خاص ترك برس

كُتِب وقيل الكثير بحق الدولة التركية، ووقعت محاولات لإضفاء الشرعية على الأعمال الإرهابية التي تحدث بحجة أن تصريحاته المُستفزّة، تقف وراء تلك العمليات. وعَمِد آخرون إلى إقناع الرأي العام التركي بأنّ الأعمال الإرهابية التي تحدث في البلاد والتي يقوم بها تنظيم حزب العمال الكردستاني، تأتي كردّة فعل على السياسة العدائية التي ينتهجها الرئيس أردوغان.

أردوغان، الذي وقف وراء عملية المصالحة الوطنية منذ عام 2005، والذي دافع عنها بكل قوة، تعرض في الآونة الأخيرة لمؤامرات وافتراءات تتهمه بأنه هو من أنهى هذه العملية وأنّ الصراع الدائر الآن بين القوات التركية وعناصر تنظيم (PKK)، إنما هو مجرد محاولة منه لفرض النظام الرئاسي في البلاد. وهذه الادعاءات تشبه إلى حد ما تلك الادعاءات التي أُطلقت عندما وقعت اعتداءات 11 أيلول/ سبتمبر في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث كتبت بعض الصحف آنذاك بأنّ الرئيس الأمريكي "جورج بوش" هو من كان يقف وراء تلك التفجيرات الإرهابية.

التسلسل الزمني للأحداث لا بدّ أن يُنظر إليه من خلال مصفاة سياسية. ولكي نتمكن من تحليل التسلسل الزمني لعملية المصالحة الوطنية بالشكل الصحيح، علينا أنّ نعود ونبدأ منذ عام 2005. ولذلك علينا أن نبدأ من خطاب الرئيس أردوغان الذي ألقاه عام 2005 في ولاية ديار بكر، مرورًا بالمحادثات التي جرت بين أجهزة الاستخبارات التركية وعناصر تنظيم (PKK) إضافة إلى المحادثات التي جرت في أوسلو وأحداث خابور المعروفة، وانتهاءًا بالمفاوضات التي بدأت مع زعيم هذا التنظيم المسجون في جزيرة إيمرالي "عبد الله أوجلان".

حتّى أنه يمكن القول إن من الأصح أن نقوم بتحليل هذا التسلسل الزمني اعتبارًا من اللقاءات التي جرت عام 1993 واللقاءات التي حصلت في عام 1998.

والآن لنبدأ بتتبع سير الأحداث منذ بدايتها قبل عامين ونصف.

16 كانون الأول/ ديسمبر عام 2012: قام رئيس هيئة الاستخبارات التركية "هاكان فيدان" بزيارة جزيرة إيمرالي والتقى هناك بزعيم حزب العمال الكردستاني المعتقل "عبد الله أوجلان".

29 كانون الأول/ ديسمبر عام 2012: أعلن رئيس الوزراء "رجب طيب أردوغان" على قناة (TRT) الحكومية عقد لقاءات مع أوجلان.

3 كانون الثاني/ يناير 2013: تمّ تشكيل لجنة من حزب السلام والديمقراطية (BDP) لإجراء أول زيارة إلى الجزيرة، حيث ضمّ الوفد آنذاك كلاً من النواب أحمد تورك وألطان طان وعائلة أكاد.

8 كانون الثاني/ يناير 2013: قامت جهة مجهولة باغتيال ثلاثة ناشطات أكراد من حزب العمال الكردستاني (سكينة جانسيز وفيدان ضوغان وليلى صويماز) في العاصمة الفرنسية باريس.

10 كانون الثاني/ يناير عام 2013: قام رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان بتقييم مسألة طلب إصدار قانون في البرلمان التركي بخصوص الانسحاب، وذلك أثناء عودته من جولته الأفريقية.

17كانون الثاني/ يناير عام 2013: تمّ تنظيم مراسم دفن عناصر تنظيم (PKK) الذين قتلوا في العاصمة الفرنسية باريس، حيث حصر تلك المراسم مئات الآلاف.

24 شباط/ فبراير عام 2013: تمّ الإعلان عن تأسيس الجناح المدني لتنظيم حزب العمال الكردستاني (حركة الشباب الثوريين المحبين للوطن).

28 شباط/ فبراير عام 2013: نشر أحد الصحفيين المقربين من حزب الشعوب الديمقراطية الكردي، وثائق وسندات حول ما دار من نقاش بين وفد حزب السلام والديمقراطية (BDP) وزعيم تنظيم (PKK) في 23 شباط من عام 2013. ومن بين تلك الوثائق، رسالة رجل الأعمال "عثمان قافالا" التي دعا فيها أوجلان إلى عدم تأييد إحلال النظام الرئاسي في تركيا. وعقب هذه التسريبات قامت إدارة حزب السلام والديمقراطية الكردي، بإبعاد شخصين عن الحزب اشتُبه فيهما بالقيام بعملية التسريب.

21 آذار/ مارس عام 2013: تمّت قراءة رسالة عبد الله أوجلان أمام الحشود المجتمعة من أجل إحياء عيد النيروز، حيث دعا خلالها إلى التخلي عن السلاح وبدء الكفاح السياسي. وقال حينها أوجلان العبارة التالية: "حان وقت التخلي عن السلاح وانسحاب العناصر المسلحة إلى خارج الأراضي التركية. وهذا لا يعني نهاية الصراع. إنما يعني بداية كفاح من نوع آخر".

4 نيسان/ أبريل عام 2013: تمّ تشكيل لجنة الحكماء المؤلفة من 63 شخص، وبدؤوا بالتجول في أنحاء تركيا للتحاور من أجل حلّ القضية الكردية.

15 نيسان/ أبريل عام 2013: قام الوفد الخامس لحزب السلام والديمقراطية بزيارة زعيم حزب العمال الكردستاني في جزيرة إيمرالي.

18 نيسان/ أبريل 2013: تمّ التوقيع على بروتوكول بين وزارة الداخلية ورئاسة هيئة الأركان العامة للجيش والقوات المسلحة، يقضي يمنح صلاحيات للقوات التركية بإجراء مداهمات بأمر من والي المحافظة.

20 نيسان/ أبريل عام 2013: بدأ رئيس حزب الحركة القومية "دولت بهتشلي" بتنظيم مسيرات مناهضة لعملية المصالحة الوطنية الجارية في تركيا. بالمقابل بدأ رئيس حزب الشعب الجمهوري "كمال كليجدار أوغلو" بتوجيه تُهمٍ للحكومة التركية مفادها أنّ تنظيم (PKK) هو من يتحكم بسير عملية المصالحة وأنّ الحكومة تنجرّ وراء مطالب هذا التنظيم.

25 نيسان/ أبريل عام 2013: أعلن مراد قارايلان أحد قادة جبل قنديل أمام مئات الصحفيين بأنّ التنظيم سيبدأ بعملية الانسحاب من الأراضي التركية اعتبارًا من 8 أيار/ مايو عام 2013.

30 نيسان/ أبريل عام 2013: وصل عدد الذين تمّ إخلاء سبيلهم من عناصر تنظيم اتحاد المجتمعات الكردية (KCK) إلى 200.

7 أيار/ مايو عام 2013: أعلن رئيس حزب السلام والديمقراطية "صلاح الدين ديميرطاش قائلاً: "إنّ عملية انسحاب عناصر تنظيم حزب العمال الكردستاني سيبدأ بشكل رسمي اعتبارًا من يوم غد ونتوقع أن تستمر عملية الانسحاب لمدّة تتراوح بين ثلاثة أشهر وأربعة أشهر. وبخصوص عملية الانسحاب فقد قامت الحكومة التركية بأخذ بعض التدابير الإدارية".

8 أيار/ مايو عام 2013: عُقد أول اجتماع للجنة التمحيص البرلماني حول مسألة المصالحة الاجتماعية في تركيا، حيث امتنع حزبي الحركة القومية والشعب الجمهوري من إرسال ممثلين لهما إلى هذا الاجتماع.

29 أيار/ مايو عام 2013: بدأت في مدينة إسطنبول أحداث غيزي بارك الشهيرة. ومن اليوم الأول من بدء هذه الأحداث بدأت نداءات (أين الأكراد) في الساحات والميادين.

7 حزيران/ يونيو عام 2013: قال صلاح الدين ديميرطاش الذي زار عبد الله أوجلان في جزيرة إيمرالي: "إنّ أوجلان يحيي المقاومين في ميدان تقسيم ويوصيهم بعدم الرد على الحركات الاستفزازية وعدم ترك الميادين والساحات لأنصار الأرغينيكون".

26 حزيران/ يونيو عام 2013: عقد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان لقاء مع وفد لجنة الحكماء للاستماع إلى تقاريرهم التي أعدّوها خلال جولتهم على المناطق الجنوبية والشرقية، وذلك في قصر "دولما بهتشي" بمدينة إسطنبول. وقد تخلّف بعض أعضاء اللجنة عن حضور الاجتماع بسبب أحداث غيزي بارك التي حصلت في إسطنبول. وخلال الاجتماع تمّ توجيه السؤال التالي لأردوغان: "انسحبت عناصر تنظيم (PKK)، فما هي الخطوات التي ستقدم عليها الحكومة التركية الأن" فأجاب أردوغان بأنّه لم ينسحب سوى 15 بالمئة منهم إلى خارج الأراضي التركية.

2 تموز/ يوليو عام 2013: وفاة المواطن "مدني يلدريم" في منطقة ليجا التابعة لولاية دياربكر، وذلك أثناء المظاهرات المندّدة ببناء الحكومة التركية للمخافر في تلك المنطقة. مع العلم أنّ بناء المخافر لم تبدأ في تلك الفترة وكان جزء كبير من هذه المخافر قد تمّ الانتهاء من بنائه عندما بدأت عناصر التنظيم بالانسحاب من الأراضي التركية، حيث قامت المظاهرات المناوئة بناءً على دعوة حزب العمال الكردستاني التي أطلقها في شهر حزيران الماضي.

5 تموز/ يوليو عام 2013: تمّ اختيار جميل "باييك" أحد القياديين العسكريين لتنظيم حزب العمال الكردستاني في جبل قنديل ومعه "بيسي هوزاط" لرئاسة اتحاد المجتمعات الكردية (KCK).

10 تموز/ يوليو عام 2013: قامت حركة شباب محبي الوطن الثورية (YDG – H) التي أعلنت عن يمينها الدستوري عبر حسابها الرسمي على التويتر، بإنشاء فروع لها في الولايات التركية، فبدؤوا عقب ذلك بعمليات قطع الطرق وحرق السيارات الحكومية والمدنية.

31 تموز/ يوليو عام 2013: أدلى القيادي العسكري في تنظيم حزب العمال الكردستاني "جميل باييك" بتصريحات لهيئة الإذاعة البريطانية (BBC)، أكّد فيها بأنّ التنظيم سيوقف عملية الانسحاب في حال لم تقم الحكومة التركية بخطوات ملموسة حتّى تاريخ 1 أيلول القادم. ولم يكتفي بهذا بل وجّه إنذارًا يتضمّن عودة العناصر التي انسحبت مجدّدًا إلى الأراضي التركية.

11 آب/ أغسطس عام 2013: تمّ تأسيس أول جمعية يتضمن اسمها كلمة "كردستان".

12 آب/ أغسطس عام 2013: قام رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري (PYD) "صالح مسلم" بزيارة رسمية إلى العاصمة التركية أنقرة، حيث عقد عدّة لقاءات رسمية مع المسؤولين الأتراك فيها.

19 آب/ أغسطس عام 2013: أفاد جميل باييك بأنه في حال تمّ إفشال مسيرة المصالحة الوطنية، فإنّ الأوضاع الأمنية داخل تركيا ستتدهور أكثر من ذي قبل.

9 أيلول/ سبتمبر عام 2013: أعلن اتحاد المجتمعات التركية (KCK) أنّ انسحاب عناصر تنظيم حزب العمال الكردستاني من الأراضي التركية، قد توقف بشكل كامل.

30 أيلول/ سبتمبر عام 2013: أعلنت الحكومة التركية عن حزمة الإصلاحات الديمقراطية في البلاد. وتمّ بفضل القوانين التي تضمنتها هذه الحزمة، السماح بفتح مدارس خاصّة تعلّم طلابها باللغة الكردية. كما تمّ إلغاء ترديد بعض الأناشيد الوطنية من المدارس الحكومية.

29 تشرين الأول/ أكتوبر عام 2013: طالب جميل باييك بتعيين جهة ثالثة لمراقبة سير عملية المصالحة الوطنية الجارية بين الأكراد والحكومة التركية.

16 تشرين الثاني/ نوفمبر عام 2013: التقى رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان برئيس إقليم كردستان العراق "مسعود برزاني والمغني الكردي الشهير "شيوان برفير" في اجتماع شعبي حاشد بولاية دياربكر. وخلال الخطاب الذي ألقاه في التجمع، دعا أردوغان عناصر التنظيم إلى إلقاء السلاح والعودة إلى حضن الوطن، مشيرًا إلى وجوب عدم المتاجرة بدماء مواطني الدّولة التركية، حيث طمأن الجميع بأنّ تركيا الجديدة الخالية من المشاكل والنزاعات العرقية، قادمة لا محالة.

3 كانون الأول/ ديسمبر عام 2013: ألقى جميل باييك خطابًا حول آخر التطورات في تركيا، قال فيه: "إذا استمر الوضع على هذا المنوال، فلا بدّ من نشوب حرب في تركيا. لقد أمهلنا الحكومة التركية فرصة لتحقيق مطالبنا حتّى الربيع القادم، فإن تمّ تحقيق هذه المطالب من قِبل الحكومة التركية فإنّ المشكلة سوف يتمّ حلّها عن طريق المصالحة. وإن لم يتمّ قبول شروطنا فإننا لا يُمكننا الاستمرار بهذا الشكل مع الأتراك".

6 كانون الأول/ ديسمبر عام 2013: مقتل مواطن في منطقة "جوقورأوفا" لدى مشاركته في عمليات احتجاج حصلت في تلك المنطقة بسبب رغبة بعض الأطراف في إعلان مقبرة تابعة لتنظيم حزب العمال الكردستاني باسم التنظيم.

17 كانون الأول/ ديسمبر عام 2013: قام أتباع الكيان الموازي الذي يتزعمه فتح الله غولن، بإجراء مداهمات ضدّ منازل بعض أولاد الوزراء في الحكومة التركية، وذلك عقب تردّي العلاقات بين الكيان والحكومة التركية التي أرادت إغلاق كافة المعاهد وتحويلها إلى مدارس خاصّة. واصطُلِح على تسمية الأحداث المرتبطة بهذه المداهمات بأحداث 17/25 كانون الأول/ ديسمبر الشهيرة.

11 كانون الثاني/ يناير عام 2014: أقرّ زعيم حزب العمال الكردستاني "عبد الله أوجلان" المسجون في جزيرة إيمرالي، عبر بيان أرسله مع الوفد الكردي الذي زار الجزيرة، بأنّ ما قام به مؤيدو الكيان الموازي في أجهزة القضاء والشرطة، محاولة للانقلاب على الحكومة التركية. حيث جاء في بيان أوجلان أنذاك التالي: "ليعلم الذين يريدون إشعال النار في البلاد من خلال محاولة الانقلاب على الحكومة، أننا نحن الأكراد لن نكون وقوداً لهذا النار. فمحم كما كنا، سنظلّ نقف صامدين في وجه محاولات الانقلاب".

17 كانون الثاني/ يناير عام 2014: تمّ نشر صور عبد الله أوجلان مع وفد حزب الشعوب الديمقراطية في جزيرة إيمرالي في وسائل الإعلام.

21 كانون الثاني/ يناير عام 2014: أعلن حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري، الاستقلال الذاتي في المناطق الخاضعة لسيطرته. وتخلّل ذلك الإعلان عن قيام الدّولة التركية بدعم جبهة النصرة المحاربة في سوريا، وذلك عبر الوسائل الإعلامية الموالية لتنظيم حزب العمال الكردستاني.

15 آذار/ مارس عام 2014: أعلن اتحاد المجتمعات التركية (KCK) مجدّدًا انتهاء عملية المصالحة الوطنية. حيث تمّ الإعلان عبر بيان مكتوب أنّ حكومة حزب العدالة والتنمية قضت على آمال المصالحة الوطنية وأنّ العملية لا يمكن أن تستمر مع حكومة حزب العدالة والتنمية بهذا الشكل.

17 آذار/ مارس عام 2014: أدلى أحد أهم قياديي حزب العمال الكردستاني "مراد قارايلان" بتصريحات قال فيها: "لا يمكن لتنظيم (PKK) التخلي عن السلاح، مادام زعيم التنظيم عبد الله أوجلان قابع في السجن. وعلى الجميع ان يعلم أنّه في حال عدم اتخاذ خطوات جادة من قِبل الحكومة التركية عقب الانتخابات المحلية التي ستجري في 30 آذار القادم، فإنّ عملية المصالحة الوطنية سوف تنتهي بشكل فعلي".

21 آذار/ مارس عام 2014: تمّ قراءة رسالة عبد الله أوجلان أمام حشد جماهيري كبير في ولاية دياربكر بمناسبة عيد النيروز الذي يحتفل به الأكراد كل عام والذي يصادف تاريخ 21 آذار، حيث جاء في الرسالة مايلي: "لم نخف عندما كما مقاومين، ولن نخاف عندما نجلس إلى طاولة الصلح".

30 آذار/ مارس عام 2014: أجريت الانتخابات المحلية في تركيا. وفي هذه الانتخابات وعلى عكس كلّ التوقعات، أظهر حزب العدالة والتنمية أنه ما يزال يحظى بثقة الناخب التركي من خلال حصوله على نسبة 45 بالمئة من الأصوات. فالكل كان يعتقد أنّ ثقة المواطنين الأتراك بحزب العدالة والتنمية تزعزعت عقب أحداث 17/ 25 كانون الثاني/ ديسمبر التي قام بها عناصر الكيان الموازي.

26 نيسان/ أبريل عام 2014: أجرى البرلمان التركي تغييرًا في القوانين المتعلقة بجهاز الاستخبارات. وبحسب التغييرات الجديدة، فقد أصبح بإمكان العاملين في أجهزة الاستخبارات التركية، عقد لقاءات مع المحكومين والمساجين إن اقتضى الأمر ذلك، وذلك بشرط إعلام الجهات العليا بذلك قبل عقد اللقاء. كما يمكنهم الجلوس إلى طاولة المفاوضات أيضًا حتى مع المجموعات الإرهابية إذا كانت هناك ضرورة لفعل ذلك.

1 حزيران/ يونيو عام 2014: قام وفد حزب الشعوب الديمقراطية بزيارة جزيرة إيمرالي. ولدى لقائهم بزعيم حزب العمال الكردستاني، قال الأخير إنّ هناك حقيقة لا يمكن نكرانها وهي أنّ عملية المصالحة الوطنية دخلت مرحلة جديدة.

4 حزيران/ يونيو عام 2014: بدأ في ميدان بلدية ولاية دياربكر، اعتصام لأمهات الشبان الذين تمّ اختطافهم من قِبل حزب العمال الكردستاني واقتيادهم إلى الجبال لإجبارهم على حمل السلاح ضدّ الدّولة التركية، حيث قامت الأمهات بالمطابة بإعادة أولادهنّ إلى بيوتهم. ومع استمرار الاعتصام قامت عناصر البلدية التابعة لحزب الشعوب الديمقراطي الكردية، بإجبار الأمهات على فكّ الاعتصام، وصرّح رئيس حزب الشعوب الديمقراطي "صلاح الدين ديميرطاش" بأنّ الأمهات اللاتي نظّمن الاعتصام يتقاضين أجورًا من قِبل جهاز الاستخبارات التركية كي يستمرّوا في اعتصامهم.

5 – 6 حزيران/ يونيو عام 2014: توفي شخصان في منطقة ليجا التابعة لولاية دياربكر أثناء مشاركتهما في مظاهرات مندّدة ببناء مخافر في هذه المناطق.

6 حزيران/ يونيو عام 2014: نظّم حزب العدالة والتنمية مؤتمرًا في ولاية ديا ربكر من أجل إحياء مسيرة المصالحة الوطنية من جديد.

9 حزيران/ يونيو عام 2014: تمّ إنزال العلم التركي الموجودة داخل سور قيادة القوات الجوية الثانية في ولاية دياربكر من قِبل أحد عناصر تنظيم حزب العمال الكردستاني. وعقب هذه العملية صرّح عبد الله أوجلان بأنّ هذا التصرف يُعدّ تحريضًا وأمر تنظيمه بالتحقيق في تداعيات الحادثة.

10 حزيران/ يونيو عام 2014: قَبِل البرلمان التركي، النظر في مشروع قانون يؤدي إلى إنهاء العمليات الإرهابية في البلاد وعقد المصالحة الاجتماعية التي من شأنها ترسيخ أواصر الوحدة الوطنية في تركيا. وبذلك تكون لعملية المصالحة الوطنية قاعدة قانونية وحقوقية.

11 تموز/ يوليو عام 2014: تمّ إخلاء سبيل آخر معتقلين من عناصر اتحاد المجتمعات الكردية في ولاية دياربكر.

5 آب/ أغسطس عام 2014: قام وفد حزب الشعوب الديمقراطي بزيارة جزيرة إيمرالي مجدّدًا، حيث حمّل رئيس التنظيم أوجلان الوفد رسالة قال فيها: "لقد دخل الصراع المسلح الذي دام لأكثر من 30 عام مرحلة النهاية عبر مفاوضات ديمقراطية كبيرة".

10 آب/ أغسطس عام 2014: جرت انتخابات رئاسة الجمهورية في تركيا، واعتلى بنتيجة هذه الانتخابات "رجب طيب أردوغان" سدّة الحكم وذلك بحصوله على 52 بالمئة من أصوات الشعب التركي. وتعتبر هذه الانتخابات الأولى من نوعها، حيث اختار الشعب بنفسه رئيس البلاد.

19 آب/ أغسطس عام 2014: تمّ رفع تمثال الإرهابي "محسوني قورقماز" الذي ينتمي لتنظيم (PKK) في منطقة ليجا التابعة لولاية دياربكر، وعقب هذه الخطوة أقرّت المحكمة بضرورة إزالة التمثال، فحدث شجار بين موالي التنظيم والشرطة، وقُتل على إثر ذلك شخصان.

27 – 28 آب/ أغسطس عام 2014: تولّى أحمد داود أوغلو الذي كان يشغل منصب وزير الخارجية التركية، منصب رئاسة حزب العدالة والتنمية ورئاسة الوزراء التركية.

3 أيلول/ سبتمبر عام 2014: قام رئيس هيئة الاستخبارات التركية "هاكان فيدان" بزيارة جزيرة إيمرالي، حيث توصّل إلى اتفاق مع زعيم حزب العمال الكردستاني "عبد الله أوجلان" إلى صيغة لمتابعة عملية المصالحة الوطنية. وقام كلّ من سرّي سريا أوندار وبارفين بولدان، بإبلاغ قادة جبل قنديل بالصيغة المتفق عليها بين أوجلان وفيدان.

10 أيلول/ سبتمبر عام 2014: التقى رئيس الوزراء التركي الجديد "أحمد داود أوغلو" بوفد حزب الشعوب الديمقراطي، وتوعّد خلال اللقاء بتسريع عملية المصالحة الوطنية، مقابل تعهّد الطرف الكردي بعدم قيام عناصر تنظيم حزب العمال الكردستاني بأعمال إرهابية في البلاد.

15 أيلول/ سبتمبر عام 2014: حاصر عناصر تنظيم الدّول (داعش) بلدة عين العرب (كوباني) السورية ذات الأغلبية الكردية. وعقب هذا الحصار بدأ الإعلام الموالي لتنظيم (PKK) بالترويج عبر صور كاذبة لتقديم القيادة التركية السلاح والعتاد لعناصر داعش.

20 أيلول/ سبتمبر عام 2014: استقبلت الحكومة التركية ما يقارب 100 ألف من أهالي بلدة كوباني الذين نزحوا إلى الأراضي التركية عقب اقتراب عناصر داعش من بلدة كوباني. وفي نفس اليوم تمّ جلب الرهائن الأتراك البالغ عددهم 49، والذين تمّ اختطافهم من قِبل عناصر داعش في مدينة الموصل العراقية إلى تركيا.

2 تشرين الأول/ أكتوبر عام 2014: أصدر البرلمان التركي مذكرة تخويل القوات المسلحة بالقيام بعمليات عسكرية داخل الأراضي السورية.

3 تشرين الأول/ أكتوبر عام 2014: قامت عناصر تنظيم حزب العمال الكردستاني بالاعتداء على مخفر للقوات التركية في منطقة بولمور التابعة لولاية طونجلي، وذلك بحجة أنّ القيادة التركية تقدّم الدعم العسكري لعناصر داعش.

6 و7 و8 تشرين الأول/ أكتوبر عام 2014: قام كلّ من حزب الشعوب الديمقراطي (HDP) واتحاد المجتمعات الكردية (KCK) بدعوة الشعب للنزول إلى الشوارع نصرة لأهالي بلدة كوباني، حيث قام مؤيدو هذين الفصيلين بتكسير وتحطيم المرافق العامة والمباني التابعة لحزب "هدى بار" وحزب العدالة والتنمية في المناطق الجنوبية في البلاد، وذلك بحجة أنّ هذين الحزبين يقومان بدعم داعش بالسلاح والمقاتلين. وقد نتج عن الاشتباكات التي دارت خلال الأيام الثلاثة لأعمال الشغب، مقتل 52 شخص في مناطق متفرقة في جنوب البلاد. وبالتزامن مع استمرار أعمال الشغب هذه وجّه زعيم تنظيم (PKK) نداءً بضرورة إنهاء هذه المظاهرات، وأردف قائلًا: "إذا ما سقطت بلدة كوباني السورية بيد عناصر داعش، فإنّ عملية المصالحة الوطنية سوف تنتهي".

11 تشرين الأول/ أكتوبر عام 2014: قال جميل باييك بأنّ تفويض البرلمان التركي للقوات المسلحة بشنّ حملة عسكرية داخل الأراضي السورية في حال تطلب الأمر ذلك، يُعدّ بمثابة إعلان للحرب، وأنّهم قاموا بإعادة كافة الوحدات المقاتلة المنسحبة، إلى داخل الأراضي التركية من جديد.

13 تشرين الأول/ أكتوبر عام 2014: حدث اشتباك بين القوات التركية وعناصر تنظيم حزب العمال الكردستاني الذين حاولوا التسلل إلى داخل مقر للقوات التركية في ولاية طونجلي.

19 تشرين الأول/ أكتوبر عام 2014: أجرى رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو اجتماعًا مع لجنة الحكماء، استمرّ لمدّة 11 ساعة. وفي نفس اليوم قام رئيس هيئة الاستخبارات التركية "هاكان فيدان" بالاجتماع مع عبد الله أوجلان في جزيرة إيمرالي.

20 تشرين الأول/ أكتوبر عام 2014: قامت الطائرات الأمريكية بإنزال الأسلحة والذخائر لعناصر تنظيم حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي في بلدة كوباني السورية.

21 تشرين الأول/ أكتوبر عام 2014: قام وفد حزب الشعوب الديمقراطي بزيارة جزيرة إيمرالي، حيث أفاد أوجلان خلال اللقاء بأنه تمّ اتخاذ خطوات جديدة في تاريخ 15 تشرين الأول/ أكتوبر، وأنّ عملية المصالحة الوطنية دخلت مرحلة جديدة وأنّ هناك خطوات ملموسة سيتمّ تنفيذها في هذا الصّدد.

25 تشرين الأول/ أكتوبر عام 2014: تمّ اغتيال ثلاثة ضباط وهم يرتدون الزي المدني في منطقة "يوكسك أوفا" التابعة لولاية طونجلي.

29 تشرين الأول/ أكتوبر عام 2014: أعلنت النائبة البرلمانية في حزب الشعوب الديمقراطي "عيسال طوغلوق" أنّ حزب العدالة والتنمية لم يعد شريكا في عملية المصالحة الوطنية، ودعت القوى العلمانية لأخذ مكانها في العملية.

30 تشرين الأول/ أكتوبر عام 2014: تمّ اغتيال الضابط التركي "مجدت أيدوغدو" الذي كان يتجول في سوق شعبية بولاية دياربكر برفقة زوجته.

4 تشرين الثاني/ نوفمبر عام 2014: قام شخص مجهول الهوية باقتحام مقر حزب الشعوب الديمقراطية وجرح أحد العاملين في إدارة الحزب.

24 تشرين الثاني/ نوفمبر عام 2014: أعلن أحد قياديي اتحاد المجتمعات الكردية "صبري أوك" أن التخلّي عن السلاح ليس محط نقاش بين قيادات الأكراد.

18 كانون الأول/ ديسمبر عام 2014: أدلى جميل باييك بتصريحات لصحيفة "ديي ويلت" الألمانية، أفاد فيها بأن الخليفة الحقيقية لتنظيم داعش ليس البغدادي وإنه رجب طيب أردوغان.

20 كانون الأول/ ديسمبر عام 2014: قال جميل باييك: "إن التخلّي عن السلاح يُعد بمثابة الموت بالنسبة لهم".

27 كانون الأول/ ديسمبر عام 2014: حدثت اشتباكات في منطقة جيزره بين أنصار حزب الهدى بار وأنصار حركة شباب نحبي الوطن الثورية، ما أدّى ذلك إلى قلق بين الأوساط السياسية وبدأت التخوفات في أن تتصاعد هذه الاشتباكات وترتقي إلى مستوى الصراعات التي حدثت بين أنصار حزب الله التركي وعناصر تنظيم (PKK).

23 كانون الثاني/ يناير عام 2015: بدأ أعضاء حزب الشعوب الديمقراطي بنقل الرسائل بين القيادات العسكرية لتنظيم (PKK) في جبل قنديل وزعيم التنظيم أوجلان في جزيرة إيمرالي. وفي هذه الاثناء طلبت الحكومة التركية من زعيم تنظيم حزب العمال الكردستاني، نوجيه نداء أخير لعناصره بالتخلي عن العمليات المسلحة والانسحاب إلى خارج الأراضي التركية، وذلك من أجل إتاحة الفرصة للعمل بمسيرة المصالحة الوطنية من جديد. وبناء على هذا المطلب اشترط أوجلان إجراء إصلاحات في العديد من المجالات وعلى رأسها قضية المرأة والبيئة وتنظيم المدن الكردية. وعقب الإعلان عن شروط أوجلان، قامت قيادات التنظيم في جبل قنديل بالمطالبة بتحقيق مطالب أوجلان، كشرط مبدئي لترك السلاح. إلّا أنّ الحكومة التركية رفضت هذه المطالب بحجة أنّ التنظيم يراوغ ويماطل وأنّ التنظيم لا ينوي التخلي عن السلاح.

وفي نفس اليوم أصدرت قيادة اتحاد المجتمعات الكردية التي التقت مع وفد من حزب الشعوب الديمقراطية بيانًا أفاد فيه بأن حزب العدالة والتنمية يتهرّب من مسؤولياته.

9 شباط/ فبراير عام 2015: تمّ تأجيل النظر في حزمة الأمن الداخلي للمرة الثانية في البرلمان التركي.

15 شباط/ فبراير عام 2015: زادت عدد الزيارات التي يجريها قيادة حزب الشعوب الديمقراطية إلى كل من جزيرة إيمرالي وجبل قنديل. وقام أعضاء الحزب بالإعلان عن الأضرار التي ستخلفها حزمة الأمن الداخلي لمسيرة المصالحة الوطنية.

22 شباط/ فبراير عام 2015: تمّ نقل رفاة سليمان شاه من داخل الأراضي السورية إلى قرية اشما القريبة من الحدود التركية، وذلك من خلال عملية عسكرية ناجحة.

25 شباط/ فبراير عام 2015: أفاد رئيس حزب الشعوب الديمقراطي "صلاح الدين ديميرطاش" بأن زعيم تنظيم (PKK) عبد الله أوجلان حدّد 10 بنود كشروط استباقية يجب تحقيقها من قِبل الحكومة التركية من أجل تخلّي عناصره عن السلاح. كما أضاف أن عبد الله أوجلان وجّه نداءًا مشروطًا لعناصره بالتخلي عن السلاح.

28 شباط/ فبراير عام 2015: تمّ التفاهم بين أوجلان وقيادات جبل قنديل بخصوص عقد مؤتمر يتم خلاله الإعلان عن التخلّي عن الكفاح المسلح ضد الدّولة التركية. ولضمان تنفيذ الحكومة التركية للبنود العشرة التي طالب بها أوجلان، تم الاتفاق على الإعلان عن حزمة ديمقراطية واسعة تتضمّن البنود العشرة والإعلان عن هذه الحزمة بحضور ممثلين عن الحكومة التركية. وعقب هذا الاتفاق، تمّ عقد اجتماع في قصر دولما بهتشي بمدينة إسطنبول، حضره من الجانب الحكومة كلٍّ من نائب رئيس الوزراء يالجين أكدوغان ووزير الداخلية أفقان آلا والنائب البرلماني في صفوف العدالة والتنمية ماهر أونال ومستشار الأمن العام المشرف على المحادثات مع عبد الله أوجلان محمد درويش أوغلو، كما حضر من الجانب الكردي كل من نواب حزب الشعوب الديمقراطي سري سريا أوندار وإدريس بالوكان وبرفين بولدان، حيث قام سرّي سريا أوندار بقراءة المطالب العشرة لأوجلان أمام الحضور وعلى شاشات التلفاز. وبعد عشرين دقيقة فقط من إعلان البنود العشرة، جاءت أولى الانتقادات لهذه البنود من رئيس حزب الشعوب الديمقراطي "صلاح الدين ديميرطاش" حيث تحجّج خلال تصريحاته بحزمة الأمن الداخلي. فقد قال حينها: "لا يمكن للحكومة التركية أنّ تصرّ على تطبيق حزمة الأمن الداخلي، وتقوم بنفس الوقت بالإعلان عن أنها تسعى لإصدار حزمة من الإصلاحات الديمقراطية، فهذا تناقض كبير من قِبل الحكومة التركية. فهذا الاتفاق الذي تمّ الإعلان عنه لا يمكن أن يكون حلًا ولا يمكن أن يجلب السلام. فالسياسة التي تتبعها الحكومة التركية، توحي بأنها لا ترغب في حلّ الأزمة".

وبعد تصريحات ديميرطاش هذه، جاءت تصريحات من القيادي العسكري لتنظيم حزب العمال الكردستاني "مصطفى قاراسو" حيث تساءل خلالها عن مدى جدية حكومة العدالة والتنمية في تنفيذ البنود التي طالب بها أوجلان، فقد قال في هذا السياق: "علينا أن نبحث عن جواب دقيق عن مدى جدية حكومة العدالة والتنمية في تنفيذ شروط أوجلان. فإن لم يتم تنفيذ هذه الشروط، فإن التنظيم لا يمكنه أن يتخلّى عن سلاحه".

11 آذار/ مارس عام 2015: قامت مراسلة قناة (IMC) "بانو غوفين" بزيارة جبل قنديل والتقت مع جميل باييك وبيسي هوزاط. وأكّد الاثنان أن تخلّي التنظيم عن السلاح ما هو إلّا دعاية انتخابية وأن عملية ترك السلاح لا يمكن إلّا من خلال مؤتمر يحضره عبد الله أوجلان شخصيًا. وهذا يعني أن التنظيم لن يعلن عن قرار ترك السلاح إلّا عندما يتم إطلاق سراح أوجلان. فقبل أن تقوم الحكومة التركية بتطبيق هذه الخطوات لا يمكننا عقد مثل هذا المؤتمر ولا يمكننا الإعلان عن شيء لسنا مقتنعين به".

17 آذار/ مارس عام 2015: قام رئيس حزب الشعوب الديمقراطي "صلاح الدين ديميرطاش" باعتلاء كرسي الخطاب في مقرّ البرلمان التركي وأعلن أنهم اتخذوا قرارًا بخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة تحت مظلّة الحزب وأنهم لن يدخلوا الانتخابات المقبلة كنواب مستقلّين كما جرت عليه العادة خلال الانتخابات الماضية، وعقب ذلك أفصح عن شعاره الانتخابي ونطق جملته الشهيرة قاصدًا بها الرئيس أردوغان، حيث قال في هذا الصّدد: "لن نسمح لك بأن تكون رئيسًا لن نسمح لك بأن تكون رئيسًا لن نسمح لك بأن تكون رئيسًا".

18 آذار/ مارس عام 2015: تمّ تسريب بعض أسماء أعضاء اللجنة التي سيتم تخصيصها لمراقبة عملية المصالحة الوطنية.

20 آذار/ مارس عام 2015: أعلن الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" أنه غير راضٍ عن تشكيل لجنة مختصّة بمراقبة مسيرة المصالحة الوطنية. حيث قال في هذا السياق: "تلقيت نبأ تشكيل لجنة المراقبة من خلال وسائل الإعلام، فلم يردني شيء من هذا القبيل. وعلي أن أكون واضحًا في هذا الصّدد، فأنا غير راضٍ عن هذه الخطوة، فمثل هذه الأمور يشرف عليها أجهزة الاستخبارات".

21 آذار/ مارس عام 2015: جدّد زعيم حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان خلال رسالة بعثها بمناسبة عيد النيروز، دعوة أنصاره لإلقاء السلاح وعقد مؤتمر للإعلان عن هذه الخطوة، ولكن خرج هذه المرة بشرط جديد وهو تشكيل لجنة تقصّي الحقائق وعقد المواجهات. فقد جاء في رسالة أوجلان ما يلي: "لقد حان الوقت لإنهاء الصراع المسلح الذي استمر لأكثر من أربعين عام ضد الدّولة التركية. والأن لا بدّ لنا من بدء صفحة جديدة في كفاحنا ونضالنا، ألا وهو النضال السياسي. وفي هذا السياق آمل أن يتم عقد مؤتمر خلال أقرب وقت ممكن لإعلان التخلّي عن السلاح والبدء بالكفاح السياسي لتحقيق مطالب الشعب الكردي. كما أتمنّى أن يكون المؤتمر الذي سيتم عقده بداية لمرحلة جديدة في تركيا".

22 آذار/ مارس عام 2015: أكّد الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" أثناء عودته من الزيارة الرسمية التي قام بها إلى أوكرانيا، أنّه غير راض عن المحادثات التي جرت في قصر دولما بهتشي بين الوفد الكردي والوفد الحكومي برئاسة نائب رئيس الوزراء "يالجين أكدوغان". ففي هذا الصّدد قال أردوغان: "لم يتم قراءة نص واحد خلال الاجتماع، إنما تمت قراءة نصّين في آن واحد. فالنص الذي قرأه وفد حزب الشعوب الديمقراطي، كان مغايرًا تمامًا للنص الذي قرأه السيد يالجين أكدوغان. ولو لاحظتم أن محتوى النصين لم يكن متطابقًا أبدًا. وإنني أعتقد أنّه كان من الخطأ عقد مثل هذا الاجتماع. وعندما ننظر إلى المواد العشرة المعلنة عنها خلال الاجتماع، فإن هذه المواد لا تتضمّن نداءات لإحلال الديمقراطية في البلاد. ولا يوجد فيها أي صلة بالأطر الديمقراطية. فلو قمنا بتحليل دقيق لهذه المواد، يمكننا أن نلاحظ ذلك بوضوح. فالوفد الكردي يخرج إلينا كل عدّة أيام بمطالب جديدة. ولقد شاهدتم كيف أن السيد يالجين أكدوغان أدلى بتصريحات عقب اللقاء وإن الجميع لاحظ التناقض الصريح بين ما تمّ قراءته من قِبل الوفد الكردي وما تم الإعلان عنه على لسان السيد اكدوغان، فإذًا على ماذا تم الاتفاق خلال الاجتماع إن كانت التصريحات الصادرة من الجانبين متضاربين؟".

11 نيسان/ أبريل عام 2015: قامت عناصر تنظيم حزب العمال الكردستاني بتنفيذ هجوم ضد الجنود الأتراك، حيث نجم عن ذلك الهجوم جرح أربعة من الجنود.

5 أيار/ مايو عام 2015: ألقى رئيس اتحاد المجتمعات الكردية "بيسي هوزارط" خطابًا جاء فيه: "ليست لدينا نيّة في الوقت الراهن بعقد مؤتمر للإعلان عن التخلي عن السلاح، وذلك بسبب عدم إقدام الحكومة التركية على تحقيق أي مطلب من مطالبنا. لندع المحادثات والمفاوضات جنباً. فالحكومة التركية لم تقم بواجباتها ولم تسمح لأحد بزيارة زعيمنا في جزيرة إيمرالي منذ أكثر من شهر. فحزب العمال الكردستاني توعّد بعقد المؤتمر بناء على وعود الحكومة التركية حيال تنفيذ مطالبنا. فإذا لم تُحل مشكلة الأكراد في عموم تركيا، فإن تنظيمنا لن يقدم على عقد مثل هذه المؤتمرات. أجل لا يمكننا عقد هذا المؤتمر قبل الاعتراف الرسمي بالهوية الكردية ومنح الأكراد كافة حقوقهم، وذلك من خلال تدوين ذلك في الدستور التركي".

7 حزيران/ يونيو عام 2015: جرت الانتخابات البرلمانية بعد حملة انتخابية عنيفة جرت بين الأحزاب السياسية، حيث نجح حزب الشعوب الديمقراطية خلال هذه الانتخابات، حصد 13 بالمئة من أصوات الناخبين الأتراك وتجاوزوا بذلك العتبة الانتخابية المتمثلة بحصول الحزب السياسي لأكثر من 10 بالمئة كي يفوز بمقاعد في البرلمان التركي. وقد حجز الحزب الكردي ولأول مرّة في تاريخه، 80 مقعدًا في البرلمان التركي. بالمقابل حصد حزب العدالة والتنمية 41 بالمئة من أصوات الناخبين، إلّا أن هذه النسبة لم تكفي الحزب لتأسيس الحكومة الجديدة لوحده.

12 حزيران/ يونيو عام 2015: قال رئيس حزب الشعوب الديمقراطي "صلاح الدين ديميرطاش" أن تنظيم حزب العمال الكردستاني (PKK) يمكنه أن يتخلّى عن سلاحه بناء على نداء زعيم التنظيم "عبد الله أوجلان". فرد عليه قيادة اتحاد المجتمعات الكردية قائلًا: "على أن الجميع أن يدرك الحقيقة التالية. وهو أن مسألة التخلي عن الصراع المسلح ضد الدولة التركية أمر عائد إلينا تمامًا ولا يحق لأي شخص أن يبدي رأي بهذا الشأن. وعلى الجميع أيضا أن يعلم أن حزب الشعوب الديمقراطي لا يمثّل الجناح السياسي لنا. وبالتالي لا يمكن لقيادات حزب الشعوب الديمقراطي أن تطالبنا بترك السلاح، ولا نعتقد أن زعيمنا "عبد الله أوجلان" سيطالبنا بالتخلي عن السلاح ضمن الشروط والظروف الراهنة. إن انتظار أعضاء حزب الشعوب الديمقراطي نداء أوجلان لنا بالتخلي عن السلاح وممارستهم ضغوطًا على زعيمنا في هذا الصّدد، لا يجدي نفعًا ولا يوصنا إلى حل عادل للقضية الكردية. وإنّنا لا يمكن أن نقبل بمثل هذه الضغوطات التي تُمارس على زعيمنا. كما نود أن يعلم الجميع أن قرارنا بعدم التخلي عن السلاح، لا يُعد رفضًا لمطالب أوجلان ولسنا بصدد عرقلة العمل السياسي لحزب الشعوب الديمقراطي".

26 حزيران/ يونيو عام 2015: أدلى رئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان بتصريحات تتعلق بنية حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري، تأسيس دولة مستقلة في شمال سوريا والادعاءات التي أشيعت حول عزم القوات التركية شن حملة عسكرية في المناطق الشمالية لسوريا، حيث قال في هذا السياق: "إنني أوجه نداء لكافة دول العالم. مهما كان ثمن ذلك، فإننا لن نسمح بإقامة دولة مستقلة في الشمال السوري".

29 حزيران/ يونيو عام 2015: أعلن القيادي العسكري في تنظيم (PKK) مراد قارايلان أنّ عناصره ستقوم بمهاجمة القوات التركية في حال تدخّلت الأخيرة في المناطق الشمالية لسوريا وعندها نحوّل كافة تركيا إلى ساحة معركة لا يحمد عقباها. وعلى الحكومة التركية ألّا تنسى الثورة الشعبية التي قام بها الأكراد في 6 – 7 – 8 أكتوبر الماضي. فالكل يعلم أنّ الثورة الكردية لا يمكن إيقافها إلّا بأوامر وتعليمات من زعيمنا عبد الله أوجلان، وهذا ما حدث خلال أحداث أكتوبر الأخيرة. الشعب الكردي لن يسمح بالتدخل الكردي في المناطق الشمالية لسوريا وبالأخص في المناطق التي يقطنها غالبية الأكراد. والخلاصة أنّ اتخاذ الحكومة التركية لمثل هذا القرار، سيكون استراتيجيًا بالنسبة لهم، وسيكون بداية تحول جديد بالنسبة للشعب الكردي. نحن لن نتوسّل لأحد كي لا يقوم بالهجوم على المناطق الكردية في الشمال السوري، ولكن عليهم أن يعلموا أن لدينا وسائلنا للرد على أي اعتداء عسكري داخل المناطق الشمالية لسوريا".

11 تموز/ يوليو عام 2015: أعلن اتحاد المجتمعات الكردية انتهاء اتفاقية وقف إطلاق النار بين عناصر تنظيم (PKK) والقوات التركية، وذلك بأن الحكومة التركية تقوم ببناء السدود في المناطق الكردية لأغراض عسكرية. فقد صدر عن الاتحاد بيان في هذا الخصوص، جاء فيه: "لقد استغلت الحكومة التركية حسن نيتنا. وإننا نعلن أنّنا سنستهدف السدود التي ينشئها الحكومة التركية في المناطق الكردية وكافة الآليات التي تعمل في عمليات إنشاء هذه السدود. وإنّ أي عملية اعتقال تستهدف عناصرنا، ستكون وسيلة لقيامنا بعمليات الرد المماثلة".

14 تموز/ يوليو عام 2015: كتب رئيس اتحاد المجتمعات الكردية "بيسي هوزارط" مقالًا نُشر في صحيفة "أوزغور غوندم" تحت عنوان "المرحلة القادمة، مرحلة الحرب التي سيقوم بها الشعب الثائر في تركيا".

20 تموز/ يوليو عام 2015: وقع انفجار في منطقة سوروج التابعة لولاية شانلي أورفا أثناء اجتماع عدد من الشبان الذيم كانوا ينوون الذهاب إلى كوباني السورية، حيث دخل انتحاري من تنظيم الدّولة (داعش) وقام بتفجير نفسه. الأمر الذي خلّف 32 قتيل وأكثر من مئة جريح. وفي نفس اليوم حدث اشتباك بين عناصر تنظيم (PKK) والجنود الأتراك في ولاية "موش" حيث استشهد الضابط مسلّم أونال خلال تلك الاشتباكات. كما شهد اليوم نفس قيام رئيس اتحاد المجتمعات الكردية "جميل باييك" بدعوة الأكراد إلى التّسلّح وحفر الخنادق وأخذ كافة التدابير اللازمة للحرب. فقد قال حينها: "على شعبنا أن يعلم كيف يدافع عن نفسه ويأخذ التدابير اللازمة لذلك. فعلى كلّ فرد من أفراد شعبنا حمل السلاح، والدفاع عن نفسه دون الاعتماد على أحد".

22 تموز/ يوليو عام 2015: تمّ اغتيال عنصرين من عناصر الشرطة التركية (أوكان أجار وفيّاز يوموشاك) في منطقة جيلان بينار التابعة لولاية شانلي أورفا، وذلك من خلال اقتحام منزلهما وقنصهما وهما نائمين.

ونقلت وكالة الفرات الموالية لتنظيم (PKK) نبأ اغتيال الشرطيّين على الشكل التالي: "قام أحد فدائيي عبد الله أوجلان صبيحة يوم 22 تموز بالانتقال لعملية سوروج من خلال قتل عنصرين من عناصر الشرطة التركية اللذان كانوا يتعاونان مع ارهابيي تنظيم داعش".

وفي نفس اليوم تم اغتيال أدهم تركبن أمام أعين زوجته وأطفاله الثلاثة، وذلك بحجة أنّه ينتمي لتنظيم داعش.

23 تموز/ يوليو عام 2015: تمّ نصب كمين لعدد من رجال شرطة المرور الذين كانوا في طريقهم إلى موقع حادث سيارة في ولاية دياربكر. حيث توفيت "تانسو أيدين" في الاعتداء المسلح الذي جرى هناك.

23 تموز/ يوليو عام 2015: تم إطلاق نار من قِبل عناصر تنظيم داعش المتواجدين داخل الأراضي السورية باتجاه مخفر عائد للقوات التركية المتمركزة في منطقة ألبيلي التابعة لولاية كيليس الحدودية مع سوريا. وعلى إثر ذلك، حدث اشتباك بين القوات التركية وعناصر التنظيم، حيث استشهد خلال الاشتباك الضابط التركي "يالجين ناني".

24 تموز/ يوليو عام 2015: قامت طائرات (F -16) التابعة لسلاح الجو التركي بقصف مواقع تنظيم داعش في شمال سوريا ومواقع تنظيم حزب العمال الكردستاني في شمال العراق. وتعتبر هذه الغارات هي الأولى ضدّ مواقع تنظيم (PKK) منذ ثلاثة سنوات.

25 تموز/ يوليو عام 2015: استشهد الضابطان "إسماعيل ياووز" و"محمد قوجاق" خلال الاعتداءات الإرهابية في ولاية ديار بكر.

ومنذ ذلك التاريخ إلى يومنا هذا فهو معلوم لدى من يتابع يوميات الأحداث الجارية في تركيا. فإذا أردتم أن تجدوا أجوبة لتساؤلات حول الجهة التي أفسدت مسيرة المصالحة الوطنية والجهة التي أخلت بعملية وقف إطلاق النار والجهة التي ابتعدت عن طاولة المفاوضات، فإن ما يجب أن تفعلوه، هو قراءة هذا التسلسل الزمني للأحداث بكل دقة وإمعان.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!