان الحرب هي حرب على الإرهاب؛ إرهاب حزب العمال الكردستاني وإرهاب داعش.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس