ترك برس
يعد قصر أحمد بك بمدينة "قنسطينة" في الجزائر واحدة من المعالم الأثرية العثمانية الفريدة من نوعها في الجزائر. وحيث كان يستخدم في العهد العثماني كمقر الحكم. وبني القصر بأمر من أحمد بن محمد الشريف بن احمد القلعي (الحاج أحمد بك) الذي حكم ببايلك الشرق لمدة 16 سنة، وكان والده تركيًا وأمه جزائرية تدعى الحاجة الشريفة وهي من عائلة عريقة تسمى عائلة بن قانة.
ويقع القصر في حي القصبة العتيق بوسط المدينة قسنطينة القديمة، وتصل مساحته على 5.600 متر مربع. ويعود تاريخ بنائه إلى عام 1825 حيث تم انتهاء بنائه في عام 1835. وبسبب سقوط قسنطينة بيد الفرنسيين عام 1837 إقامة أحمد بك فيه سنتين فقط.
يقول مشرف القصر "خلف الله شادي" في حديث لوكالة الأنباء التركية الأناضول؛ إن قصر الحاج أحمد بك هو واحد من المعالم الأثرية الفريدة، والذي يعكس حضارة الإسلامية وإنجازات أحمد بك والذي سجل اسمه في تاريخ مدينة قسنطينة والجزائر على حد سواء.
وأفاد شادي، بأن القصر بناه بنّاؤون وحرفيون مختصون في مجالهم، حيث يتكون القصر من حديقة واسعة تتوسطها نافورة مائية، وفيها الكثير من الأشجار والنباتات الزهرية، وكما له 27 وراق تم شقها بطريقة مميزة، لتسمح بمرور التيار الهوائي في فصل الصيف. وكما يزين الأروقة أكثر من 250 عمودا من الزحام الفاخر، والذي حضر من العديد من الدول.
وأضاف أنه تم بناء القصر خلال عشرة سنوات، وأنه كان مقر الحكم ببايلك الشرق. ويتكون القصر من 121 غرفة، و45 بابا، و60 نافذة، و2300 متر مربع من الأسقف الخشبية والذي صنعت من خشب شجر الأرز. وتوجد عليها نقوش إسلامية، والذي تم طلاؤه باللون الصفراء، والحمراء، والخضراء.
عندما يتجول الزائر في القصر يقف أمام أحد أجزاء القصر الذي يسمى بـ"دار أم النُّون"، نسبة إلى والدة أحمد بك، والتي كانت تقيم في هذا الجزء من القصر، الذي تحول بعد ذلك إلى مكان تستحم فيه النساء في فصل الصيف.
وفي وسط المكان يوجد شبه خزان من المياه، والذي كانت تعيش فيه أسماك مختلفة وأغلبها من اللون الأحمر، وكانت نساء القصر تحظي بعناية خاصة لأجلهم. وفي غرفة خاصة احمد بك كانت العصافير، والبلابل وهو كان يهتم برعايتهم.
ويوجد في منتصف القصر الجناح الاداري، وجناح القضاء وفيه محكمتان، الأولى للتقاضي بحسب المذهب المالكي والثاني بحسب المذهب الحنفي. ويوجد في القصر الجناح الشتوي، والذي بنيت على شكل بيت مصغر ويسكن فيه أحمد بك وعائلته في فصل الشتاء.
وهناك مكان يسمى بـ"العلية" كان مخصصًا للحرس، والمكان الذي يقع تحت الأرض كان مخصصا كإسطبل للحيوانات، استخدمه الجيش الفرنسي في أثناء الاحتلال كسجن.
وتم تزيين جدران القصر بالرسومات على مساحة 2.000 متر مربع، حيث تعكس الرسومات مختلف التجارب والرحلات التي قام بها أحمد بك على مدار خمس عشر شهرا.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!