ترك برس
كانت تسمى منطقة الأناضول في مصر القديمة بـ"حديقة الشمس"، إذ كان المثقفون المصريون يذهبون إلى الأناضول لكي يحصلوا على المعلومات حول الضوء، فقد ظهرت أول ساعة شمسية في مصر وبلاد ما بين النهرين، ولكن تم تطويرها في الأناضول.
ويعد "أناكسيماندر" مخترع أول ساعة شمسية. وبعد مئات السنين من اناكسيماندر، قام الرومان بتطوير واستخدم الساعة الشمسية، لتليهم الثقافة الإسلامية التي زودت هذه الساعة بأول نظام متطور، لتتمكن الساعة من تحديد أوقات الصلاة الخمس في كل يوم بدقة.
وإلى جانب الساعة الشمسية ظهرت الساعة المائية والساعة الرملية أيضا، وفضل العباسيون استخدام الساعة المائية. ويذكر أن الخليفة العباسي هارون الرشيد أهدى ساعة تعمل بالماء لإمبراطور ألمانيا "شارلمان".
استعملت الساعات في الدولة العباسية والدول الإسلامية الأخرى في تحديد أوقات الصلاة، وكان يطلق عليها اسم "مؤقت". و كان يقيم المسؤولون عن ترميم الساعات والعناية بها في بيوت تسمى "موقت هانة" تم تأسيسها بجانب المساجد، وكانو يعملون هناك غالبا.
وعلى الرغم من أن الساعة ظهرت في الحضارة الشرقية، فقد تم تطوير بناء أبراج الساعات والساعات الميكانيكية في الحضارة الغربية. وقد بني أول برج للساعة في إيطاليا عام 1348م. كما أنشئ برج الساعة الثاني من قبل "هنري دو فيك" في فرنسا بعام 1360م.
بدأت الدولة العثمانية أعمالها في إنشاء الساعة الميكانيكية بعهد السلطان مراد الثالث. وفي القرن السادس عشر ظهر أول برج للساعة في الدولة العثمانية بعد عهد السلطان سليمان القانوني. وقد بني أول برج ساعة عثماني في منطقة "أوسكوب" بعام 1577م.
وقد أصدر السلطان عبد الحميد الثاني في الذكرى الخامسة عشرة لتولي العرش فرمانا بعام 1901، أمر فيه ببناء أبراج الساعة في جميع أنحاء الأناضول.
ومن أشهر الأبراج في الأناضول برج الساعة في إزمير، الذي بني في عام 1991، احتفالا بمرور 25 عام على اعتلاء السلطان عيد الحميد الثاني العرش العثماني، صممه المهندس المعماري الفرانسي الشامي ريموند تشارلز بيز، ويبلغ طول البرج 25 مترا وهو محاط بأربعة نوافير، وقد أهدى الساعة الموجودة في هذا البرج الإمبراطور الأماني "فيلهلم الثاني".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!