عائشة خالد - خاص ترك برس

الحمام التركي من أقدم الملامح التاريخية الثقافية العثمانية التي ما زالت حاضرة إلى يومنا هذا.

ومن أهم هذه الحمامات حمام "غلاطا سراي" (Galatasaray Hamami) التاريخي في إسطنبول الذي يُعد واحدًا من أقدم الحمامات الباقية لأيامنا هذه.

بني الحمام عام 1481م على يد السلطان بايزيد الثاني وافتتحه في بداية الأمر للسلاطين والأمراء والنساء قبل أن يخدم الجميع مع مرور الزمن، وما زال إلى اليوم يقدم خدماته كأفضل الحمامات.

يحتوي الحمام خدمات عدة أبرزها الحمام التركي مع خدمات التدليك والفرك التي يقدمها مختصون، إضافة إلى المساج والحمام الصابوني ومساج الزيت وغيرها.

يتكون الحمام من قسمين الأول للنساء والآخر للرجال، وتقدم الخدمات فيه بالطريقة الأميرية التي كانت تقدم في الماضي.

فور دخولك إلى الحمام يستقبلك على الباب المسؤولون، ويوصلونك إلى غرفتك الخاصة ويعطونك المئزر الخاص بك والقبقاب، وهو حذاء عثماني خشبي قديم.

وبعد ارتدائك لملابس الحمام تخرج إلى الساحة الرئيسية لتجد في انتظارك المختص الذي سيقوم على رعايتك، يأخذك  للسرير الرخامي المعد لك لتستلقي هناك لمدة لا تقل عن عشرين دقيقة حتى يتعرق جسدك ويطرى جلدك حتى تصبح جاهزا للتدليك.

بعد التدليك يقوم المختص المسؤول عنك باصطحابك إلى الحوض الخاص لتأخذ حمامًا دافئًا يهيئك للمساج.

بعد انتهاء المساج تستطيع أن تختار النشاط الذي ترغب بمزاولته فبإمكانك الاستلقاء مسترخيا على السرير الرخامي أو أخذ حمام دافئ مع الأصدقاء.

وقبل خروجك من الحمام عليك المرور إلى غرفة الوداع، وهي غرفة مهيئة للانتظار من عشرة دقائق إلى خمس عشرة دقيقة لتساعد جسمك على التأقلم مع درجة الحرارة الخارجية بعد الدفئ في الحمام، ويمكنك فيها تناول المشروبات الباردة والاستمتاع بالموسيقى الهادئة.

يفتح الحمام أبوابه للخدمة من السابعة صباحا وحتى التاسعة مساءا للرجال ومن الثامنة صباحا وحتى السابعة مساءا للنساء.

ورغم عراقة الحمام وجودة خدماته إلى أن الأسعار التي يقدمها ليست مرتفعة، فالدخول إلى الحمام والحصول على المساج بثماني وثلاثين ليرة تركية فقط. وإذا أردت الحصول على خدمات الأمير التي تشمل كل ما يقدمه الحمام فكل ذلك بسبع وخمسين ليرة تركية فقط.

يقع الحمام في القسم الأوروبي من مدينة إسطنبول، في أحد أزقة شارع الاستقلال بمنطقة تقسيم، ويعد معلما حضاريا وسياحيا مشهورة لا تخطئه العين ولا يتيه عنه الدليل.