إتيان مهتشوبيان - صحيفة أكشام - ترجمة وتحرير ترك برس
بعد فوز حزب العدالة والتنمية في انتخابات 2002 كتبت في ذلك الوقت أن الحزب يفوز في أربع استحقاقات انتخابية على الأقل، وفي تقديري يمكن أن نحسب انتخابات السابع من حزيران/ يونيو والأول من تشرين الثاني/ نوفمبر كانتخابات واحدة وفيها ذهب الناخب للاستفتاء على حزب العدالة والتنمية وفي النتيجة فاز حزب العدالة والتنمية في هذا الاستفتاء. و في هذا السياق إذا استمر حزب العدالة والتنمية على هذه الوتيرة فإني أتوقع أن يفوز حزب العدالة و التنمية في انتخابات 2019 القادمة. والسبب بسيط وهو أن الحركة التي تقوم عليها ديناميكية العدالة والتنمية تحترم الشعور الديني لدى الشعب بالإضافة إلى أنها دمجت الاقتصاد التركي بالاقتصاد العالمي وأعطت مساحة للأشخاص للتحرك بحرية. والأهم من ذلك أنها أسست لحياة ديمقراطية قوية وأزالت المحظورات عن المتدينين للانخراط في المجتمع ومؤسسات الدولة.
وفي هذا الحال فإن هذه الحركة التي تقودها العدالة والتنمية أصبحت رمزًا للحرية والعدالة الاجتماعية لدى أغلبية الشعب المحافظ، وفي نظري النتيجة تفسر بوجهين. الأول: أن الكتلة ذات التوجه الإسلامي وخاصة الجيل الجديد منهم رأى في العدالة والتنمية الخيار الأفضل وذلك عبر تخليص البلاد من الوصاية العسكرية، وقيامه بإصلاحات ديمقراطية، والعمل على حل القضية الكردية، أما الوجه الثاني: أنه منح للمحافظين وغير المحافظين الإسلاميين والعلمانيين نفس المساحة من الحرية وبهذا فإنه لم يقصي أحدا بل وقف على مسافة واحدة من الجميع، وهذا ما يفسر أن كثيرًا من غير المحافظين قد وقفوا إلى جانب العدالة والتنمية.
ولهذا أستطيع القول إن العدالة والتنمية تتراوح قاعدته الشعبية بين 35 الى 55 بالمئة، وفي حال استطاع أن يحسن من أدائه قد يرفع هذه النسبة في المستقبل القريب. وهذا ما أكدته الانتخابات في السنوات الخمسة الأخيرة ولهذا رأيت أن الأنسب أن نصف هذه الانتخابات بالاستفتاء على شعبية العدالة والتنمية بدلا من التنافس الانتخابي بين الأحزاب. وفي اعتقادي الأحزاب السياسية الأخرى تشهد ضيقًا في الأفق، وفي حال لم يتم تغير جذري في ذهنية تلك الأحزاب فإنه لن تختلف نتيجة الانتخابات حتى عشرين سنة أخرى، فالاستقطاب المجتمعي قد يعمل على استمرار المعارضة بالحفاظ على نفس الأصوات الانتخابية، بينما على المستوى البعيد فإن المعارضة ستفقد هذه الأصوات وسينفرد العدالة والتنمية في تصدر المشهد السياسي.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس