جلال سلمي - خاص ترك برس
بينت تقارير مؤسسة الإحصاء والبنك المركزي التركيين بأن الاقتصادي التركي حقق نموًا اقتصاديًا بقيمة 3,8% في الربع الثاني من العام الاقتصادي وكان الفرق التقدمي ما بين الربع الأول والثاني 2,5%.
ادعى الكثير من الخبراء الاقتصاديين حول العالم بأن حجم النمو الاقتصادي التركي سيكون حليفه الانخفاض ولا يمكن له أن يعود إلى حجم نموه الطبيعي ولكن تقاريرًا صادرة من المؤسسات التركية الرسمية ومؤسسات اقتصادية عالمية أثبتت عكس ذلك وبينت أن الاقتصاد التركي ما زال مستمرًا في نموه الاقتصادي بشكل طبيعي على الرغم من جميع العوامل والعناصر السيئة التي تحيط بتركيا من جميع الجهات.
وتعليقًا على النمو الاقتصادي التركي تتناول الخبيرة الاقتصادية التركية خديجة كاراهان قضية النمو الاقتصادي التركي خلال الربع الثاني في مقالة اقتصادية تحليلية لها بعنوان "أسرعنا بشكل كبير" نُشرت في جريد يني شفق بتاريخ 11 أيلول/ سبتمبر 2015، وتروي كاراهان أنها في شهر سبتمبر 1999 ذهبت لأمريكا كطالبة لدراسة الاقتصاد هناك، وبعد مرور عدة أيام على ذهابها تلقت خبر زلزال تركيا الضخم بدهشة قوية هزّتها بشدة الزلزال الذي ضرب تركيا، وتواصلت مع عائلتها من نيويورك وتبين لها أن عائلتها بسلام ولكن ما أحزنها هو عدم قدرة الحكومة التركية في ذلك الوقت على لملمة الجراح النازفة جراء هذا الزلزال المدمر.
وتضيف كاراهان في مقالتها: "في نفس اليوم ونفس الشهر بعد مرور 16 عامًا أصبحت تركيا بحمد الله دولة قوية تقدم الدعم للدول المنكوبة بكافة الكوارث، وعلى رغم من تقديم تركيا الدعم لبعض الدول على حساب استقرارها وأمنها السياسي إلا أنها ما زالت تتمتع بنمو اقتصادي ملموس يدل على مدى قوة تركيا الاستراتيجية في ظل حكومة ذات خطط قوية ومُجهزة اعتمادًا على الواقعية والأسلوب المنطقي".
وتشير كاراهان إلى أن "تقارير مؤسسة الإحصاء والبنك المركزي التركيين وغيرهما من المؤسسات الدولية الخاصة باقتصاد تركيا في الربع الثاني دليل ملموس على تقدم الاقتصادي التركي في ظل الأوضاع المتدهورة المحيطة بتركيا، وبينت هذه المؤسسات أن النمو الاقتصادي في الربع الثاني وصل إلى معدل 3,8%".
ويبين الكثير من الخبراء والباحثين وحتى المواطنين الأتراك أنه على الرغم من عدم وجود أوضاع متدهورة محيطة أو متعلقة بتركيا خلال فترة الثمانينات والتسعينات إلا أن تركيا واقتصادها الذي كان يعاني من تدهور أرهق الشعب التركي وجعله أحد أتعس الشعوب في العالم، كما يفيد الخبراء والباحثين بأنهم كانوا يواجهون العديد من المشاكل في قضية تعريف أنفسهم كمواطنين أتراك إذ كانوا يواجهون الكثير من الأساليب التوبيخية والاستهزائية والتجاهلية بعد تعريف أنفسهم كمواطنين أتراك.
ولكن يبين هؤلاء الخبراء والباحثون بأن تركيا أصبحت اليوم محطة فخر للمواطن التركي حول العالم بعد النجاحات الخفاقة والملحوظة التي حققتها تركيا في مجال التقدم الاقتصادي والسياسي والاجتماعي والثقافي والإعلامي والفكري.
ويوضح الباحث الاقتصادي أردال تاناس كاراغول، في تقرير اقتصادي أكاديمي له بعنوان "الناتج القومي التركي للربع الثاني من العام الاقتصادي الحالي" نُشر على الصفحة الرسمية لموقع مركز الأبحاث السياسية والاقتصادية والاجتماعية "سيتا" بأن "النمو الاقتصادي التركي في الربع الثاني حقق تقدمًا إيجابيًا بمعدل 3,8% وارتفع مخزون الميزانية السنوية التركية بقيمة 2,5%".
ويُرجع كاراغول في تقريره النمو الاقتصادي إلى "حجم الاستثمارات التي ارتفعت بقيمة 11,4% وارتفاع حجم المصاريف الاستهلاكية الناتجة عن ارتفاع حجم الرفاهية الاجتماعية وتُشير التقارير بأن ارتفاع المصاريف الاستهلاكية وصل إلى 7,2% خلال الربع الثاني من العام الاقتصادي الحالي".
كما يُعزي كاراغول هذا التقدم إلى "حجم التطور الصناعي الكبير الذي ارتفع بنسبة 1,3% الذي أثر إيجابيًا على حجم النمو الاقتصادي بقيمة 1,3 نقطة وتطور قطاع التمويل بنسبة 1,1% الذي أثر إيجابيًا على حجم النمو الاقتصادي بقيمة 1,1 نقطة".
ولكن كتقييم موضوعي يبين كاراغول أن "الطلب الخارجي المنوط بحجم الصادرات الخارجية انخفض بقيمة 2,1% ممّا أثر سلبًا على الاقتصاد التركي بقيمة 1,1%، ويعود هذا التراجع إلى تراجع حجم الصادرات التي كانت تُصدر إلى العراق وسوريا واليمن والعديد من المناطق المنكوبة في منطقة الشرق الأوسط التي كانت تُعد من أكثر المناطق الاستهلاكية الحيوية النشطة لتركيا في العالم".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!