ولاء خضير - خاص ترك برس
تعود للواجهة أهمية القضية الفلطسينية بالنسبة لتركيا حكومةً وشعبُا، حيث خرج رئيس الوزراء التركي، أحمد داود أوغلو، خلال اجتماع حزب العدالة والتنمية متحدثُا: "لم ننس القدس، وغزة وفلسطين والمسجد الأقصى، ولا حتى في أحلامنا، "حي الشجاعية" حي الأبطال والشجعان، وهو آخر حي صمد في الحرب العالمية الأولى، وآخر حي جاهد فيه الجيش العثماني، عربًا وأتراك ضد الاحتلال البريطاني".
ويحظى الموقف التركي من القضية الفلسطينية، بقبول شعبي ورسمي، تراه في كل حي من أحياء غزة، من خلال تعليق الأعلام التركية على واجهات المحال التجارية، وإطلاق الكثير من أصحاب المطاعم اسم تركيا أو اسم إسطنبول على محالهم، ومن خلال عرض صورة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، تقديرا وعرفانًا لمواقفهم الداعمة للرفع الحصار عن غزة، وتخفيف آثاره.
وتقوم الحكومة التركية مؤخرًا بمحاولة إعادة ترميم وتأهيل بعض من أبنيتها، وآثارها، ومساجدها القديمة العثمانية في غزة، ومن بينها تأهيل سبيل الرفاعية الأثري في مدينة غزة القديمة، والذي يطلق عليه الفلسطينيون اسم "سبيل السلطان عبد الحميد الثاني"، تقديرا له بعدما أعاد ترميمه عام 1900.
وقد شارك الجيش العثماني في الدفاع عن غزة، أثناء الحرب العالمية الأولى، أي في الفترة الزمنية من "1914-1918″، وتعد احياء مدينة غزة شاهدًا ماثلًا على وجود الحضارة العثمانية، وساحاتها شهدت مقاتلة الجيش العثماني جنبا إلى جنب مع الفلسطينيين والعرب، في مواجهة الحلفاء، حلال الحرب العالمية الأولى.
تل المنطار
يقع هذا التل إلى الشرق من مدينة غـزة، ويرتفع نحو 85 مترًا فوق مستوى سطح البحر. من هنا جاءت أهميته كموقع استراتيجي عسكري، وكمفتاح لمدينة غـزة، عسكرت عليه جنود نابليون بونابرت، وقتل أمامه آلاف من جنود الحلفاء في الحرب العالمية الأولى، أمام تصدي القوات العثمانية، ودفنوا جميعًا في "مقبرة الحرب العالمية الأولى" في غـزة.
حي الدرج
ويحتل قلب المدينة القديمة، وقد سمي كذلك نسبة للدرجات العديدة التي بنيت لساقية "الرفاعية" الواقعة في الجزء الشرقي منه، وتعود التسمية لمظهر الحي من بعد، وكأن المتجه إليه يصعد إلى درج، أو يبدو للناظر إليه من بعيد كالسلم، وتسميته بهذا الاسم "حي الدرج"، تعود بالتالي للحقبة العثمانية.
أما اسمه الأقدم فكان "حي بني عامر"، نسبة لقبيلة بني عامر العربية التي سكنته مع بداية الفتح الإسلامي، وفي العصر المملوكي، وحتى بداية العصر العثماني، كان يطلق عليه "حي البرجلية"، نسبة لأولئك الذين يدافعون عن الأبراج الموجودة بالقرب من سور المدينة الشرقي، وكانوا يسكنون بالقرب منها في هذا الحي.
ومن أهم بناياته الأثرية الماثلة حتى اليوم، قصر آل رضوان، الذي يطلق عليه أحيانًا "قلعة نابليون" ذات النمط العمراني، وأسلوب البناء المميز، وقد تم بناء هذا القصر في الفترة العثمانية، يوم كان أمراء غـزة من آل رضوان، يحكمون المدينة في بداية الفترة العثمانية، وحتى القرن السابع عشر تقريبًا.
حي الزيتون
يقع أيضًا في قلب المدينة القديمة، ويحتل نصفها الجنوبي تقريبًا (جنوب شارع عمر المختار)، وفي هذا الحي العديد من الجوامع الأثرية، كجامع الشمعة، الذي اندثرت معالمه القديمة، ومسجد "العجمي".
ومن أهم معالمه، جامع "كاتب الولاية"، وسمي المسجد نسبة إلى "أحمد بيك"، والذي كان يقوم بإرسال الرسائل في زمن العصر العثماني إلى مدن الدولة الإسلامية، وما زال المسجد يحتفظ بتراثه القديم، وبخاصة مئذنته، التي جاء على أسفلها كتابة تعود لسنة 735م، نقشت على بلاطة رخامية في سطرين كما يلي:
"بسم الله الرحمن الرحيم، أمر بعمارة هذه المئذنة مولانا المقر الأشرفي السيفي أفنان العلاني نائب السلطنة العثمانية الشريفة بغزة المحروسة، إبتغاءًا لوجه الله تعالى، في مستهل ذي الحرام سنة خمس وثلاثين وسبعمائة".
ثم جرى ترميمه، وإعادة بنائه، على يد أحمد بك، كاتب الولاية في عهد السلطان العثماني مراد، سنة 925 هجري.
حي الشجاعية
من أكبر أحياء مدينة غزة، ويقع إلى الشرق مباشرة من مدينة غزة، بُنى خلال عهد الأيوبيين، وينقسم إلى قسمين الشجاعية الجنوبية (التركمان)، والشجاعية الشمالية (الجديدة).
سمي بحي "التركمان"، بسبب تركيز العشائر التركمانية، الذين استقروا هناك في عهد السلطان الأيوبي الصالح أيوب في الاعوام 1240-1249م. ويسمى الجزء الشمالي "الجديدة"، أو "حي الأكراد"، إذ أن الأكراد استقروا في هذا الجزء. كان التعداد العثماني عام 1525م يظهر تساوي نسب السكان من الأتراك والأكراد، بعدد 89 و90 أسرة، على التوالي.
وينسب في تسميته إلى "شجاع الدين عثمان الكردي" الذي استشهد في إحدى المعارك بين الأيوبيين والصليبيين سنة 1239م، وقد انتصر المسلمون في هذه المعركة.
ومن أهم معالم هذا الحي الكبير جامع أحمد بن عثمان، أو ما يسميه أهل المدينة بالجامع الكبير، و"حمام السمرة" أحد أهم المعالم الأثرية العثمانية في فلسطين.
ويذكر أنه خلال العام الحالي عثر عمال فلسطينيون في حي الشجاعية بغزة، على عشرات القطع الذهبية من العملات المعدنية القديمة، والتي تعود إلى العهد العثماني، خلال قيامهم بأعمال حفر شرق المدينة.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!